شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
التاريخ يعلمنا أن الفرصة لا تأتي مرتين ، لكنها بالنسبة للبعض قد تأتي أكثر من مرة ، وقد يلتقطونها وتدخلهم التاريخ من بابه الواسع ، أو يهملونها فيلقيهم التاريخ في سلة المهملات، فرصة أن يكون الرئيس على عبد الله صالح الرقم (1) تتكرر مرتين ، مرة عندما أعلن في خطابه في 18 يوليو 2005 أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2006 ، و دعا حينها كافة الأحزاب السياسية في اليمن للتقدم بالكفاءات الشاب لخوض غمار المنافسة (الشريفة) على منصب رئيس الجمهورية ، و أكد كذلك على أهمية تربية أبناء الشعب اليمني كلهم بمن فيهم هو نفسه على مبدأ التداول السلمي للسلطة، و ها هو يخط السطر الأول في صفحة التداول السلمي للسلطة ليس في اليمن فحسب ، بل في الوطن العربي .
هلل الجميع لهذا السبق في تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة ، و ظن الناس في الداخل والخارج أن الرئيس على عبد الله صالح سيكون الرقم (1) ، تناقلت الخبر وسائل الإعلام المرئية ، والمسموعة و المقروءة ، داخل اليمن وخارجها على المستوى الإقليمي ، والدولي في الإذاعات والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف والمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت ، وأفردت لذلك مساحة واسعة للتحليل والنقاش حول أبعاد ذلك القرار، و مازلت أتذكر صوت الكاتب المصري عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناصرية ، حيث كان ضيفاً على إحدى القنوات الإذاعية العربية ، و قد كان كتب قبل ذلك بيوم مقالة ، سطر فيها ناصحاً الرئيس مبارك أن يقتدي بالرئيس على عبد الله صالح في عزمه على تسليم السلطة بطرق سلمية محققاً الديمقراطية في اليمن ، غير أن السناوي أصيب بخيبة أمل شديدة ، وهو عض أصابع الندم ، عندما علم قبل بدء ذلك البرنامج الإذاعي بعشر دقائق تخلي الرئيس صالح عن هذه اللحظة التاريخية و تخليه عن فوزه بالرقم (1) ، و ذلك نزولاً (طبعاً) عند رغبة الشارع بالعدول عن قراره .
ها هي فرصة الرقم (1) تعود من جديد ، و الشعب في الشارع مرة أخرى ، لكن بنبض جديد ، حيث أن العالم العربي يعيش لحظات تاريخية نادرة ، تاقت لها الشعوب منذ زمن ، وجاء العام 2011 يحمل معه تباشير الخير للشعوب العربية و يحمل كذلك فرص لائحة للزعامات التي تمتلك القدرة على التقاط اللحظات التاريخية ، يأبى عام 2011 إلا أن يكون عام تساقط لهذه الزعامات الملتصقة على كراسي الرئاسة (أبو23 سنة وما فوق وما تحت) ، و هذا التساقط مريع و سريع ، فلا يكاد يسقط زعيماً في تونس حتى يوشك أن يلحقه أخر في مصر ، و ثالث في.....، و رابع في ...
فرصة الرقم (1) الأولى ، أوجدها الرئيس على عبد الله صالح نفسه ، و استبشر الجميع بأنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه تحت مسمى أول رئيس يخط على صفحات التاريخ تسليم السلطة بطرق سلمية ، إلا أن الباب كما يبدو كان ضيقاً جداً ، فقرر الرئيس التراجع عن ذلك القرار التاريخي ، وحرم نفسه أن يكون الرقم (1) ، وحرم اليمن شرف السبق في مضمار الديمقراطية الحقة ، ضاعت الفرصة الأولى و الرئيس من ضيعها، أما الفرصة الثانية ، فهي من وحي الشعب ، ونبض الشارع ، و مذاكرة الدرس بجد بغية النجاح ، يجب أن لا تضيع ، و يحرز فيها الرئيس هذه المرة الرقم (1) من جديد ، والتاريخ يضمن ذلك ، التاريخ سوف يسجل بأن الرئيس على عبد الله صالح استجاب لنبض الشارع ، و لبى مطالب الجماهير دون أن يكلف شعبه عناء الطلب ، أو مغامرة العناد الرئاسي الذي نسمع عنه هذه الأيام ، ذاك العناد الذي لا يبشر بخير ، و الذي لا يحله في بعض الأحيان إلا مبعوث أمريكي ، كما يفعل ريتشارد هوس حاليا مع الرئيس مبارك .
هذه فرصة الرقم (1) هي فرصة جدية بحق ليس فقط للرئيس على عبد الله صالح بل هي لكل زعيم عربي يقرأ اللحظة التاريخية قراءة صحيحة ، و واقعية ، و شجاعة ، وحسبي أن الرئيس على عبد الله صالح من هؤلاء ، يجب أن لا يتكرر خطاء الرئيس المخلوع بن على الذي لم يفهم إلا متأخراً و بعد فوات الأوان ، كما يجب أن نتذكر ذلك الموقف الذليل الذي وقفه بن علي و هو يقول \"أنا فهمتكم ، أ لآن فهمتكم ، لقد خدعوني\" ، كلنا يعلم علم اليقين أن هذه العبارات الصادقة لأول مرة مع شعبه و المتأخرة جداً لم تكن ذات جدوى .
فرصة الرقم (1) تلوح مرة أخرى للأخ رئيس الجمهورية ليكون الرقم (1) ولو من باب قراءته الصحيحة لهياج الشارع العربي مطالبا بالتغيير ، التغيير الجذري ، هذا الطوفان ، الذي كان فيه بن على الرقم (-1) ، وتباشير الخير تلوح حول سقوط الرقم الثاني في مصر ، ومن هنا لا نريد للرئيس ولا لليمن أن تسجل الرقم الثالث أو الرابع أو غيره ، و ندعو الرئيس بإخلاص أن يكون الرقم الإيجابي (1) و ذلك من خلال عدة أمور أهمها ، العزم الأكيد على أن تكون الفترة الرئاسية الحالية هي الأخيرة ، و التصالح الحقيقي مع الشعب فيما تبقى من فترته الرئاسية الحالية ، و ذلك من خلال القيام بجملة من الإصلاحات البناءة و الشاملة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية و غيرها ، التي تخدم اليمن ، و ترسم المسار السليم للديمقراطية ، و تطلق الحريات ، مع التركيز على أن من جملة هذه الإصلاحات و أهما الجلوس على طاولة حوار لا تستثني أحداً ، بغية إخراج اليمن من جميع النكبات التي تعيشها في الوقت الراهن ، والسير بالبلاد في ركب أمن بعيداً عن الأثرة ، وبعيداً عن الاستحواذ على السلطة و الثروة ، و إعطاء كل أبناء اليمن فرصاً متساوية في المواطنة و التمكين و الحقوق والواجبات ، و بناء دولة تحترم الشعب ، و الدستور ، و القانون ، و تعزز البناء و التنمية والأمن و الاستقرار ، و تحافظ على الوحدة و مكتسباتها ، من خلال بناء يمن المحبة ، و التسامح ، و التصالح .