آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

مأرب أم الثورة وحامية حماها
بقلم/ د. محمد مفتاح
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 17 يوماً
السبت 26 سبتمبر-أيلول 2020 09:23 م

كن مارب القلعة الحصينة المعول عليها حماية أحلام اليمنيين ومكاسبهم الوطنية ضد المشاريع الصغيرة فحسب بل كانت راس حربة في مواجهة النظام الإمامي الكهنوتي ومطلقة الشرارة الأولى لثورة 1948م وشوكة في حلقهِ عصية عن البلع وصخرة تحطمت عليها كل مؤامرات القوى الرجعية المتعطشة للتسلط.

ولم تنتصر مارب في معركتها العسكرية فحسب بل مثلت هرماً أخلاقياً، ضمن لها التربع على عرش تلك الفضيلة بعد انتصار رجالها على أنفسهم ورغباتهم الخاصة وانحيازهم الى القضايا العامة.

وعرف عن مارب دائماً منذ انطلاق ثورتي ٢٦ من سبتمبر و ١٤ اكتوبر انها كانت تميل الى الدولة وهاهي قبائل مارب اليوم بكل رجالها ورموزها يقفون الى جانب الدولة والثورة وينتصرون لها ولعل الطبيعة الماربية ورغبتها الدائمة في الحياة في ظل دولة عادلة قد جعل من مشائخ القبائل وأغلب أفرادها يغطون غياب الدولة خلال الثلاثين العام الماضية وقاموا بالكثير من مهام الدولة والتي يأتي في مقدمتها حل المشاكل والنزاعات كواجب وطني وديني.

إن قبائل مارب اليوم بمختلف أسمائها ورموزها لها دور نضالي بارز وتضحيات يشهدها العالم في مواجهة النظام الكهنوتي الإمامي البائد ومارب كانت ومازالت السباقة في كل المواقف البطولية اليمنية والشيخ الشهيد البطل/ علي ناصر القردعي اكبر مثال فهو فخر ليس لمارب وحدها بل لكل مواطن حر وكرجل وكثائر من أبرز ثوار عام 1948م .

إن قبائل مارب كان رموزها قادة و مدد للثوار في كل المحطات التاريخية ففي عام 67 مــ كان لهم دور بارز في فك حصار السبعين عن العاصمة صنعاء وحين حاول الإماميون الالتفاف على الجمهوريين بصنعاء من الجهة الشرقية تصدت لهم قبائل مارب وخاضت أشرس المعارك ولا أستطيع حصر رموز مارب النضالية وقادة الملاحم الوطنية لكثرتهم ولكنني فخور بقبائلها الشرفاء.

لقد عمد سارقي الثورات على تشويه مأرب وأبنائها ورجالها وقبائلها حتى كان البعض اذا سمع عن مأرب تراه يشمئز نتيجة للكم الهائل من شائعات الأعلام والذي لطالما شوه بإبناء هذا المحافظة و لكن ارادة الله وحكمته تقشعت السحب الضبابيه وبان المستور وكشفت ألاعيب اعلام الشياطين وبانت الحقيقه وعرف ابناء اليمن من شماله الي جنوبه ان مأرب هي التاريخ وهي الأصاله وهي بلاد كل اليمنيين بعد ان احتضنت على ارضها ملايين من الناس ومن جميع المحافظات بلا استثناء وبلا تمميز عنصري او طبقيه مقيته .

ان ابناء مأرب اليوم يكبرون في الملمات وتناسوا كل خلافاتهم القبلية والسياسية وأياً كانت تلك الخلافات وفي الحقيقة فإن معظم خلافات القبائل غذاها النظام السابق خلال العقود التي حكم فيها.

في مأرب القبائل والأحزاب وحدوا صفوفهم حين شعروا أن النظام الجمهوري في خطر وأن كارثة وطنية تلوح في الأفق بل واثبت الماربيون انهم حماة الدولة والقانون وأنهم تواقون للعدالة والحرية والمواطنة المتساوية وما مواقف قادة الأحزاب السياسية بمارب الذين وحدوا مواقفهم وحددوها مسبقاً سوى ترجمة للإرادة الجماهير الماربية وتواصلت تحركات أبناء مارب بمختلف ألوان الطيف الحزبي والقبلي فاصدروا بيانهم المشهور الرافض للانقلاب وأعلنوا فك الارتباط مع صنعاء التي أصبحت تحت سيطرة المليشيا الانقلابية .

وقبلهم كانت السلطة المحلية بمارب ممثلة بمحافظها اللواء / سلطان بن على العرادة قد قطعت جميع التعاملات مع الانقلابيين وتمسكت بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

ستظل مواقف شيوخ وأفراد قبائل مارب ومطارحهم الشهيرة بنخلاء والسحيل وغيرها وتمسكهم بشرعيتهم وجمهوريتهم نقطة مضيئة في حياة اليمنيين في هذه الحقبة الزمنية المعاشة فتلك الصورة توضح تكامل مواقف المكونات في مارب سلطة محلية وأحزاب سياسية وقبائل جميعها رفضاً للانقلاب وانتصروا للشرعية والدولة.

تستطيعون تلمس أخلاق مارب وعظمة ورقي تفكير أبنائها في تعاملهم مع الوافدين من كل مناطق اليمن التي ذابت فيها كل الفوارق والعناوين التي قد تكون مدعاة للتخندق وستظل مارب لكل أبناء اليمن.

ان مارب اليوم وكما يعلم بذلك الجميع من احفاد الأماميون انها عصية ومقبرة لكل وافد يضمر الشر في نفسه ولعل الدروس التي تلقوها على أطراف هذه المحافظة الصامدة والتي سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته والتي هُزموا على مشارفها شر هزيمة ومازال اليوم من احفاد الأماميون يكنون الحقد على ابناء مأرب لأنها لم تعترف بالإمامة ولم تنحني لهم يوماً ولن تنحني ابد الدهر .

نحنا ابناء هذه المحافظة من صغيرنا حتى اكبرنا نقول بان حماية مأرب هذا واجبنا جميعاً وليس على ابناء مأرب وسندافع كلنا عن النظام الجمهوري وعن كيان الدولة وعن الشرعية تحت أي ظرف وأياً كانت التضحيات والأثمان المطلوب سدادها فنحن مستعدون ؟

اليوم ونحن نحتفل بالعيد الثامن والخمسون من ثورة ٢٦ من سبتمبر بانتهاء الأمامية ودحرها ولكن مازالت الثورة مستمرة فا الحوثي والأماميون وجهان لعملة واحدة ففي السابق حكم امامي كهنوتي واليوم نفس الإمامية والسلالية والتي لقحت وطورت بافكار عقائدية لادينيه .

وفي نهاية مقالي هذا اختم بمسك حديثي هذا بالتوجه والشكر لسيادة اللواء محافظ محافظة مأرب الأخ / سلطان العراده وتهنئته بهذا اليوم الوطني العظيم في نفوس كل اليمنين الأحرار فهو رمز من رموز النضال الماربي ورمز من الرموز الوطنيه التي انجبتها المحافظة والذي بان معدنه الأصيل والنفيس بوقفته البطوليه والشامخة شموخ الجبال الرواسي في وجه الأعاصير الخارجيه الطامعه بهذه المحافظة حرسها الله فنعم الأمير سلطانها ونعم الرجال المخلصين هو .

وفقكم الله وسدد الله بالخير خطاكم ومزيدا من النجاح والتقدم والأزدهار في سبيلكم الخيّر الذي تقدموه لهذا المحافظة من الأمن والإستقرار والرخاء دمت ودامت ارواحكم عامرة بالصحة ودمتم بألف خير