هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
ما أسهل أن تنتقد وتشتم وتسخر لكن ما أصعب أن تكون صاحب برهان وحجة وعلى راس هؤلاء من قصدتهم بعنوان هذا المقال وهم أولئك الذين لا يكلفون أنفسهم البحث والمعرفة في المواضيع التي يريدون التحدث عنها فالأحكام المسبقة والتنبؤات الغيبية والأسئلة الافتراضية المبنية على سوء النية هي أركان هذه الثقافة وهذا في حد ذاته معضلة فكرية يغور العدل في أعماقها وتتوارى الحقائق خلف أسوارها فيحدث التلبس والافتراء والتدليس على القارئ أو المستمع تماماً كما يحدث لذلك الذي ذهب إلى قارئة الفنجان فأصبغته بهالة من الخرافات التي تجعله يعيش في ترف من الأوهام فلا استنفع ولا نفع ولا تحرك ولا ابدع، بل حمل وزراً إلى أوزاره وجهلاً إلى جهله وخير مثال على هذه الثقافة الطلاسمية الردود الانفعالية على ما يكتبه الداعية أو العالم، .
فنجد البعض بمجرد رؤيته للاسم يسجل اعتراضه الجدلي على الموضوع قبل أن يقرأه بإمعان ويأخذ منه ويترك ويستفسر عما استشكل عليه ولكن لقناعاته المسبقة وخصومته الفكرية للكاتب يصدر الأحكام وقد ربما الشتم إلى حد يرثى لحاله وما وصل إليه من تشويش فكري يقوده إلى العمى وظلم نفسه، وقد ربما يتحول بين لحظة وأخرى إلى مفتي بغير علم يهرف بما لا يعرف، ويستدل بآيات لا يحسن كتابتها فما بالكم بقرأتها، ولهذا حذر الله هؤلاء المجترئين على دينه بقوله: \"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم\"، وقال: \"فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين\"، .
إن الرد المبني على النقد الهادف، والمتحيز إلى الحقيقة هو الذي يعتد به، أما الرد لمجرد المعارضة لكل ما يقوله الداعية أو العالم فإن تكلم عن فلسطين وقضايا الأمة الإسلامية قيل له لماذا لا تتكلم عن اليمن هو يعلم أن الأمة الإسلامية واحدة لا تتجزأ قال تعالى: \"وإن هذه أمتكم أمة واحدة\"، وإن تكلم عن الدعوة وقدم نصيحة قيل له اتركوا الإسلام والله سينشره وإن تكلم في أوضاع البلاد قيل له أترك السياسة، فهذا والله هو الظلم المفترى؛ لأن هذا الصنف من الناس لم يبنوا أطروحاتهم وانتقاداتهم على الحقائق بل على الخرافات والأوهام التي تقودهم إلى الظلم بذاته الذي يزعمون أنهم يحاربونه قال تعالى: \"وإذا قلتم فأعدلوا\"، فأين سيكون العدل ظاهراً في حكم اعتمد على حيثيات تخمينية وقناعات مسبقة، ولقد عاب الله على من يجادل ويحاجج بغير علم قال تعالى: \"ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم\"، وقال: \"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير\"، .
إن هذه العقلية الخرافية التي تصدق الأوهام وتجري وراء الأباطيل وتتحدث عن كل قضية دون برهان، وتتبع كل ناعق يرفضها الإسلام قال تعالى: \"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا\"، لا تقل قولاً بغير علم، وقد صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن بعض الأشياء فقال: \"لا أدري\"، ثم سأل جبريل فقال: \"لا أدري حتى أسأل رب العزة\"، فسأل الله تعالى فعلمه جواب ذلك السؤال، إن من نسج على نفسه هذه الثقافة وجعلها إطاراً له لا يريد تجاوزه سيظل أسيراً لسلبيته قابعأً في جهله، محروماً من معرفة تفكير خصومه وتصحيح مفاهيمه، والغريب أن أصحاب هذه الثقافة لا يقيدون أنفسهم بما يطالبون به الآخرين، فإذا تحدثت في قضية تخصهم لقال قائلهم أين دليلكم أما إذا اصدر أحكامه عليك وعلى فكرك وأطروحاتك لا يكلف نفسه حتى الإطلاع، .
كم نحن بحاجة أن نتعلم من القرآن الكريم حين يدعو الناس إلى الإيمان بمفردات العقيدة يقيم على ذلك الأدلة الواضحة من آيات الأنفس والآفاق، فلا يدعوهم إلى التقليد الأعمى أو الإتباع على غير هدى، بل إنه يأمرهم أن يطلبوا البرهان والدليل قال تعالى: \"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين\"، وكم نحن بحاجة أيضاً أن نعترف أن الاختلاف سنة كونية فقد فطرنا الله على طبائع مختلفة، وعلى هيئات وأشكال مشتبهة وغير متشابهة، ونشأ كل منا بتربية وفكر يختلف عن الآخرين، فلا بد إذاً من اختلاف، وتأمل معي قول الحق تبارك وتعالى: \"ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم الله ولذلك خلقهم\"، وكم نحن بحاجة إلى النقد البناء الذي يقدم الميزة على العيب، فالميزة يبرزها والعيب يقومه، وكذلك أن نبرز النقاط المشتركة بيننا كمختلفين لتضييق الفجوة بيننا مبتعدين عن الجدل العقيم بنظرة شاملة بعيدة عن التقزيم، وأخيراً يجب أن نعلم أن الداعية أو العالم إن ركز على قضية فلا يعني أنه أهمل القضايا الأخرى، وأن سد ثغرة فغيره يسد ثغرة غيرها، وسيظل بشراً غير معصوم من الزلل، وإلى لقاء آخر إن شاء الله.
yaqoop_00001@yahoo.com