وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء
لق د تبين جليا موقف الحكومات العربية الممالئة للعدوان بهدف التخلص من المقاومة، وقد فضح الرئيس الفرنسي موقف مبارك من هذه الحرب حين حمله رسالة أكيدة وعاجلة للإسرائيليين بقوله :" ينبغي أن لا تنتصر حماس في هذه الحرب "(المصدر: هيكل في برنامج خاص للجزيرة) كما أن صمت البقية هو خذلان مذل، فلم نسمع صوتا عربيا أعلى من فنزويلا وتركيا وسوريا وإيران ، إن المنطقة العربية قادمة على موجة من التشيع السياسي احتراما لموقف إيران الداعم للمقاومة حتى وان اختلفنا معها مذهبيا.
إن المسؤولية الحقيقية اليوم ملقاة على عاتق الشعوب العربية والإسلامية للحفاظ على بقاء المقاومة سواء في فلسطين أو في أي ثغر عربي وإسلامي ، ولا بد أن تكون لنا نحن الشعوب رؤية إستراتيجية لاستمرار الممانعة في وجه العدوان الخارجي والاستسلام الداخلي، وكل فرد عربي مسلم لن يساهم بشكل من أشكال الدعم المادي والمعنوي فهو شريك للعدو والحكام العرب المتواطئين مع العدو الصهيوني ضد إخواننا الفلسطينيين ، وهنا نستعرض تفصيليا أنواع الدعم وآلياته وأهدافه:
أولا: الدعم المادي
1- التبرع المستمر بالمال من كافة الشعوب العربية والإسلامية : وهو أهم أنواع الدعم الحيوي واللوجستي على اعتبار أن الدعم الموسمي لإخواننا الفلسطينيين ليس مجديا أمام احتلال دائم وعدوان مستمر منذ العام 1920. إن المال وبالمال وحده يستطيع المقاوم الفلسطيني أن يشتري احتياجاته المدنية والعسكرية بطريقته الخاصة التي اكتسبها بحكم التجربة المرة على امتداد الاحتلال وديمومة المقاومة ، إن أحدا في الدنيا مهما بلغ من القوة والعتو لا يستطيع أن يمنعنا كشعوب من التبرع بالمال لإخواننا الفلسطينيين عبر القنوات المعروفة والنزيهة في المجتمع وبعضها يشرف عليها الفلسطينيون أنفسهم مثل مكاتب حماس في كل الدول العربية والإسلامية.
2- التبرع بالدم والمواد الغذائية والطبية في حالات العدوان الآن : فـفي حالة العدوان وهي حالة صعبة ومريرة يحتاج منا إخواننا في فلسطين رفع وتيرة المساعدات النوعية مثل التبرع بالدم الذي يصعب شراؤه بشكل آمن وكذلك المواد الغذائية الجاهزة للأكل والمعلبات والحليب الجاهز للكبار والأطفال والمياه المعدنية فهم في وضع استثنائي تحت الحصار لايملكون من أمورهم شيئا ، فهم ليسو في وضع يسمح لهم بالقيام بفعل ذلك بأنفسهم لأنهم في حالة عدوان يهدد حياتهم ، ويرتفع حجم احتياجاتهم لأنهم متفرغون للدفاع أو اتقاء شر الضربات ولا يستطيعون مزاولة شيء هم بحاجة إليه بما في ذلك الحركة . ولكون العدوان يستهدف الجميع في حرب إبادة فإن المعونات الطبية في هذه الحالة بما في ذلك الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف المجهزة تصبح ملحة وضرورية مثل الماء والهواء .
3- شراء وتهريب السلاح وتكوين شبكات متخصصة بالشراء والتهريب : ينبغي التفكير الجدي بالتحول إلى المقاومة المسلحة المتطورة، وهنا نحن بحاجة إلى وقفة جادة ، ودعوة خاصة لإخواننا أفراد القوات المسلحة والأمن والمختصون والهواة أصحاب الميول العسكرية ومن لهم معرفة وخبرة في هذا المجال وكل صاحب اختصاص عسكري في جميع البلدان العربية والإسلامية إلى دعم وعون المقاومة بالسلاح، وهذا يقتضي التطوع والمساعدة في تأسيس شبكة متخصصة بشراء السلاح وقنوات تهريبه وشرائه وتمريره عبر الحدود ووسائل أخرى وتزويد المجاهدين بها، ، فياحبذا أن ننتقل جديا إلى الاهتمام بالدعم العسكري النوعي للمقاومين سواء بالمتفجرات ومواد صنعها أو بالصواريخ.
وكم نتمنى من إيران بقدر اهتمامها بمشروعها النووي أن تهتم بتصنيع صواريخ مضادة للطائرات تكون شبيهة بصواريخ استنجر الأمريكية التي زود بها المجاهدون الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفياتي المحتل وهي صواريح محمولة على الكتف وتبرمج بشكل يدوي، وعلى إيران وسوريا وحزب الله كجهات مقاومة وداعمة للمقاومة أن تهتم بتصنيع هذا النوع من السلاح ، باعتبار أن العدو متفوق في سلاح الطيران والصواريخ ، فالدول المقاومة وإن كانت بحاجة إلى قوة نووية وصواريخ عايرة للقارات فإنها والمقاومة على حد سواء بحاجة إلى صواريخ خفيفة ومحمولة وشديدة التأثير والفاعلية سواء صواريخ أرض أرض أو أرض جو ، وليكن كل فلسطيني مقاوم مزود بهذه الصواريخ، وهنا تبرز أهمية دور المال على الدوام.
4- تمويل إعادة بناء ما هدمه العدوان : وفي حال توقف العدوان فإن أمام الشعوب كثير من الواجبات ليعيدوا بناء البيوت والمساجد والمؤسسات المدنية والمجتمعية وإزالة الركام من الأنقاض، إن المدد الحقيقي من الشعوب العربية والإسلامية ورجال الأعمال والبوتات التجارية والمؤسسات الخيرية ( والحكومات إذا سمحت لها أمريكا بالمساهمة ) والواجب الفعلي بعد توقف العدوان أن يسهم الجميع في تمويل إعادة بناء ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية ، والمال وحده هنا هو الحاسم ، إذ ليس من المعقول أن يظل الفلسطينيون في العراء أو نركن ونطمئن لأن آلة الحرب توقفت عن العدوان.
5- تزويدهم بآلات في حفر الأنفاق كخيار مرحلي ضد الحصار : إن الفلسطينيين في ظل الحصار العربي من حكام مصر ليس ثمة مهرب من تطوير الأنفاق سواء تلك الأنفاق المدنية لتمرير الاحتياجات اليومية أو الأنفاق العسكرية داخل المدن كي تقوم مقام الملاجئ للمدنين وتحرك العسكريين في حال حدوث عدوان آخر ، فالعدوان لن ينته على الفلسطينيين إلا إذا انتهى الاحتلال ويبدو أن الطريق طويل، وهذا بحاجة إلى آلات محمولة لتفتيت الأحجار، وآلات شفط الأتربة ، وذلك باستعمال أدوات المناجم ولكن بتوفير آلات وأدوات مصغرة ، إن المال وحده قادر على تصنيع مثل هذه المعدات، إن رشوة العساكر المصريين والمدنيين منهم على الجانب الآخر سيكون مهما وحاسما في تسهيل بناء وإعداد شبكة متداخلة من الأنفاق، ومقابل الأنفاق ماذا لو استعملت زوارق غواصة صغيرة في استغلال البحر كمنفذ بديل لكسر الحصار وإفشاله، مثل تلك الغواصات المصغرة التي يستخدمها الباحثون الأفراد في أعماق المحيطات.
6- العمل على تدريب الفلسطينيين على مهارات صناعة السلاح وتطويره والاعتماد على الذات: ولتكن سوريا وحزب الله وإيران خير معين للمقاومة في الدعم اللوجستي ، هنا هم بحاجة إلى ورش ميكانيكية مصغرة نوعية وورش الخراطة واللحام وأفران مصغرة لإعادة تشكيل الحديد وخاصة الخردة.
وفي كل أنواع الدعم المادي السابق يبرز دور المال وهذا من أهم أنواع الدعم الذي يمكن أن تقدمه الشعوب، والمال وحده يستطيع خلق بنية تحتية متطورة للمقاومة المسلحة وخلق حالة من قوة الردع التي يصعب بعدها على العدو من التعدي أو مجرد التفكير فيه وهو الطريق الوحيد للتحرير، وفي حالات التفاوض ستكون التسوية السياسية ندية بالحصول على الحقوق بصيغة تفاوضية أو تحرير الأراضي المحتلة بالقوة.
ويأتي في مرحلة ثانية وثانوية شكل آخر من أشكال الدعم المعنوي ولكونه هام لكنه غير كاف.
ثانيا: الدعم المعنوي
1- الإعلام بجميع وسائله: المقروء والمسموع والمرئي والانترنيت والاتصال الخليوي بالرسائل والاتصال المباشر، وصانعوا مضامين الإعلام المقاوم مثل الإعلاميين والدعاة ، والمفكرين ، والمثقفين ، والمبدعين ، والفنانين ، والدراما ، هؤلاء هم صانعوا الرأي العام لخلق تأثير قوي على صناع القرار وعلى التحريض والدعم المادي وخلق جيل ذو فهم ناضج لا يقع في حبائل التضليل، وتجييش الرأي العام ضد العدو والمتخاذلين، وهذا الدعم المعنوي عادة ما تقوم به النخبة عبر وسائل الإعلام الحر ، يكفي أن نذكر من لا يعلم بأن مسلسلات درامية سورية يصعب على الفضائيات الرسمية اليوم عرضها خوفا من أمريكا وإسرائيل لأنها قدمت قضايا عادلة مثل فيلم جنين (مجزرة إسرائيلية)، وبالمناسبة نتحدى القنوات المصرية على وجه الخصوص والقنوات العربية عموما أن تعرض هذا الفيلم الذي حصل على تقدير عالمي وجوائز في المهرجانات السينمائية ، طبعا المنار وسوريا وإيران وحدها من تستطيع عرض هذه الأعمال لأنها دول ممانعة وداعمة للمقاومة علنا وليس سرا، كما لم يعد باستطاعة الفضائيات العربية إعادة عرض مسلسل عز الدين القسام.
لقد ثبت أهمية الإعلام من خلال تغطية قناة الجزيرة للأحداث في غزة والأراضي المحتلة وفي حرب تموز في لبنان 2006، وقد ثبت أثرها في تجييش الرأي العام العربي والدولي والتأثير فيه إلى الحد الذي أزعج إسرائيل وأزعج بريطانيا وأمريكا في زمن الحرب على العراق أيضا حين خططتا لقصف قناة الجزيرة كأهم منبر إعلامي أصبح اليوم بجانبها بعض الصحف العربية والمواقع الالكترونية التي تؤدي دورها بكل جرأة واقتدار.
إن أحداث فلسطين اليومية وأخبار المقاومة ينبغي أن تكون ضمن نشاطات التعليم في المدارس والجامعات ومقررات دراسية ضمن الثقافة الإسلامية والثقافة العامة لتجديد الجيل المقاوم وتوسيع جمهوره حتى لا يطغى جيل التخاذل الذي يصنعه الحكام المتخاذلون ، ويأتي أهمية دور استعمال المواقع الالكترونية والمدونات على الشبكة.
2- تنظيم المؤتمرات والندوات والاحتجاجات : هنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني، إن المؤتمرات والندوات هي عملية توثيقية وتحليلية للمقاومة وأحداث الصراع العربي الإسرائيلي حتى لا تنسى في زحام الحياة واللهو ، والأغنية العربية النضالية الجادة لها تأثير كبير مثل المحاضرة والأنشودة الإسلامية ( نموذج أغنية الحلم العربي1،2).
3- تزويد المقاومة بالمعلومات التقنية والاستخباراتية : وهنا يبرز دور العلماء والتقنيين والمتخصصين كأفراد مهنيين، ولا نقصد علماء الدين فهؤلاء دورهم يدخل في الدور الإعلامي والتحريضي ولكن نقصد دور علماء الاتصال وبناء الشبكات ونظم التشفير للحماية من الاختراق ، وعلماء الهندسة الالكترونية ونظم المعلومات ونظم التحكم عن بعد وهو ما يجعل المقاومة في وضع أمن عند الحرب للتقليل من حالات الاستشهاد وارتفاع التضحيات ، إن من الضروري أن يتم تزويد المقاومة بنظم اتصالات خاصة (حزب الله نموذجا) وشبكة هاتف وبث فضائي، ونظم الاتصال عن بعد لتتمكن المقاومة من تفخيخ الطرقات وتفجير العربات الناقلة للجند والمدرعات والدبابات وغيرها من العتاد البري الثقيل دون تعريض النفوس للخطر ، هنا يأتي دور العقل والمال معا، فتدريب شباب المقاومة الجهادية على خبرات وعلوم نوعية تستطيع أن تخلق بيئة اتصالية فعالة تمكن المقاومة من استغلالها في المعارك ، ينبغي أن لا تكون المعارف هذه حكرا على العدو بل بمتناول المقاومين.
-4 التقريب بين وجهات النظر الفلسطينية الداخلية دون تحيز: إن أفضل موقف نتخذه فيما يخص الخلافات الفلسطينية أن لا نتحيز لطرف ضد آخر ، وأصحاب الشأن هم أقدر على حل مشاكلهم ، وما زاد الأمر تعقيدا بين الفلسطينيين هو الانقسام العربي الذي صار يشكل استقواء بين الأطراف ضد بعضهم البعض، ولم يكن الفلسطينيون ليختلفوا سياسيا لولا تدخل أطراف عربية لدعم عباس ضد حماس لأنها تنظيم مقاوم غير مرغوب به وذات تكوين أيدلوجي يجد امتداداته في الداخل العربي حيث الصراع بين النظم العربية والإخوان المسلمين.
5- الدعاء لهم بالنصر والتأييد: هذا هو العون المتاح والمطلوب من الجميع وخاصة ممن لا قدرة لهم على تقديم عون آخر، إن الدعاء مطلوب ولكنه وحده لا يغني شيئا عن وسائل الدعم المادية والمعنوية بكل صنوفها.
إن ذرف الدموع والأنين والبكاء والصراخ بالروح بالدم نفديك ياغزة لا يكفي بل لا بد من تشكيل قنوات دعم دائمة ومستمرة في كل البلدان العربية والإسلامية والشعوب الصديقة والداعمة ويأتي المال المتدفق للمقاومة الفلسطينية باستمرار على رأس أشكال الدعم.