القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة
المفاجأة والدهشة علتا وجوه كثيرين، السعودية تدعو سعد الحريري، لزيارتها، وهو يرحّب!
على الأقل يجوز لنا أن نقول، إن أزمة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، برهنت على أن السعودية لا تملك سلطة مطلقة على أي من حلفائها حتى الحريري ابن رفيق الحريري، صاحب العلاقة الوطيدة والتاريخ الطويل. وبرهنت، كذلك، على أن السعودية دولة وليست وكالة حصرية للحريري أو أي فريق أو حزب.
بخلاف السعودية، إيران في لبنان تتملك بشكل مطلق حلفاءها، تعاملهم بدرجة الأتباع والموظفين، مهما بلغت مراتبهم ومقاماتهم في بلدهم، دون اعتبار لمن يمثلونه من الشعب. هامش الحركة صفر عند السيد حسن نصر الله، لا يستطيع غداً أن يناور، أو يتقاطع مع فئات أو دول، مهما بلغت حاجته أو أتباعه، إلا إذا أضيئت له الإشارة خضراء في طهران. ولو عاندها لزف في كفن إلى مثواه الأخير.
الخلافات بين الحلفاء الحقيقيين، وليس الخدم والأتباع، طبيعية، وسبق أن وقعت بين قيادات لبنانية مع السعودية، وإن كانت قليلة. أعرف سليم الحص، في رئاسته للوزراء، كان يختار جانب دمشق أحياناً، وكذلك نجيب ميقاتي، بما لا يرضي توقعات الرياض، مع هذا دامت العلاقة جيدة معهما.
والمحاور هي لعبة الزعامات اللبنانية التي تتقنها، سواء للتعبير عن حاجات الفئات المحلية التي تمثلها أو القوى الخارجية التي تتحالف معها، لكنها لم تكن دائماً رقصات تانغو آمنة دائماً. الزعامة في لبنان وظيفة خطرة، فهو أكثر بلد عربي تعرض قادته السياسيون للقتل. وبعضهم حبيس بيته لا يغادره إلا نادراً.
من المفارقة العجيبة، ومن سخرية القدر حقاً، أن حزب الله، الذي قتل الحريري الأب، هو من قاد مظاهرات ما وصفه بإنقاذ الحريري الابن من السعودية. ولا يمكن أن ينسى أهل لبنان أنه الذي اغتال أكثر من عشرين من زعامات البلاد مع رفيق الحريري! إنما السعودية، التي تتعاطى مع لبنان وشؤونه منذ الخمسينات، لم يُسجل عليها أنها «مدّت يدها» على زعيم طوال العقود السبعة، ربما باستثناء ما نقلته نيويورك تايمز بأن الحريري تعرض للمضايقة في الرياض، ودفع دفعاً بالمناكب!
حبّ حزب الله لإنقاذ سعد الحريري، في الحقيقة، ليس إلا رغبة في التخلص من سعد الحريري. يريد أن يرمي به من خارج دائرة الرياض ليقضي على مصدر قوته الأساسي، مع احترامي لدولته.
أنظمة، مثل دمشق وطهران، تلغي الآخرين بالقتل والتخويف. قتلت بشير الجميل فألغت أقوى حزب معارض لها، الكتائب. قتلت كمال جنبلاط فألغت معارضته لوجودها في لبنان. قتلت رفيق الحريري فألغت التيار السني المعتدل. قتلت جورج حاوي وسمير قصير فأسكتت اليسار. قتلت جبران تويني وشوّهت جسدياً مي شدياق فأخافت المعارضة المسيحية.
بالنسبة للرياض لها مصالح في لبنان، والإقليم كله، علاقاتها معه طويلة وراسخة. مصلحتها في علاقة جيدة مع كل الزعامات المستقلة، لخدمة مصالح مشتركة، من بينها تحرير لبنان والمنطقة من الهيمنة الإيرانية الموجهة ضد السعودية وغيرها. أما إيران فهي تقوم بالاستيلاء على الدولة اللبنانية لفرض أجندتها الإقليمية الممتدة في عمق سوريا والعراق، وفرض توازن مع إسرائيل يخدم مشروعها النووي والإقليمي الذي لا علاقة له بفلسطين سوى من كونها بضاعة في سوق المساومة. هذه باختصار المعادلة السعودية الإيرانية في لبنان. ودعوة السعودية للحريري خطوة إلى الأمام مفاجئة أفشلت الرهان على إضعافه ثم إلغائه، وإبعاد السعودية وتمكين إيران من لبنان، وبقية دول الإقليم.