آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

الثورة المصرية هل ستُسرق؟أم سُرقت؟أم ماذا ؟؟
بقلم/ محمد أسعد بيوض التميمي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 14 يوماً
السبت 30 يونيو-حزيران 2012 06:32 م

كثير من الناس يتساءلون ما هذا الذي يجري في مصر؟؟

هل هي ثورة أم مشروع ثورة أم نصف ثورة أم شبه ثورة أم أنها ليست ثورة ؟؟

أم أنها ثورة ولكنها قد سرقت أم يجري العمل على سرقتها وإجهاضها؟؟

وهل مفهوم الثورة ينطبق على ما يجري في مصر؟؟

وهل يكفي أن يُطاح برأس النظام مع بقاء جميع أجهزة النظام السابق حتى نقول بأن الذي حدث ثورة؟؟

هل الثورة المصرية ستستكمل وتحقق جميع أهدافها ؟؟؟؟؟؟

للجواب على هذه التساؤولات وتساؤلات غيرها علينا أن نستقرأ سيناريو الأحداث منذ يوم 25 /1/2011 وهو اليوم الذي بدأت فيه الثورة ولنعرف ماذا جرى ويجري في مصر.

إن الذي يتتبع سيناريو الأحداث التي جرت في مصر بدءاً من يوم 25/1/2011 الذي انطلقت فيه مسيرات الغضب تطالب بالحرية والعدالة والخبز الذي دعى إليها مجموعة من الشباب غير المنتمين لأي جماعة أو حزب سياسي بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي والتي سرعان ما تحولت إلى ثورة شعبية غاضبة تطالب بإسقاط الرئيس وحتى اليوم يجد أن الذي جرى في مصر كان مشروع ثورة لم يكتمل بعد وهذا المشروع كان نتاجاً للروح الثورية التي انطلقت من تونس وسرت في جسد الأمة وبالفعل وخلال ثمانية عشر يوما تحقق فيها المطلب الأول للشعب المصري وهو الإطاحة برأس النظام ومما عجل بسقوط رأس النظام هو تخلي أمريكا عن عميلها بسرعة,عندما وجدت أن الشعب المصري مُصمم ولا يمكن أن يتراجع عن هذا المطلب (إسقاط حسني اللامبارك اللعين)فسارعت للتجاوب مع هذا المطلب خشية أن يتفاقم الوضع فيخرج عن السيطرة,فيقع الأمر بيد الشعب المصري الثائر المنتفض فيستلم السلطة,فإستلام الشعب السلطة بموجب(ثورة شعبية) يعني ((تغيير المعادلة السياسية والعسكرية والأمنية التي تحكم المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى ومروراً بالحرب العالمية الثانية))وهذه المعادلة أهم عناصرها هي(استبعاد الشعوب المسلمة وخصوصا في عالمنا العربي عن السلطة وإبقائها في حالة إستعباد وإذلال وسحق كرامتها وإنسانيتها من خلال تحميل حكاما من صناعة المخابرات الغربية إما بريطانية وإما فرنسية وإما امريكية على رقابها والعمل على تزييف إرادتها ) فجميع الأنظمة في عالمنا الإسلامي هي صناعة غربية استعمارية ,فقبل الحرب العالمية الثانية كانت صناعة بريطانية وفرنسية وبعد الحرب العالمية الثانية صارت من صناعة المخابرات الأمريكية التي اخترعت الانقلابات وسُميت هذه الانقلابات((بالثورات))وما هي إلا ثورات وهمية دمرت العالم العربي

فإنقاذاً لهذه المعادلة طلبت أمريكا من عميلها ( اللامبارك) أن يتنحى فوراً وأوعزت للمشير طنطاوي بإنقاذ الموقف والانحناء للعاصفة الهوجاء من خلال تشكيل مجلس عسكري يمثل جميع اسلحة الجيش المصري البرية والبحرية والجوية والقيام بالتضحية بعميلهم الخسيس(اللامبارك اللعين)وليقوم هذا المجلس بتولي مهام رئيس الجمهورية وكان رئيس الأركان سامي عنان في أمريكا فطلب منه الأمريكان أن يعود على عجل إلى مصر للمشاركة في إنقاذ الموقف,وبعد أن حاول (حسني اللامبارك) أن يُماطل ويتمرد على أسياده الأمريكان لعلهم يتراجعون عن مطالبتهم له بالتنحي,فقام باتخاذ قرارات فيها كثير من التنازلات من أجل إرضاء الشعب,فأعلن أنه(لا يريد توريث إبنه جمال الذي صنعه على عينه ليورثه مُلك مصر وكأنها مزرعة عائلية وقام بطرده من الحزب الوطني وطرد بعض القيادات المحيطة به والتي كانت تفسد في الأرض بغير الحق)ولكن الشعب إعتصموا في ميدان التحرير وجميع ميادين مصر وإستمر في ثورته ولم تنطلي عليه حيله,فقام بإقالة رئيس الوزراء احمد نظيف ووزير الداخلية حبيب العادلي سيء الصيت والسمعة,والجرذ احمد عز الطبال لعله يخدع الشعب المصري ويُجهض ثورته ويتخلى عن مطلبه الأساسي والرئيسي وهدفه العظيم وهو إسقاطه وإسقاط نظامه,ولكن الثورة في((ميدان التحرير))في القاهرة وميادين المدن المصرية الأخرى كانت تزداد اشتعالا بالغضب كلما قدم((الفرعون))تنازلات وتزداد إصراراً على الإطاحة به,وكانت أصوات وهتافات الشعب المصري ترتفع وتيرتها بهتاف واحد(ارحل ارحل,مش حنمشي أنت حتمشي,الشعب يريد إسقاط النظام,الشعب يريد إسقاط الرئيس)) ثم قام بتعين((عمر سليمان مدير المخابرات))نائبا له وهو أحد رجاله المخلصين وتعيين((احمد شفيق رئيسا للوزراء))ولكن الشعب رفض جميع هذه التنازلات والقرارات والخدع,فتصاعدت الثورة وتصاعدت الهتافات المطالبة برحيله وبرحيل نائبه

فقام بإلقاء خطاب حاول أن يستدر به عطف الشعب المصري لعله يتراجع عن مطالبه,ولكن الشعب المصري رداً على هذا الخطاب رفع أحذيته في((ميدان التحرير وجميع ميادين مصر))في وجه الشاشات التي كانت تنقل خطابه على الهواء وما إنتهى من خطابه حتى إشتعل الميدان بالغضب

وأمام هذه المماطلة قرر الشعب الزحف الى قصر العروبة في مصر الجديدة مقر حسني اللامبارك وبالفعل بدأ الزحف وخشي المجلس العسكري بقيادة طنطاوي أن تتفاقم الأوضاع وتخرج عن السيطرة,فما كان من المجلس العسكري إلا أن أصدر(بيان رقم واحد ) وصدور هذا البيان بهذا الرقم يعني بأن(إنقلاباً عسكريا)قد حصل وأن الجيش تحرك لإستدراك تدهور الأوضاع ولعزل(اللامبارك) وإستلام السلطة,فاجبر المجلس العسكري عمر سليمان ان يخرج على الشعب المصري ليلقي بيان التنحي وانتقال السلطة الى المجلس العسكري لان السلطة لو إنتقلت إلى عمر سليمان فكان سيعتبر ذلك إمتداداً لسلطة حسني اللامبارك مما سيفاقم الوضع ,وبالفعل بدلا من أن تنتقل السلطة إلى الشعب إنتقلت إلى رجال اللامبارك- المجلس العسكري- الذي هو جزء أساسي من نظام اللامبارك ولكن الشعب شعر بأن الجيش قد إنحاز له فإنطلت عليه الحيلة فتقبل الأمر وإعتبره إنتصاراً للثورة رغم أن جميع أعضاء هذا المجلس هم من تعيين اللامبارك ويُدينون له بالولاء,وبقي احمد شفيق رئيس الوزراء الذي عينه اللامبارك في الوقت الضائع لذر الرماد في عيون الشعب المصري الثائر

ولكن الشعب المصري رفض بقاء (( أحمد شفيق ))واستمر الشعب في الميدان يطالب بسقوطه مما اضطر المجلس العسكري أن يستجيب للشعب فأعلن قبول استقالة احمد شفيق

ولكن مكر العسكر وبالتنسيق مع الأمريكان وتربصهم بالثورة من أجل إجهاضها وسرقتها ومنعها من تحقيق جميع أهدافها لم يتوقف بل استمر,فأرادوا أن يبقوا في السلطة دون تحديد موعد لتسليمها للشعب,فثار الميدان من جديد فإضطر المجلس العسكري أن يُحدد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وموعد لتسليم السلطة ولكن كل ذلك قبل وضع دستور جديد للبلاد يتناسب مع الثورة ويعبر عن أهدافها من أجل أن تبقى السلطة الحقيقية في يد المجلس العسكري فانطلت الحيلة على الأحزاب والقوى السياسية المتهافتة على السلطة وعلى جني ثمار الثورة قبل أن تحقق جميع أهدافها رغم ان هذه القوى لم يكن لها أي دور في انطلاق الثورة وتفجيرها فتسابقت جميع هذه القوى على الحصول على أكبر جزء من الغنيمة والمكتسبات السياسية والحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد وكان في مقدمة جميع هذه القوى جماعة الاخوان المسلمين-حزب الحرية والعدالة-وجزء كبير من السلفيين والليبيراليين والقوميين والعلمانيين من كل نوع ففاز الإخوان والسلفيون فوزاُ ساحقا وإعتبروا ذلك انتصاراُ للثورة,وأنهم أصبحوا قادة الثورة رغم أنهم لم يصنعوا الثورة أو يدعوا لها وكان فوزهم لأنهم البديل الإسلامي الوحيد الموجود ,بل أن جزءا كبيراً من السلفيين كان يعتبر حسني اللامبارك ولي أمر للمسلمين ولا يجوز الخروج عليه وبعضهم كفّر من يخرج عليه,وكذلك لاخوان المسلمين فهم لا يؤمنون بالتغير وإنما بالإصلاح والترقيع,فهم ليسوا من دعاة الثورات (نحن دعاة لا قضاة) بل أنهم قد أصدروا بيانا يتبرؤون به من الثورة في أول يوم في 25/1/2011 عندما انطلقت مسيرات الغضب حيث أصدروا بياناً جاء فيه بأن

(جماعة الإخوان المسلمين لن تشارك في مسيرات الغضب التي دعت إليها الجماهير حتى لا تعكر على الشرطة صفو يوم عيدها حيث كان يوم 25/1/2011 هو يوم عيد الشرطة السنوي)وعندما وجد الاخوان المسلمين وجميع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى بأن الأمر جد لا هزل فيه وسقوط (اللامبارك)حتمي لحقوا بالثورة ونزلوا الى(ميدان التحرير) وركبوا الثورة في يوم 29/1/2011 وبدؤوا بالتفاوض مع عمر سليمان نائب حسني اللامبارك الذي عينه من اجل إنقاذ الموقف من أجل الحصول على قدر كبير من المكتسبات لجماعتهم وليس للشعب المصري

وكذلك فعلت جميع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى التي تسمي نفسها بالمعارضة والتي ما هي إلا من صناعة جهاز أمن الدولة ولا تمثل اي نسبة من الشعب المصري والدليل على ذلك أنه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت بعد الثورة أن بعض هذه القوى لم يحصل ولا على مقعد وبعضهم حصل على مقعد أو مقعدين فهي أسماء وعناوين فارغة من المضمون لتجميل وجه(نظام اللامبارك القبيح)وليس لها مهمة إلا((مهاجمة الإسلام))مما أثار غضب وحنق الشعب المصري المعتصم بميدان التحرير والميادين الأخرى في المدن المصرية,وصار الشعب يهتف بأن هؤلاء لا يمثلونهم وبأن هؤلاء يحاولون سرقة الثورة وبيعها لعمر سليمان لإجهاضها,ولكن تحت ضغط الثورة المندلعة في ميادين وشوارع مصر أجهضت محاولاتهم لسرقة الثورة لصالح(حسني اللامبارك والمجلس العسكري) مما اضطر في النهاية(عمر سليمان)الذي عينه حسني اللامبارك لخداع الشعب ان يستقيل مع سيده ويعلن تنحي الفرعون بنفسه

ولكن لمجلس العسكري لجأ الى حيلة أخرى,حيث قام بتعيين رئيس وزراء من وزراء حسني اللامبارك السابقين يتصف بالغباء السياسي وضعف الشخصية والبلاهة ليكون ألعوبة بيدهم كما هي صفات((رجال اللامبارك وهو(عصام شرف) الذي قام ببتمثلية ليخدع الشعب المصري وبأنه من المؤيدين للثورة وأهدافها ونزل الى ميدان التحرير وأقسم اليمين الدستوري أمام الشعب,ولكنه عمل على تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية من اجل تكفير الشعب بالثورة,ولكن الشعب تنبه له فنزل الى الميادين وميدان التحرير,فطالب برحيله فرحل ولكن((المجلس العسكري))جاء بشخص اخر من رجال حسني اللامبارك وكان رئيسا للوزراء في عهده وشكله يدل على غبائه وبلاهته,فهل كان((حسني اللامبارك))ممكن أن يأتي إلا بالرجال الاغبياء والضعفاء فهو ملك ملوك الأغبياء والجهال وهو(كمال الجنزوري)الذي ساهم في تخريب مصر في عهد مبارك

ونتيجة للحكم الاستبدادي الإجرامي الذي يختطف مصر منذ ستين عاما أصبح في مصر قحط وجدب بالسياسيين الحقيقيين,وهذا كان واضح جدا في نوعية النواب الذين افرزتهم الانتخابات البرلمانية,حيث كان معظمهم من الذين لا يفقهون في السياسة ولم يمارسوها من قبل,وليس لديهم ادنى ثقافة سياسية,فكان شباب الثورة في الميادين يتفوقون عليهم سياسيا وفكريا وقدرة على التعبير عن أفكارهم,وبسبب هذه النوعية من النواب تحول((مجلس الشعب))إلى مسرح هزلي وأخذ كثير من أعضاءه يتصرفون كالأطفال والمراهقين الذين يتلهون بألعابهم غير مصدقين بأنهم يجلسون على مقاعد البرلمان,ولم يستطيعوا أن يُقنعوا الشعب المصري بأدائهم بل صاروا محل تندره,مما جعل الشعب المصري ينقم عليهم وهذا ما كان يسعى إليه((المجلس العسكري))وأنا رايت بأم عيني على التلفزيون أن بعض هؤلاء النواب هاجموا وزير الداخلية بعنف ثم بعد ذلك ذهبوا ليأخذوا معه صورا تذكارية,فهل هناك تفاهة وهبل أكثر من ذلك

وإستخفافاً بهم وبمجلسهم قام المجلس العسكري بحل مجلس الشعب بموجب حكم صادر عن المحكمة الدستورية ولجنة الانتخابات المحصنة بموجب المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تم الاستفتاء عليها وحصلت على موافقة الشعب ومن ضمنهم الإخوان والسلفيين الذين طلبوا من الشعب ان يستفتي عليها بالإيجاب وهذه المادة هي من مواد الإعلان الدستوري وقراراتها نافذة وغير قابلة للطعن فمجرد القبول بالمشاركة في هذا الاستفتاء على هذه المادة المجهضة للثورة والتي تصادر إرادة الشعب يدل على غباء سياسي قاتل,وهو كمن شحذ السكين بيده وأعطاها لذابحه ليذبحه بها,وبالفعل تم استخدام هذه المادة كسكين ذبح به البرلمان,فعندما طالب بعض النواب بحل لجنة الانتخابات والمحكمة الدستورية لأنهما محسوبتين على نظام حسني اللامبارك فالمحكمة ولجنة الانتخابات كانتا تزيفان له الانتخابات وكل القوانين والأحكام,وكانتا طوع بنانه وكانتا تحضران للتوريث وهو قد اختار أعضائهما بعناية,بل أن رئيس لجنة الانتخابات رد على من طالب بحلهما وتغيير أعضاءهما قائلا(إننا لو كنا نعرف بأن هذه الوجوه ستأتي للبرلمان لألغينا الانتخابات وما أجريناها وكان يقصد الإخوان والسلفيين )وبالفعل بعد هذا التصريح بعدة أيام تم حل((مجلس الشعب))بل طرده وكان هذا الطرد هو نتيجة حتمية لوقوعهم بالفخ الذي نصبه لهم المجلس العسكري فوقعوا به بسهولة وأوقعوا معهم به الشعب

وبموجب هذه المادة أيضا قام المجلس العسكري من خلال المحكمة الدستورية ولجنة الانتخابات بالتدخل السافر في الانتخابات الرئاسية فتم استبعاد أكثر المرشحين قبولا عند الشعب المصري وأكثرهم تبني لتطبيق الشريعة(لشيخ حازم ابو اسماعيل ) ووالده الشيخ (صلاح ابو اسماعيل رحمه الله )كان عضو مجلس الشعب عام 1977 عندما قام(المقبور السادات)بمبادرته المشؤومة عندما قام بزيارة الكيان اليهودي,فهو العضو الوحيد الذي تصدى للسادات والاعتراض على هذه المبادرة ورفض(اتفاقية كامب ديفيد)وكنت انا يومئذ طالب في مصر ورأيت كيف السادات سلط عليه الإعلام القذر ليشتمه بأقذر الشتائم حتى إن السادات قام بشتمه شخصيا أمام مجلس الشعب

وقام((المجلس العسكري))بتبني مرشح هو جزء لا يتجزأ من نظام حسني اللامبارك بل أنه من الحلقة الضيقة التي كانت تحيط به وهو معروف بعدائه للثورة وانحيازه لحسني اللامبارك ولليهود ومعادي للإسلام ومن المفسدين في الأرض ورجل الانقاذ الذي اختاره حسني اللامبارك كمنقذ له في الوقت الضائع لعله ينقذه,وكأن الشعب المصري قد قام بإسقاطه كما اشرنا أنفا فخرج من الباب فأراد المجلس العسكري أن يعيده من الباب ليقوم بسرقة الثورة جهاراً نهاراً,وهذا الفعل كان بمثابة إستهتار كبير في الثورة واستخفاف بالشعب المصري ,فزوروا له النتيجة في الدور الاول ووضعوا له نتيجة متساوية تقريبا مع نتيجة محمد مرسي مما أحدث صدمة عند الشعب المصري ولكن الشعب المصري تنبه لهذه المؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها الثورة في دورة الإعادة فنزل الى ميدان التحرير بالملاين استعدادا لمواجهة اي عملية تزوير لانتخابات الرئاسة لصالح احمد شفيق وكان التوجه واضحا لدى المجلس العسكري لتزوير الانتخابات لصالح احمد شفيق في الدورة الثانية,واكبر دليل على هذا التوجه هو عدم إعلانه النتيجة فوراً بل تم تاجيل الإعلان أسبوعا كاملا لعله يستطيع ذلك,وأخذ خلال هذه المدة الطويلة في عرف نتائج الانتخابات يُسرب الأخبار عن فوز احمد شفيق ليجس نبض الشارع وكان مع كل صدور إشاعة أو تسريب كان فوران وغضب الشعب المصري يزداد,وخلال هذه المدة عمل على تهيئة الرأي العام لقبول تزوير النتيجة وذلك من خلال قيامه بالإيعاز للإعلام المعادي للثورة ورجال الفكر والثقافة المزيفين والمزورين والفنانين الذين زورهم وزيفهم نظام اللامبارك ومن سبقه والذين كانوا عملاء لأمن الدولة يستخدمهم في مهماته القذرة ليشنوا حربا لا هوادة فيها على الإسلام تحت غطاء الهجوم على الإخوان المسلمين وتخويف الشعب المصري المسلم من الإسلام وبأن الإخوان المسلمين سيطبقون الإسلام إذا ما فازوا بالانتخابات,وكأن الإسلام بُعبُع,فهو حقا بُعبُع بالنسبة لهم,لانهم يخشون على فسادهم و فجورهم ومكتساباتهم ومتاجرتهم بالرذيلة

وكان الإخوان المسلمين ينفون ذلك ويُعلنون بأنهم مع الدولة المدنية حتى انهم قدموا تنازلات عقائدية تخرج صاحبها من الملة وحاول المجلس العسكري ان يحشد الملاين في ميدان الجندي المجهول في مدينة نصر ليكونوا مقابل الملاين المحتشدين في ميدان التحرير تمهيدا للتزوير ولكن لم يستطع ان يحشد إلا بضع ألاف من الأقباط والفنانين وبقايا النظام وبلطجيته مما إضطر المجلس العسكري الى التراجع عن ذلك لأنه أصبح على قناعة بان الثورة ستندلع من جديد وبقوة جارفة تقتلع المجلس العسكري وبقايا نظام اللامبارك من جذوره وبذلك تستكمل الثورة

ولكنه زور الانتخابات بطريقة اخرى ومكشوفة ومفضوحة وهي أنه رفع نسبة احمد شفيق الى 48.5% حتى يكون الفرق بسيط جدا بينه وبين محمد مرسي وليظهر بأن نجاح محمد مرسي نجاحا مهلهلا وعلى الحفة وبأن الشعب المصري بمعظمه ليس مع الثورة وليس مع الرئيس المنتخب,ومن أجل أن يبقى محمد مرسي يشعر بضعفه أمام المجلس العسكري فيسهل ابتزازه والسيطرة عليه

وقبل ان يعلن النتيجة أرسل المجلس العسكري جميع القوى السياسية التي تسمي نفسها بالوطنية والقومية ابتزاز محمد مرسي مقابل الوقوف الى جانبه فقدم لهم الكثير من التنازلات مقابل ذلك,فقدم لهم جميع التنازلات الي طلبوها منها((تعين قبطي نائبا له وامرأة ومن الشباب ومن المستثمرين ومن جميع الأطياف والألوان))مما لو تم تنفيذ ذلك سيجعل مؤسسة الرئاسة مهزلة ومضحكة وتحتوي على جميع التناقضات التي ليس لها وزن أو قيمة أو ثقل شعبي أو سياسي عند الشعب المصري,وهذه التناقضات ستعيق الحركة وستفقد الرئيس حريته واسقلاليته وإرادته,مما يجعله مسخرة ولعبة بيد هذه((القوى الوهمية التي ليس لها اي وزن عند الشعب المصري والفارغة من المضمون ))والتي لا تتفق على شيء إلا على عدائها للإسلام

وإذا ما ما عين محمد مرسي نائبا له( قبطي) فان هذا سيكون سابقة خطيرة في تاريخ مصر لم يقدم عليها اشد الحكام عداءا للإسلام (عبدالناصر والسادات ومبارك )ومن قبلهم,ألم يسمع محمد مرسي بقول الله تعالى

))وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)) ] النساء:141 [

فكيف يكون نائبا للرئيس من لا يعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أما إذا آمن الأقباط بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإعترفوا بأن الإسلام دين الله فأنا أول من يؤيد خطوتك هذه,فهؤلاء أهل ذمتنا فالإسلام يحمي أهل الذمة ويدافع عنهم ويمنع الاعتداء عليهم ما داموا محافظين على العهد والميثاق مع المسلمين ولا يغدرون بهم,أما ان يصبحوا حكاما على المسلمين فهذا تنازل خطير,وأقسم بالله أنهم لن يرضوا عنك يا (محمد مرسي)حتى لو عينت قبطياً نائباً لك

وبالإضافة الى ذلك ومن أجل أن يبقى الرئيس محمد مرسي ألعوبة بيد المجلس العسكري ولا بهش ولا ينش ورئيسا دستوريا شكليا ليس له من الأمر شيء قام المجلس العسكري بإصدار بما(سُمي بالاعلان الدستوري المكمل والذي من ضمن مواده المادة 28 التي اشرنا اليها انفاً)وهو عبارة عن دستور فصله المجلس العسكري ليضمن سيطرته وهيمنته على كل الأمور في الدولة وهو دستور بديل للدستور الدائم,وبموجب هذا الإعلان الدستوري تم سحب صلاحيات الرئاسة وتفريغها من مضمونها وتكبيل الرئيس وذلك حماية للكيان اليهودي من أي قرار ممكن أن يتخذه الرئيس وخصوصا(قرار الحرب)وأراد المجلس العسكري من ذلك أيضا أن يستنسخ نفس صلاحيات المجلس العسكري التركي سابقاُ الذي هو صاحب السلطة الفعلية في تركيا قبل مجيء(أردوغان)حيث أن أردوغان استطاع أن يُقلص صلاحيات المجلس العسكري والاعلان الدستوري يُفوض المجلس العسكري بتشكيل(اللجنة التأسيسية المفوضة بوضع الدستور الدائم)أي أن المجلس العسكري يُريد تفصيل دستور دائم على مزاجه ومقاسه يضمن فيه سلطته المطلقة على الدولة

وهناك فخ تم نصبه لمحمد مرسي وهذا الفخ قد يفقد الرئيس المنتخب شرعيته من ناحية دستورية وهي حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية كما ينص الإعلان الدستوري المرفوض من الشعب المصري,فإذا حلف امام المحكمة الدستورية فان محمد مرسي يكون قد اعترف بالإعلان الدستوري المكمل المرفوض من الشعب المصري والذي يعتصم الشعب المصري في ميدان التحرير من اجل إسقاطه,فإذا فعل محمد مرسي ذلك يكون قد حكم على يمينيه بالبطلان

وبالتالي رئاسته تصبح باطلة فيتم عزله كما حصل مع البرلمان,بل سيتم ذبحه من قبل(المجلس العسكري))بموجب المادة 28 التي ذبح بها البرلمان,والتي يتم الان مصادرة الثورة وسرقتها قانونيا بموجب هذه المادة التي شارك الإخوان والسلفيين بالاستفتاء عليها وإعطائها الشرعية الدستورية والقانونية والشعبية وهذا أكبر مؤامرة على الثورة المصرية فكيف تجري انتخابات برلمانية ولمجلس الورى ورئاسية في ظل فراغ دستوري كامل ومريب ,حيث لا يوجد دستور يُحدد الحقوق والواجبات والصلاحيات والمهمات والمرجعيات لسلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وجميع مؤسسات الدولة التابعة لها.

فهل يقبل محمد مرسي أن يكون ألعوبة ولعبة في يد المجلس العسكري وتحت رحمته بموجب هذه المادة وأن يرضى بالمنصب الشرفي فتزداد الأحوال تدهوراً في مصر من أجل أن يكفر الشعب المصري بالثورة وبعد ذلك ينسب كل ذلك الى الإسلام حيث أن(محمد مرسي) محسوبا على الإسلام.

ومن التنازلات التي قدمها محمد مرسي والتي تعبر عن ضعف وليس عن قوة فمن خلال متابعتي لخطابه الذي ألقاه بعد الفوز انه ركز على تمسكه بالسلام مع اليهود وشدد على إحترامه لإتفاقيات السلام الموقعة معهم,وانه لم يذكر فلسطين ولو بكلمة واحدة,فهو لم ينسى بتوع التكتك مع احترامي لهم ولكنه نسي القدس والأقصى وفلسطين وشعبها المقهور المظلوم الذي خرج الى الشوارع وخصوصا في غزة بمسيرات فرح ووزعوا الحلوى ابتهاجا بفوزه,ولم يذكر الشعب السوري وثورته المباركة وثورة تونس وليبيا واليمن.

أليست هذه الشعوب هي جزء من أمة الإسلام التي ينتمي إليها الشعب المصري.؟؟؟

أليس المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد؟؟؟

لماذا لم ترفع معنوياتهم بكلمة تذكرهم بان تغيراً في سياسة مصر قد حصل وان مصر ستعود لقيادة امتها من جديد؟؟؟

ألا تعلم ان رئيس مصر هو رئيس لجميع المسلمين عربا وعجما؟؟؟

لماذا لم تؤكد في خطابك على زعامة مصر للعالم العربي والإسلامي؟؟

هل هي الغفلة,أم انك يا محمد مرسي تجنبت غضب اليهود والأمريكان؟؟

ان الثوار الحقيقيون هم الذين يفرضون إراداتهم على عدوهم وليس العكس,على كل نرجوا أن تكون خيراً مما نظن,فتجعل الامة التي ترقبكم تقتنع بان هناك ثورة حدثت في مصر وان هذه الثورة ستستكمل جميع شروط نجاحها وتحقيق جميع أهدافها على أيديكم ,فاطلب رضى الله وتوكل على الله فسيكفيكهم الله وإلا فاعلم ان الله غني عنك وعن العالمين .

إن سيناريو الأحداث السابقة في مصر منذ يوم 25/1/2011 يدل على ان الذي جرى في مصر لم يكن ثورة كاملة وإنما بداية ثورة ومقدمة للثورة ومشروع ثورة لم يستكمل بعد ويجري العمل على إجهاضه والقضاء عليه قبل أن يحقق أهدافه فالثورة الحقيقية هي التي تحدث تغيير جذري وفعلي وحقيقي في الدولة والمجتمع,وانتصار الثورة يمنع تقديم أي تنازلات لمن إنتصرت الثورة عليهم أو قامت ضدهم,أما تقديم التنازلات فهو إنقضاض على الثورة واجهاض لها,والثوار الحقيقيون هم الذين يتمسكون بمبادئهم وقناعاتهم أما إذا تخلوا عن ذلك فإنهم لا يكونوا ثوارا بل انتهازيون ووصوليون

إن ما يجري في مصر يدل ويؤشر على أن الثورة ستستكمل شروطها لتطيح بجميع من يحاولون سرقتها والتآمر عليها أو ركوب موجتها أو استغلالها وتجييرها لصالحهم,فالشعب المصري شعب عظيم لن يقبل بأن يكون أضحوكة لا للمجلس العسكري ولا للمتاجرين بثورته,لذلك فنحن على أبواب المرحلة الثانية من الثورة المصرية المباركة والتي سيتم فيها تمييز الخبيث من الطيب والتمحيص لمعرفة من هو المتآمر الحقيقي,ومن هو مع الشعب,ومن هو ضد الشعب,ومن هو المخلص,ومن هو الانتهازي كما يحصل الان في الثورة السورية.

فالثورة السورية رغم الدماء والشهداء والضحايا والعذاب والآلام والخراب والدمار إلا أن من بركاتها أنها بطول عمرها قد ميزت الخبيث من الطيب ومحصت الشعب السوري والأمة أجمعين مما يجعلها محصنة ضد السرقة,فدم عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والمفقودين واليتامى والأرامل أكبر حصن لها من السرقة,فلن يستطيع أحد سرقة هذه الثورة أو يُجهضها ولن يكون هناك مجلس عسكري وطنطاوي سوري ,فهذه الثورة أفرزت جيشها الحر الخاص بها وكوادرها السياسية والاجتماعية والاعلامية وبينت من هو مع الثورة ومن هو ضدها,فلن يستطيع أحد أن يركب عليها أو يجيرها لصالحه,فكل هذا لم يحصل في الثورة المصرية لان عمرها كان قصيرا مما هيأ الفرصة لمن لم يصنعوا الثورة أن يتهافتوا على جني ثمارها قبل أن تنضج,فكثير من الانتهازيين والوصوليين والمنافقين ورجال حسني اللامبارك انقلبوا مع الثورة وإدعوا بأنهم مع الشعب,وبعد أن هدأت الأمور أخذوا يتآمرون على الثورة من اجل سرقتها وإجهاضها واستنساخ نظام حسني اللامبارك ولكن نقول لهؤلاء جميعا بأن((عملية التغيير في مصر والعالم العربي قد بدأت ولن يستطيع أحد أن يُجهضها مهما حاول,فعجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء مهما حاول أعداء الشعب والأمة.

وإننا نقول للناس أجمعين بأننا على موعد مع عودة الخلافة على منهاج النبوة وهذا وعد من رب العالمين شاء من شاء وأبى من أبى فمن يستطيع تغيير هذا الوعد,فهذا قدر الله,فيا((محمد مرسي))لا تقايض دين الله برضى من قرر رب العالمين بأنهم لن يرضوا عنك إلا اذا إتبعت ملتهم, واعلم يا محمد مرسي ان الله غني عن العالمين وهو ليس بحاجتنا فنحن بحاجته

((وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) ] محمد:38 [

واعلم ان الذي خرب مصر وخرب العالم العربي وضيع امتنا والحق بها البوار والكوارث والخزي والعار هم من يرفضون حكم الله والذين تداهنهم بشتى عناوينهم ولا يمكن أن تنهض أمتنا إلا إذا حمل لوائهاولواء امتنا هو لواء الاسلام الشجعان القادرون على البذل والعطاء والتضحية الذين همهم ان يرضى الله عنهم ولا يخافون في الله لومة لائم وأذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ولا يركنوا الى الذين ظلموا.

((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) ] الصف: 8[

*الناطق الرسمي باسم تيار الأمة في بلاد الشام

*مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية