اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة
بعد المشاهد المروعة في ميدان رابعة والتي من ضمنها إسكات صوت النداء من على منصة رابعة بعد تدمير آلات التصوير وإحراق المنصة بمن عليها بعد وابل من الرصاص وبصورة هستيرية ، ومشهد آخر أحد هم يحمل شهيد على كتفه يتم قنصه فيصبح شهيد يحمل شهيد ،ثم قنص الأطباء والممرضين وحرق المستشفى الميداني بمن فيه من الجرحي بل وتصفية بعض الجرحى بدم بارد وحرق وتدمير جامع رابعة تلك نماذج بسيطة من ما استطاعت بعض وسائل الشخصية نقله وبعض الشهود ، تلك الجرائم الشيطانية ضد الإنسانية لا يقرها ويبررها سوى النازيون والفاشيون أنصار الشيطان الرجيم ، وينكرها ويندد بها كل إنسان صاحب فطرة سوية بغض النظر عن دينه ومكانه الجغرافي وطبقته الاجتماعية.
يود كاتب هذه الأسطر التأكيد أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي أو تيار فكري ، ولكنه مسلم يعتز بانتمائه لدين من ركائزه الإحسان حتى في ذبح دجاجة فهو يدعونا لأن نحسن ذبحها ، وبالتالي فعقيدة الإسلام الفطرية الصافية هي مرجعية أي موقف أو رأي ، ولا يمكن أن يكون في أي شخص ذرة إيمان أو إنسانية أو أخلاق وهو يقر ما قام ويقوم به الفاشيون المجرمون في مصر.
من المؤسف على الرغم من البغي الذي مارسته وتمارسه قوات(الخوف) المصرية نجد أن بعض العرب من خلال مواقفهم السياسية وكتاباتهم الإعلامية وخاصة في صفحاتهم الشخصية يؤيدون مثل تلك الممارسات أو يبررونها بطرق ملتوية على الرغم من وضوحها كضوء الشمس ، إن القضية ليست متعلقة بالإخوان المسلمون فقط بل لها أبعاد مختلفة دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، وقد برزت تيارات مؤيدة للانقلابين وما يقومون به وهؤلاء هم من نعني بهم الفاشيون الجدد ومنهم:
1- التيارات الدينية سنية وشيعية : وهذه التيارات منها بعض مكونات التيار السلفي ونقول بعض لأن من هؤلاء مثل حزب الرشاد السلفي في اليمن وتيارات سلفية أخرى في مصر والوطن العربي كانت موقفها رافضاً لجرائم الانقلابين ، أما التيار المؤيد فيمثله بشكل رسمي حزب النور السلفي في مصر وتيارات أخرى تكفر الديمقراطية وتشن حملة ضد الإخوان المسلمين منذ عقود وهؤلاء ينتشرون في مختلف البلدان العربية أيضاً ، أما التيارات الشيعية فبعضها أعلن معارضته للانقلاب واعماله الإجرامية في مصر ، بينما تيارات أخرى في عدد من البلدان العربية تؤيد الانقلابين بلا تحفظ وتحرض وتبرر عمليات القتل في مصر وهؤلاء لهم خصومات سياسية مع الإخوان المسلمين لذا يوهموا الرأي العام أن من يعارضون الانقلاب في مصر هم الإخوان المسلمون فقط ، هؤلاء يعتقدون أن القضاء على جماعة الاخوان المسلمين في مصر سيساعد على إضعاف خصمهم التاريخي السنة ، وبالتالي فوقوفهم مع الانقلاب ليس حباً في مصر بل رغبة في القضاء على خصم مذهبي ، للأسف من يجول حتى في صفحات الفيس بوك سيجد أراء هؤلاء بعضها واضح وبعضها يحمل تبريرات غير منطقية وأعذار التي لا يقبلها عقل ناقلاً ما تروجه وسائل إعلام الانقلاب ، ومن هؤلاء الكثير في اليمن ، ومنهم للأسف من يدعي المظلومية ولايتورع عن ظلم الآخرين.
2-التوجهات السياسية : من المؤسف أن تقف بعض التيارات موقف الشامت أو المؤيد لجرائم سفك الماء في مصر نتيجة خصومتها السياسية مع الإخوان المسلمين، ومن المؤسف أن الأحزاب التقدمية التي تنادي بالعدالة الاجتماعية والحرية تأتي في مقدمة هؤلاء، وما تكتبه أقلام بعض الاشتراكيين والناصريين وبعض الليبراليين والعلمانيين للأسف والتي تتبنى وجهة نظر الانقلابيين بل ويتبنى بعضها الحملة الممولة خليجياً والمساندة بشكل مباشر لمشروع الانقلاب بصورته الدموية ، ويصطف مع هؤلاء بعض الاحزاب ذات المرجعية المذهبية أو الموالية للأحزاب والأنظمة الشمولية سوى التي سقطت عام2011م أو التي لازالت باقية ، وتأتي الأنظمة السياسية في كل من السعودية والإمارات في مقدمة هؤلاء حيث تسخر كل امكانياتها المادية والاعلامية والسياسية لمساندة الانقلابين ، وبالتالي تعد المرة الأولى التي تحالف فيها ما كان يسمى بالأنظمة الرجعية مع ما يسمى بالأحزاب التقدمية.
3- الطبقة الرأسمالية : من المؤكد أن امتلاك الشعوب العربية لحق اختيار الحكام سيؤدي حتماً لشراكة جديدة في الثروة والقوة والسلطة ، وتلك إشكالية عميقة لدى الطبقة الرأسمالية التي يأتي أمراء النفط على رأسها ثم لوبي كبار المستثمرين من السياسيين والعسكريين وهؤلاء يحتكرون ثروات الشعوب لمصالهم الخاصة ، وحفاظهم على السلطة يعني استمرار منافعهم الاقتصادية ، فعلى سبيل المثال لو تحولت دول الخليج إلى ملكيات دستورية مثلاً لما بقي لكل مولود من الأسر الحاكمة أبار النفط المخصصة وملايين الاعتمادات الشهرية وبالتالي لن تجد المليارديرات من الأمراء الصغار ، وسيصبحون كعامة الشعب كما هو حال ملكة بريطانيا مثلاً، وبالتالي حرب هؤلاء للثورات في البلدان العربية الأخرى هو دفاع وجودي لخشيتهم من انتقال الثورات إلى بلدانهم وحرمانهم من التصرف بمليارات الدولارات التي ينهبونها من أقوات شعوب تسجل نسب غير مقبولة من معدلات الفقر والبطالة، وبالتالي فتحالف الطبقة الرأسمالية السياسية يشكل لوبي غير عادي لإنجاح الانقلاب بغية إفشال ثورة25يناير التي الهمت الكثير من الشعوب العربية الشعور بالحرية والكرامة ، إذا هدف هذا التحالف الرأسمالي إجهاض المد الثوري العربي حتى لا يفقدوا الامتيازات المهولة نت ثروات الشعوب العربية سواء عبر الرأسماليين الصغار في الجمهوريات العربية أو الرأسماليين الكبار للأسر الحاكمة.
4-المنتفعين الصغار من الفقراء والمسجلين خطر الذين يتم استدراجهم إلى مواجهة المسيرات السلمية وبمرافقة قوات الجيش والشرطة وهدف ذلك إيهام الرأي العام أن هؤلاء من سكان الأحياء المعارضة لما يسمونه الإخوان أو مدنيين عادين لا يخضعون لأوامر قوات الشرطة ، وذلك بهدف إخراج الجيش والأمن من المسئولية القانونية ، ولكنهم نيسوا أن وجود هؤلاء القتلة جوار العسكر لاينفي التهمة عن العسكريين بل يضعهم شركاء في تلك الجرائم ، بل يؤكد الاعتقاد بأن هؤلاء شرطة بلباس مدني ، ومن هؤلاء من يتم استخدامهم لحرق الكنائس والمؤسسات الرسمية ، وعمل مشاهد مسلحة في الشوارع من أجل أيصال رسالة أن هؤلاء من مليشيات الإخوان بهدف حشد الراي العام ضد المعارضين للأنظمة السياسية.
5-الألة الإعلامية : تمثل وسائل الإعلام التي يتم من خلالها تزييف الوعي وحشد المجتمع ضد بعضه ، من خلال حملة إعلامية موجهة بعضها في التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والأمن لتحريض العسكريين ضد المعارضة السياسية وفق خطاب ممنهج يوهم المجندين أن هؤلاء إرهابيين يهدد الأمن القومي ويجب القضاء عليهم وتصفيتهم كواجب وطني ، وذلك الخطاب يبدو واضحاً من خلال عمليات الإبادة بدم بارد لمعتصمي رابعة وغيرهم في العديد من البلدان العربية ، أما الجانب الآخر من الحملة الإعلامية فهو الموجه لعموم الناس ويرتكز على إيهام الرأي العام أن هؤلاء إخوان وإرهابيين يحرقون ويدمرون ، كما تجري تلك الوسائل اللقاءات مع الموالين وإظهارهم كخبراء ومحللين كبار، وتتحول وسائل الإعلام تلك بميعها وخبرائها الوهميين إلى أدوات خطيرة تعمل على تزييف الوعي وصناعة الأخبار الكاذبة بهدف حشد الرأي العام المحلي والدولي لصالح الحكام ، ويتم الإنفاق على الإعلاميين بشكل مهول ، حتى إن أحدهم بعد رفضه لتزوير الحقائق أكد أن الدولارات ملايين الدولارات الخليجية النقدية يتم توزيها مباشرة لهؤلاء ، ويتم الاعتماد في الأخبار المظللة على أصحاب الثقة من الإعلاميين وهم من تأكد كراهيته المطلقة للتيارات الإسلامية أما سياسياً وأما مذهبياً وإما دينياً، وذلك بهدف أن تكون مشاعر الاعلام أمام الرأي العام ثابتة وغير مهزوزة.
6-الجيش والأمن : مع أن الجيوش تعد عقائدياً لمواجهة العدوان الخارجي والأمن يعد لحماية وأمن المواطن ، إلاَ أن العقيدة العسكرية في غالبية البلدان العربية يتم تكوينها وعبر خبراء غربيين وبتمويل غربي بما يتوافق مع رؤية الدول المانحة ، حيث يتم اعتماد أكبر الموازنات لما يسمى بقوات مكافحة الإرهاب ، وبالتالي يتم تشكيل عقيدة الجيش والأمن العربي لمواجهة الداخل بحجة الإرهاب ، وتغيب بالتالي لدى الجيوش العربية العقيدة الوطنية القتالة ، وفي حال وجود بعض التشكيلات الوطنية تحرم من الامتيازات والتجهيزات الضرورية ويسود فيها مستويات عالية من الفساد وعدم الانضباط ، حتى تعجز تلك القوات عن مواجهة أي عدوان أجنبي وتعجز حتى عن الإنحياز إلى جانب الشعب في حال استخدمت ما يسمى قوات مكافحة الإرهاب لقمع الشعب ، وبالتالي فتلك العقيدة الفاسدة تحول القوة الضاربة والمدربة إلى قوات فاشية نازية تواجه شعوبها بدم بارد ، بينما تقف برعب وطاعة عجيبة أمام قياداتها ومدربيها الأجانب.
أخيراً هناك أبعاد أخرى عديدة ثقافية وسياسية واقتصادية لايتسع المجال لذكرها وللقارئ الكريم قراءة لمشهد الحالي ليحدد بنفسه تحالف القوى الفاشية الجديدة في العالم العربي ، وبإختصار باختصار تناقض المبادئ الوطنية القائمة على العدالة الاجتماعية والشراكة في السلطة والقوة والثروة وكذا التبادل السلمي للسلطة ، وبالتالي من يعارض تلك المبادئ أو يسعى لكبحها سواء كان حاكماً أو محكوماً ففيه خصلة من خصال الفاشية الجديدة.