آخر الاخبار

توجيهات جديدة لمجلس القيادة الرئاسي خلال اجتماع ناقش أولويات المرحلة المقبلة قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة رئيس دائرة الخليج العربي واليمن بجامعة الدول العربية يلتقي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع 4 دول عربية في قائمة الدول الأرخص عالميًا في أسعار فاتورة الكهرباء الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل: مـجزرة وحـشية ارتكبها الحوثيون في تعز والضحايا 4 أطفال من أسرة واحدة الموساد الإسرائيلي ينصح نتنياهو بـ ''ضرب الرأس'' بإيران بدلاً من استهداف الحوثيين اليمنية تشتري طائرة جديدة وتجدد مطالبتها بالإفراج عن طائرات لا تزال محتجزة لدى الحوثيين طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة''

الفوضى في تعز
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر و 14 يوماً
السبت 10 مارس - آذار 2018 08:55 ص
  

تمثل محافظة تعز ثقلا سكانيا بنسبة مرتفعة من المتعلمين ورجال الأعمال والمثقفين والمهنيين والمزارعين وقلة من حملة السلاح، وتصبح القوة المتحكمة في توجهاتها المحلية مؤثرة في مسارات الحكم في صنعاء رغم ابتعاد سكانها حتى بدايات ٢٠١٥ عن استخدام العنف لحسم نقاشات نخبها، ولكن هذا المزاج السياسي في الخلاف تحول إلى حالة دامية غير مسبوقة توجهت في البداية إلى القوات المناصرة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وانتهى الأمر إلى حالة فوضى عارمة لا تستطيع أي قوة فيها السيطرة على مجرياتها، ورغم المحاولات الكثيرة لفرض الأمن والاستقرار إلا أنها جميعا باءت بالفشل بسبب النزاعات حول الزعامة المحلية بين كثير من قياداتها التي صار هم عدد منهم الحصول على مكاسب مادية فقط.

بعد أيام من اغتيال الرئيس أحمد الغشمي في مكتبه بصنعاء بحقيبة مفخخة حملها مبعوث جنوبي، خرجت من تعز أول مسيرات التأييد لانتخاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان وقتها قائدا عسكريا للمحافظة حين قام مجلس الشعب التأسيسي بانتخابه في ظروف استثنائية سبقها مقتل ثلاثة رؤساء (إبراهيم الحمدي في ١١ أكتوبر ١٩٧٧ وخلفه أحمد الغشمي في ٢٤ يونيو ١٩٧٨، وسالم ربيع علي في ٢٦ يونيو ١٩٧٨) وبقى في موقعه حتى٢١ فبراير ٢٠١٢ حين قدم استقالته وخلفه نائبه (الرئيس الحالي) عبد ربه منصور هادي، وظلت تعز خلال حكم صالح تحت تأثيره المباشر وبواسطة عدد من كبارها الذين منحهم ثقته فأعانوه على إبقاء قاعدته الشعبية عبر المؤتمر الشعبي العام بالحصول على أغلبية مقاعد مجلس النواب والمجالس المحلية.

كانت الساحة السياسية بتعز في أغلبيتها منقسمة بين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح وإلى جوارهما عدد من الأحزاب اليسارية وأخرى تم تفريخها ولا تمثل أي ثقل حقيقي سوى علاقات اجتماعية وشخصية، وظلت الأوضاع تحت السيطرة إلى أن خرج الشباب عشية استقالة الرئيس مبارك في ١١ فبراير ٢٠١١م فانقسمت المحافظة إلى قسمين مؤيد ومعارض، وسارت الأمور في المنطقة بصورة هادئة وإن شابها توتر متصاعد، وبقيت الخلافات في إطارها المعروف عبر المواقع الإعلامية وتراشق الاتهامات، إلى أن دخلت البلاد كلها ساحة حرب شاملة وانقسمت معها تعز إلى مربعات متناهية الصغر تتبادل السيطرة عليها ما صار يعرف بـ«المقاومة» التي رفعت شعارات إخراج قوات «الحوثيين وصالح»، فتحولت إلى مدينة أشباح وصار ريفها مواقع حربية وانقطعت الطرقات وأغلقت المدارس والمستشفيات وانهارت كل الخدمات الأساسية، ولم تنجح كل محاولات إحلال الهدوء بسبب التنافس المحلي من ناحية والمصالح المالية التي تضخمت جراء انعدام المواد الغذائية والمشتقات النفطية وإغلاق المستشفيات.

أفقدت الحرب قيمة تعز المدنية والثقافية ودمرت البنى الاجتماعية ومزقت نسيجها المحلي، وصار الحديث عنها جالبا للأحزان والمخاوف من المستقبل ومعه مناظر تذكرنا بما حدث في مدن عربية أخرى دمرتها الأحقاد والكراهية، ورغم كل هذا استثمر عدد من قياداتها الحزبية ونفر من شخصياتها السياسية كل هذه الكوارث لجني المكاسب المادية وتعطيل أي مساعٍ لوقف الحرب داخلها بل عمدوا إلى إطالتها والاستفادة من ذلك، ولعل المأزق الذي سيواجهه محافظها الجديد الدكتور أمين أحمد محمود هو كيفية التعامل مع تجار الحروب وبعض قيادات الأحزاب الذين يضخمون تضحيات عناصرهم حتى يبدأوا في جني الحصاد وتثبيت مواقعهم في مؤسسات الدولة.

إن ما جرى خلال الأيام الماضية في تعز من عبث سياسي داخل المؤتمر الشعبي العام والإعلان عن قيادة جديدة له في مخالفة صريحة للوائحه المنظمة لمثل هذه الإجراءات بل والسعي لتثبيت شخص على رأسه رغم أنه انتقل إلى حزب الإصلاح في 2011 فجرى فصله بعدها من المؤتمر، وهو نموذج فاضح لمحاولات تفتيت كل القوى المنظمة وهو مؤشر لما سيواجهه المحافظ الجديد، وعليه البقاء بعيدا عن صراعات الأحزاب والجماعات المسلحة، وقد يساعده عدم انتمائه لأي فصيل سياسي، وكذا مكانة أسرته الاجتماعية للحفاظ على توازنه، ولكنه في نفس الوقت يحتاج إلى دعم حقيقي مادي وشعبي، وقبل ذلك إرادة حكومية أشك في وجودها لمساعدته في مهمته الصعبة.

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
د. محمد جميحالحد الآخر
د. محمد جميح
ابو الحسنين محسن معيضفرقة " القاز " الجنوبية
ابو الحسنين محسن معيض
مشاهدة المزيد