العصيد والسلته ,, في الرد على صاحب الكرفته ؟؟!!
بقلم/ شكيب عبد الله
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 23 يوماً
الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:33 م

لقد اطلعت على المقال المنشور في مأرب برس بعنوان ( الصواعق في تحريم بالملاعق ) .

وتكلم الكاتب فيه عن السلفيين اليوم وبيَّن الكثير من ما يقع عند السلفيين في الساحة المعاصرة.

وكنت أريد أن أرد على مقاله , ليس بالذم ولا بالتأييد , ولكن بنقاط أتمنى أن أكون فيها موضوعيا ومنصفا بشكل كبير .

فأقول وبالله التوفيق :

1- الدكتور بلال الروحاني لا ادري هل هو دكتور أكاديمي أم طبيب ؟؟ لأن كلام السيد الكريم كان بعيدا عن الموضوعية الأكاديمية , من حيث الاستشهاد والنقل الموثق والعبرة بالأقوال المعتبرة لا بالأقوال الشاذة , فقد جمع في مقاله بين المتردية والنطيحه وهو كما قيل عن المقال ( حديث مقايل ) . فالنقد الواعي ينبني على رؤية شرعية مؤصله وليس تفريغ شحنات في النفس , حتى ولو كان من ننتقده مخطأ فينبغي ان نكون حريصين اشد الحرص على الموضوعية , و يدور الناقد حول أصول شرعية واضحة يبينها للناس بادلتها التي لا يكون فيها التباس , والتي أراها اختفت في مقال السيد الكريم تماما , فكان يطلق العنان للتهم لهؤلاء الأخوة الكرام جزافا دون أن يحترم عقول القراء ويرتقي بفهمهم وطريقة نقدهم فهو سقط في فخ النقد الغير موضوعي والذي كتب المقال يريد نقده فوقع فيما لا يريد .

2- لقد أجحف الكاتب كثيرا في نقد السلفية بعمومها وهذا خطأ كبير جدا , رغم ما يظهر عليه من مظهر الشباب الواعي المتفتح الذي لا ينجر إلى سفاسف الأمور , فالسلفية اليوم مذاهب شتى كما أن الأخوان أيضا مذاهب شتى , والسلفيون الذين ينتقدهم الأخ الكريم في مقاله محصورون في مناطق معروفه وأشياخهم معروفون وهم قلة قليله -خصوصا بعد الإنشاقات الكبيرة في صفوفهم- مما جعل أعدادهم في تناقص مستمر بسبب منهجهم السيئ في التعامل مع المخالفين لهم , وبالتالي فتعميم النقد لجميع السلفيين بتلك الطريق -التي تحدث فيها الكاتب - جعلت الجميع ينقم عليه ولا يجد له مناصر إلا أبناء المنهج الذي يتبعه , رغم أن الحق واحد وله أنصاره عند جميعا .

3- لا ينكر فضل السلفيين إلا جاحد ففضلهم يظهر للعميان في نشر العلم الشرعي ومحاربة الكثير من البدع وتصحيح السنة و , ووجود خطأ فكري بينهم يرجع سببه إلى من يقدم هذا المنهج بمعنى انه يرجع إلى ( الأشخاص ) وعدم وجود التربية الصحيحة لهؤلاء الحاملين لهذا المنهج , فتوجيه النقد للسلفية دون حصر الخطأ في من ينقل المنهج يوهم القارئين للمقال أن النقد موجه لكل ما هو سلفي سواء منهج او سلف او سلفيين , وهذا إجحاف كبير ومجافاة للطرح العلمي والناضج وما ذنب المنهج إن كان من يتبعه مخطئ ؟؟ او سفيه ؟؟ فكان من الصواب ان يفرق الكاتب بين المنهج وبين اتباعه وبين السلف وبين الأحداث منهم والعلماء والقادة والقد وات ووو وكل هؤلاء بينهم فرق كبير .

4- السلفيون اليوم أصبحت لهم رؤيا واضحة ومنهج قويم يقوم عليه علماء أفذاذ , استطاعوا أن يتداركوا أخطاء الماضي ليسيروا بخطى ثابتة نحوا المستقبل بهذا المنهج القويم , فهم الآن في الساحات ينادون بالتغيير ويؤسسون أحزابا وتجمعات ( كما هو حال السلفيين في مصر واليمن ) بعد أن فقهوا الواقع وعرفوا متطلبات العصر تاركين خلف ظهورهم تلك الزمرة من السلفيين الذين آثروا إلا البقاء في بوتقة التقوقع كما عرض الكاتب نقدهم في مقاله ’ فليس من الإنصاف أن نهمل جهود هؤلاء . كما لا ننسى المجلس الأنقال الحالي للثورة اليمنية وفيه قيادات من علماء السلفيين في اليمن وشباب ودعاة والكثير من المكافحين ضد الظلم والظالمين والفساد والمفسدين , وهذا النقد قد يوهم البعض أن الثورة محصورة في جماعة تريد أن تبرز نفسها على حساب الآخرين وهذا خطأ كبير فالثورة يمنية لكل اليمنيين بكل أطيافهم ومشاربهم فليتنبه لذلك .

5- وجود نوعية من الشباب استسمح القارئ أن اسميهم ( بـ قليلي الأدب مع العلماء وحديثي السن في العلم ) هو سبب هذه المشكلة كلها , وهذا ناتج لعدم تعمق بعض من يقدمون المنهج السلفي إلى الناس بتربية هؤلاء الأحداث على فهم الدين والتعمق فيه ومعرفة مقاصده والتربية على الخلاف المعتبر منه وغير المعتبر , مما افرز لنا مجموعة من طلبه العلم درس شهرا وخرج ليفتي في جرح مالك وابن حجر وابن تيمية ؟؟!! سبحان الله وهذا النقد للسلفية كله هو من تحت \\\"رأس هؤلاء\\\" فلا ينبغي أن ننصاع لهم بل نحذر منهم ومن أمثالهم وههم محصورون فليكن النقد موجه بتركيز شديد إليهم ( فما لا يدرك جله لا يترك كله ).

وأنا اكتب هذه المقال أخاف من ردهم المعروف فيمطروني سبا ولعنا وشتما ( وقد عرفوا به ) فالهم سلم سلم , فما أردت إلا توضيح بعض النقاط , وانتم على مائدة ظيافه فيها ( العصيد والسلته ,,, أردت أن أرد بها على صاحب الكرفته ) فخذ منها ما تريد واترك ما لا تريد .