3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب
النقاش والحوار بين النظائر ظاهرة ايجابية , وخاصة حين يكون على أرضية من الثقة والجدية , ويهدف إلى تحقيق البناء والسلام . وهناك نوع أخر سلبي , يهدف إلى تمييع وتشويه موضوع النقاش . وهذا هو ما تعارف على تسميته ( straw man ) , أو رجل القش . والتسمية أتت من ( الفزاعة ) التي يضعها المزارع في الحقل لخداع الطيور وتخويفها . وهو المغالطة التي يوردها العاجز عن الرد على حجة من يحاوره , فيستغل حجة أخرى لم ترد في حديثه , فيأتي بها لإضعاف النقطة الأساس . وبهذا ربما تفقد المواقف المشرفة قوتها . فيجب التنبه لها , حتى لا يغتر بها أحد .
وفي بلادنا أبدع الحراكيون في هذا النوع , وبالذات ممن كانت لهم تجربة سياسية سبقت تحولهم للحراك . فتصدروا المواقع تعليقا وتحليلا على قرارات وكتابات كل من صنفوه معارضا لهم . وخاصة تجمع الإصلاح .
ـ فمثلا لا حصرا .. أمام كل نشر عن بطولة تعز بقيادة المخلافي . هنا لم يستطيعوا الرد بحجة تقلل من هذا الصمود والإجماع , فذهبوا يستخدمون مغالطة " رجل القش " بالسخرية من قائدها , عبر حملة " صورني وأنا ... " . هادفين إلى نسف تلك الإنجازات البطولية , وكأنها مجرد مناظر وهمية واستعراض شخصي فقط لا غير .
ـ وأمام نزاهة الإصلاحيين وعدم تعلقهم بأي سطو أو بسط أو تمرد . هنا لم يكن بمقدورهم تشويه تلك المواقف الواضحة , وخاصة أمام توغل المحسوبين على الحراك في النهب والسطو والبلطجة . فوجدوا ضالتهم في خبر استخباراتي إغاثي , يتهم الإصلاح بنهب الإغاثة وتوزيعها على أفراده والمؤيدين له . فأصبحت تلك أيقونتهم أمام كل خبر عن وقائع النهب والبسط التي يقوم بها أحدهم . وبدلا من مهاجمة المجرم الأصلي , ذهبوا يهاجمون غيره , بمغالطات لا ترقى إلى مستوى تجاوزاتهم . ويتوهمون أنهم بهذا قد اسقطوا التهمة وحلوا الأزمة .
ـ وحينما يؤكد الإصلاحي الجنوبي أنه مع حقوق شعبه وضرورة إنصافه مما لحق به من ظلم وتهميش , بسبب النظام وفساده , وأن الوحدة ليست سببا في ذلك . هنا يسارعون لاستخدام مغالطتهم البهلوانية " قفوا مع أهلكم !. لا تكونوا عبيدا وأذنابا !" . ولو رددت عليهم " هل تضمنون الحرية والكرامة بالانفصال العشوائي " . لقالوا : " أهم شي يخرج الدحابشة , وبعدين نحن ـ الجنوبيين ـ بانسد " . هل استوعبت مغالطة " رجل القش " هنا ؟!. هشاشة وسخرية واستخفاف بالعقول . ولكن هناك من يردده كحقيقة مؤكدة , وكمعتقد لا يقبل النقض ولا الشك .
ـ حينما يكتب إصلاحي مقالا أو منشورا عن معانات أبناء عدن من انعدام الكهرباء والخدمات الأخرى , ومن الترويع والبلطجة وغيرها , في ظل حكم سلطة سياسية وأمنية جنوبية خالصة . يردون " .. دوس عليهم .. يا قاهرهم " . " مع عيدروس ولو على فانوس " . هنا وأمام واقع لا يستطيعون التدليس عليه , يذهبون لتحويل فكر الناس نحو مسار يبعدهم عن لب المقال وهدفه , ويضعهم في حالة تحفز لمهاجمة طرف أخر ليس له علاقة بالأزمة , ومجبرا إياهم ـ عاطفة ـ على تأييد أساس المشكلة الحقيقي , بدلا من محاسبته وسحب الثقة منه .
ـ وهاهم حاليا يقومون بتدشين أكبر رجلِ قشٍ لهم , فيعلنون عن مجلس انتقالي جنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي . ولو ناقشتهم عن أسس هذا المجلس ومقوماته , وعن حدود هذا الوطن ونظامه , وحجم الإجماع عليه , وغيره . لردوا بما تعودوا عليه " لا تقتلوا فرحتنا " . " استعدنا الوطن والهوية " . " من لم يعجبه هذا! فليرحل " .
ـ هكذا هم دائما ! أمام كل طرح جاد يسعى لتحقيق التوافق والتصحيح , وأمام كل حجة يدعمها الواقع , يميلون إلى هذه المغالطات الجوفاء الساخرة الهشة , لتغطية عجزهم عن الرد بحجة مقنعة واضحة . كما أنهم يقطعون الطريق على من له عقل رشيد حتى لا يفكر وينظر في صحة الأمر . وأكثر ما أخشاه أن يتمادى بهم هذا , ويسوقهم لمهاجمة أبناء الإصلاح في عدن وغيرها , بحجة تصفية أعداء الشعب وخونة الجنوب . اليوم على الناس عدم السير وراء هذا الدجل والتحايل , الذي تقوم به فئة متسلطة لا تمثل سمو الجنوب ومكارم أبناءه . فئة احترفت منذ زمن تحويل أحلامنا الوردية إلى كوابيس واقعية أبدية . فأينما وجدتموهم , فلا تُأثِرنَّ فيكم قراراتهم وسخفهم وسخريتهم . ولتعلموا أنهم صنيعة أطماع حاكم . لا هم بالذين منعوا غرابا من أكل الثمار , ولا بالذين حققوا ما يُرتجى منهم من الأمن والاستقرار .