القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة.. مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية
الداعية الشاب عمرو خالد ـ 40 سنة ـ مشهود له بالنجاح والانتشار، خصوصاً في أوساط شباب الجامعات والأندية الرياضية ، ويحظى بحضور لا تخطئه العين على القنوات الفضائية وشبكة الانترنت ، وله في الدعوة أسلوب يعجب فريقاً من الناس ولا يعجب آخرين ، لكنه في كل الأحوال مأجور إن شاء الله بما أحسن في النية وأحسن في العمل.
وقد ظل عمرو خالد يقدم نفسه فيما مضى على أنه "داعية شاب"، ودال على الخير ليس إلا، فهو ليس فقيهاً ولا مفتياً ولا عالماً، ولا هو – حتى – إعلامياً محترفاً.. لكن يبدو أن الأضواء الكثيرة من حوله ، والطلب المتزايد عليه ، أخذا يؤثران فيه ، ويغيران من تواضعه ، وينقلانه إلى عوالم أخرى أ
كثر تعقيداً من عالمه البسيط.
نجح عمرو خالد في برنامج "صناع الحياة" واستحق التقدير والتشجيع، ونجح بدرجة أقل في برنامج "دعوة للتعايش" ، ربما لأن المعالجة في هذا البرنامج الأخير كانت في حاجة إلى قسط من الدراسة والتخصص بأكثر مما هو متوفر لديه.. ومع ذلك فإن الأمر كله يدور في نطاق التجربة والاجتهاد ، فإن أخطأ فله أجر ، وإن أصاب فله أجران بإذن الله.
لكن المشكلة الآن أن عمرو خالد آخذ في التحول بفعل عوامل عديدة إلى رمز سياسي وزعيم لما يسمى بـ"التيار الإسلامي المعتدل" الذي كان الغرب، وأمريكا تحديداً، يبحث له عن زعيم بمواصفات خاصة، ووقع أخيراً على هذا الزعيم بمواصفات رآها في الأخ عمرو.. دون أن تكون المواصفات – بالضرورة – متوافرة فيه على النحو المطلوب.
ومن أراد أن يعرف شيئا عن هذه المواصفات فليرجع إلى تقرير مؤسسة "راند" البحثية الأمريكية ذات الصلة الوثيقة بوزارة الدفاع الأمريكية – البنتاجون – وبالخصوص سلاح الطيران.. الذي يقع عليه العبء الأكبر في المغامرات العسكرية الأمريكية خارج الحدود.. وياليت الأخ عمرو – نفسه – يرجع إلى هذا التقرير ليعرف أساليب هذه المؤسسات في الالتفاف حول الشخصيات ذات المواصفات المطلوبة.. واصطيادها.. حتى يدرك أن المسألة ليست بالبساطة التي يتعامل بها مع القضايا المعقدة.
ونحن لا نقول إن الداعية الشاب يعيش في شخصية الرمز والزعيم.. لكننا نقول – مرة أخرى – إنه "آخذ" في التحول إلى هذه الشخصية.. ولحرصنا عليه، وعلى نقائه الأول، رأينا أن ننبهه إلى مواطن الزلل، لعل الله يعصمه ويجنبه المكائد والدسائس، ويبعد عنه شياطين الجن والإنس التي توسوس في صدور الناس.
في العام الماضي، وأثناء اشتعال أزمة الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الدنمارك، قرر عمرو خالد القيام بزيارة إلى هذا البلد لإجراء حوارات وندوات هناك رغم اعتراض أغلب العلماء المسلمين في العالم، وعلى رأسهم الشيخ الجليل "يوسف القرضاوي"، ورغم مطالبة مسلمي الدنمارك له بعدم الحضور حتى تقدم الحكومة هناك والجريدة التي نشرت الرسوم إعتذاراً رسمياً.. لكن عمرو ضرب بذلك عرض الحائط.. وذهب إلى الدنمارك، وأجرى حوارات وعقد ندوات.. دون أن يحقق تقدما يذكر في الأزمة لصالح الإسلام والمسلمين.. واستمر نشر الرسوم البذيئة داخل وخارج الدنمارك.
وفي بداية مايو الحالي وقع اختيار مجلة "تايم" الأمريكية على عمرو خالد ليكون ضمن مائة شخصية يتم تكريمهم باعتبارهم "الأكثر تأثيراً في العالم".. ولا شك أن هذا فتح عظيم للشاب الواعد.. لكن الخوف كل الخوف أن يتحول الفتح إلى فخ.. وأن يكون الاختيار مقصوداً لتحقيق مآرب أخرى.
قالت مجلة "تايم" في مبررات اختيار عمرو خالد "إنه صوت مهم للاعتدال داخل العالم الإسلامي"، وأنه "نجم ساطع"، وأنه "شجع المسلمين على تنفيذ خطط عملية من أجل تغيير حياتهم ومجتمعاتهم من خلال الإسلام، كما شجعهم على الانسجام بسلام مع الغرب".. وذكرت أيضا أن "ماجعل عمرو خالد يستحق هذه المكانة هو رعايته لمؤتمر حوار الأديان في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في مارس 2006م، بعد الجدل الذي أثير عقب أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد، رغم أن علماء مسلمين انتقدوه لأنه مد يده بغصن الزيتون للدنماركيين، لكنه لم يتراجع".
وهكذا دخل عمرو خالد لعبة الاعتدال طبقاً للمواصفات التي حددها الغرب.. وهي مواصفات خبيثة – كما أسلفنا – ويمكن أن تقود إلى ماهو أخطر.. وتذهب بالشاب المتواضع عمروخالد الى مناطق شائكة.. ومن هذه المناطق – مثلا – ما أثير حول استعداده لمصافحة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الصهيونية، في حفل مجلة "تايم" لتكريم الفائزين في قائمتها للشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، ومنهم ـ بالصدفة ـ ليفني.
والغريب أن الذي روج لاستعداد عمرو للمصافحة هو موقع "عرب انسيدر" الصهيوني على شبكة الانترنت، والهدف معروف بالطبع لتوريط الداعية الشاب.. وإغوائه بلقب "المسلم المعتدل".
ورغم أن هناك مصادر أكدت أن تصريحات عمرو خالد "الهاتفية" من لندن لبرنامج قناة "أوربت" خلت تماما من مزاعم المصافحة التي أوردها الموقع الصهيوني، إلا أن الغواية مازالت قائمة وبوسائل وسبل أخرى.
فقد رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بزيارة عمرو خالد لحضور حفل مجلة "تايم" باعتباره نموذجا للإسلام الموالي للغرب.. وأعطت الضوء الأخضر للعديد من المؤسسات والجمعيات والمعاهد لاستضافته في ندوات ومحاضرات وبرامج تليفزيونية .. بهدف تسليط الأضواء عليه على مدى الأسبوع الحالي.. وتحويله إلى نجم عالمي.
وبهذه المناسبة نشرت الباحثة اليهودية "سامنتا شابيرو" دراسة عن عمرو خالد بهدف تقديمه إلى مراكز صناعة القرار في أمريكا تحت عنوان "مد يد العون لمسلم طموح" قالت فيها "إن الشيخ القرضاوي يتحدث كثيراً عن ضرورة دعم المقاومة في العراق وفلسطين في حين أن عمرو خالد لايفعل ذلك بل إنه يقول لجمهوره إن أفضل وسيلة لتحرير القدس هي أن ينجح المسلم في عمله ودراسته وأن يساعد الآخرين على مزيد من التدين".
وسوف تجد واشنطن في زيارة عمرو خالد إليها فرصة لتقول إنه لا مشكلة لها مع الإسلام المعتدل أو حتى المحافظ".
وعلينا أن نقول لواشنطن – ومعنا عمرو خالد – أن لا مشكلة للإسلام معكم ، لكن المسلمين لهم صراع معكم.. أنتم الذين فرضتموه عليهم باحتلالكم لأراضيهم واعتداءاتكم على مقدساتهم.. وهذا ليس صراعاً دينياً.. ولا صراعاً بين الأديان إلا بقدر ماتستغلون الدين فيه.. وإنما هو صراع وجود بين معتد في ناحية، ومعتدى عليه في ناحية أخرى.. تمنحه كل الشرائع والقوانين حق الدفاع عن نفسه بكل الوسائل.. وأول هذه الوسائل عدم موالاة الأعداء ومصافحتهم ومجالستهم.. ومنحهم فرصة ليفرقونا بين معتدلين ومتشددين.