الأمن القومي العربي وهم وسراب
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 09 فبراير-شباط 2010 05:59 م

كثيرا ما يتغنى الزعماء العرب وأجهزت استخباراتهم بمصطلح الأمن القومي كلا في بلده وكثيرا ما يعذبون شعوبهم ويسومونهم سوء العذاب تحت حجة الحفاظ على ألأمن القومي كلا في بلده وكثيرا ما يقودون العنتريات ضد بعضهم البعض ويستضعف القوي منهم الضعيف تحت دعاوي سلامة الأمن القومي والسيادة الوطنية كلا في بلده كما يحصل الآن بين مصر وقطاع غزة على سبيل المثال لكن هذا الأمن القومي سرعان ما يصبح وهما وسرابا تحسبه الشعوب حقيقة حتى إذا أتته الاستخبارات الغربية والصهيونية لم تجده شيئا .

ولا نبالغ إذا قلنا أن هذا المصطلح تستخدمه الأنظمة لنهب ثروات شعوبها واستمرارية بقائها بالتنسيق الكامل مع الدول الاستعمارية التي صنعت هذه الأنظمة وإلا أين هو الأمن القومي الذي تدعيه هذه الزاعمات والذي يعربد فيه الموساد الإسرائيلي ليلى نهار.

إن محاولة اغتيال القيادي في حماس أسامة حمدان في الضاحية الجنوبية في لبنان والذي راح ضحيته أحد أعضاء مكتبه ومن قبل ذلك اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية وأخيرا وليس آخرا اغتيال محمود المبحوح احد قادة حماس العسكريين في دبي وهي أقوى مركز اقتصادي في المنطقة برمتها ولديها من الإمكانيات التكنولوجيا ما يمكنها من اكتشاف الجريمة قبل وقوعها من كيمرات مراقبة وأجهزة تصوير متطورة وغير ذلك ومن قبل ذلك كله زرع الجواسيس والعملاء

للموساد و(  S N N ( في قلب قاهرة المعز والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية والأردنية وغيرها من المدن العربية وعربدتهم في أغلب عواصم هذه الأنظمة والزعامات التي تدعي حرصها على الأمن القومي لبلدانها زورا وبهتانا إن لم يكن في كل تلك العواصم لهو دليلا قاطعا على أن هذا الأمن القومي المزعوم ما هو إلا وهما وسرابا و أكذوبة كبرى تردده الزعامات أو بالأحرى تستخدمه للضحك على شعوبها واستغفالها وإلا لو كانت هذه الأنظمة تؤمن بأن هناك أمن قومي عربي لكانت توقن كل اليقين أن من يمثل الخطر الحقيق على هذا الأمن القومي هو الإسرائيلي والأمريكي وليس الشقيق والمقاوم والشريف

وإلا بالله عليكم ما السر في تغلل الموساد الإسرائيلي وتنفيذ عملياته في عواصم البلدان التي تعد في منطقه السياسي من البلدان المعتدلة التي قد يتقارب معها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة دون احترام لذلك الأمن القومي لهذا البلد أو ذاك من البلدان المطبعة معه سرا أو علانية

ثم أين الأمن القومي في نظر هذه الزعامات عندما تغتال شخصيات مقاومة لها وزنها وثقلها على ساحة بلدانهم وهي من تصنع لهذه الزعامات ألصنميه مكانتها عند الأمريكي والإسرائيلي بحكم مقاومتها وعداوتها للاحتلال لم نسمع كلمة شجب واستنكار أو تنديدا بهكذا عمليات أو هكذا اعتداء مثل ما نسمع ذلك الشجب والاستنكار والتنديد عندما يغتال إسرائيلي أو عندما تحدث عملية رد طبيعي على جرائم هذا الاحتلال البغيض الذي يدنس الأمن القومي العربي فألا يحق لنا أن نكفر بهذا الأمن القومي العربي والذي لم يجني على الشعوب سوى المهانة والذل

ثم أيها الزعماء من هو الذي يمثل الخطر الحقيقي على أمنكم القومي وأمن كراسيكم أهو العدو الإسرائيلي الذي يريد نقل معاركه إلى عواصم بلدانكم وتهديد أمنكم أم حركات المقاومة التي تعمل ليلى نهار على حماية أمنكم القومي وأمن قصوركم

( العين بالعين )

وهنا نقول لحركات المقاومة (( العين بالعين والبادئ أظلم )) فلا تصدقوا أكذوبة الأمن القومي فإنها وهما وسراب وحيثما سيستهدفكم هذا العدو المجرم يكون الرد في نفس البلد والمنطقة التي استهدفكم فيها فإن هذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة وأن هذه الزعامات لا تعرف إلا سوط جلاديها إلا ما ندر منها

وعلى حركات المقاومة ودول الممانعة مراجعة حساباتها الأمنية والاستخبارتية فأن يصل عملاء الموساد إلى أهدافهم بكل سهولة فإن في ذلك خلل كبير في أجهزتهم الأمنية والإستخباراتية وهذا قد يكون جس نبض واختبار من هذا العدو لقدراتهم الأمنية قبل قدومه على شن أي حرب في المستقبل المنظور وخاصة أننا نعيش ملامح وتحضيرات حرب قادمة يحضر لها هذا العدو .

نأمل أن تكون حركات المقاومة فهمت رسالة العدو جيدا وتعمل على بلورة إجابات تتناسب وطبيعة هذا العدو