تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
التطرف يبرر العنف وهذا هو الذي يقتل النفس التي حرم الله. والتطرف نوعان سياسي و ديني حيث ينتهي السياسي بتخوين الخصم لتبرير القضاء عليه من اجل الوطن المزعوم ، و ينتهي الديني بتكفير الخصم لتبرير قتله أيضا للتقرب من الله . وهذا و ذاك آفتان تدمران الشعوب و تهلكان الحرث و النسل في كل مكان وزمان. وتتفاوت شدة الصراع والقتل من بلد إلى آخر حسب درجة التطرف و الرغبة الجنونية في القضاء على الآخر(الشيطان) من قبل هذا المتطرف (الملاك). و لان اليمن عانت وتعاني من صراعات مريرة ناجمة عن آفة الطرف السياسي و الديني، فإننا نسمع الحديث من وقت إلى آخر عن أهمية الحوار و ثقافة التسامح و التعايش كبديل للصراع الدموي المدمر. (الوسط) التقت القاضي حمود الهتار المعين حديثا وزيرا للأوقاف والإرشاد الذي قال إن وزارته تعكف على صياغة إستراتيجية للتسامح والتعايش ومعالجة أسباب التطرف الديني بشقيه السني والشيعي أو على الأقل التخفيف منه وتنمية ثقافة الدستور و القانون كبديل لثقافة الفتاوى الفقهية التي لا تعتبر الدستور مرجعا لها. الوسط تحدثت مع الوزير الهتار عن إمكانية تنفيذ وتطبيق مثل هكذا أفكار.
* إستراتيجية التسامح والتعايش التي تتحدث عنها، لماذا هذه الإستراتيجية الآن وإلى ماذا تهدف؟
الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم والثقافة والشباب والأعلام والإرشاد المزمع إعدادها تقوم على أساس الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والدستور والقوانين النافذة وتجسيد الوسطية والاعتدال وتعميق الوحدة والولاء الوطني وتحقيق التسامح والتعايش وتهدف بدرجة أساسية إلى إيجاد جيل قوي متمكن من ثقافته العربية والإسلامية وخال من العصبية بكل أنواعها وتهدف أيضاً إلى تحقيق التسامح والتعايش فيما بين أبناء الشعب اليمني أولاً ثم فيما بينهم وبين الآخرين ثانيا .
* هل ستعترف هذه الإستراتيجية بوجود متطرفين من الشيعة ومتطرفين من السنة، أم أنها ستركز على تطرف دون تطرف، إذا اقتصر حديثنا عن التطرف الديني فقط؟ دون التطرف السياسي؟
الإستراتيجية ستعالج المشكلات القائمة في الجوانب الفكرية ومنها التطرف بشقيه الشيعي والسني وهي كما أشرنا تهدف إلى تجسيد الوسطية والاعتدال.
* هل ستكون امتدادا لبرنامج الحوار الذي بدأته مع متطرفين متهمين بالانتماء للقاعدة وبعض أتباع الحوثي ؟
الإستراتيجية تشكل إحدى مرتكزات البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وهي امتداد أيضاً لنهجه في الحوار وترسيخ الوسطية والاعتدال ولعل هذا من أهم الأسباب التي جاءت بي إلى هذا المكان .
* هل تعتقد أنه سيكون هناك وقت لوضع مثل هذه الاستراتيجية وأنت مشغول بهموم المراجعين وهموم المواطنين في هذه الوزارة لهذه الدرجة التي أراك فيها الآن؟
هناك خبراء متخصصون عاكفون على إعداد مثل هذه الاستراتيجية والمسئول الأول يضع الفكرة ثم يترك للمتخصصين إخراجها بالصورة المطلوبة وفي الوقت المناسب سأتفرغ لها تفرغا كاملاً .
* ما يحدث في صعدة الآن، هل هو تمرد مسلح أم صراع طائفي؟
هو تمرد مسلح و خروج عن الدستور والقانون .
* ولماذا إذا الفتاوى الدينية التي صدرت وروجت لها وسائل إعلام الدولة بوجوب مقاتلة هؤلاء وهناك دستور يلزم الدولة بالقيام بواجبها من دون فتاوى ؟
بالتأكيد هناك نصوص في القرآن الكريم وفي السنة النبوية تأكد مبدأ الشرعية، شأنها شأن الدساتير والقوانين الحديثة التي تحرم الخروج عن الأنظمة، فالخروج عن النظام القائم بالقوة محرم في كل القوانين السماوية والبشرية .
* الذي يحدث في صعدة بدأ بالقلم وانتهى بالسيف، ألا تخشون من تكرار مثل هذا في معبر و في مأرب مثلاً؟
الإستراتيجية تهدف إلى الحيلولة دون تكرار هذا العمل من قبل هذه الفئة أو من قبل غيرها من الجماعات.
* هل لك أن توضح كيف يمكن أن تعالج هذه الإستراتيجية مثل هذا الأمر؟
لأن الحوثيين استغلوا فراغاً فكرياً عند الشباب وحاولوا أن يملؤوا هذا الفراغ بطريقتهم الخاصة بغرس المفاهيم غير الصحيحة عن الإسلام، انتهجوا نهج تنظيم القاعدة، في استغلال الشباب وغرس الأفكار الخاطئة في أذهانهم بغية تحقيق مكاسب شخصية سياسية على حساب الإسلام والمسلمين .
* هل هناك حدود يمكن الحديث عنها لهذه المدرسة أو لتلك، حتى نقول إن هذه المدرسة أو هذا المركز لازال في حدود الدستور والقانون ولن تؤدي التعبية لأتباعه إلى مأساة أخرى؟
الدستور والقانون هو الحكم ومن التزام بالدستور والقانون فهو معتدل ومن خرج عنهما فهو خارج ومتطرف، لأن دستورنا وقوانيننا مستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء وآخذة بأقوى الأدلة وأرجح الأقوال وهي ملتزمة بالوسطية والاعتدال، لا إفراط فيها ولا تفريط.
* الإستراتيجية إلى الآن شعار رائع ونتمنى له التحقيق، ولكن هل ستشمل هذه الإستراتيجية الشباب اليمني المغرر به دينيا الذين يذهبون إلى العراق لقتال الأمريكيين؟
فيما يتعلق بهذه الإستراتيجية بالتأكيد ستعالج الأفكار المتطرفة أياً كانت وإذا كان هناك أشخاص متأثرون بمثل هذه الأفكار فستكون الإستراتيجية عاملاً مهماًً في معالجة الأفكار الخاطئة.
* وعن التعايش مع الأمم الأخرى، هناك موضوع متعلق بهذه النقطة، وهو الدعاء في بعض المساجد الذي يحرض على الكراهية وقتال غير المسلمين بشكل مستمر، أليس هذا تكريسا لثقافة العنف ونبذا لثقافة التسامح والتعايش التي تتحدث عنها؟
الإستراتيجية تهدف إلى معالجة هذه المشكلات التي أشرت إليها، و نحن ندعو إلى الحوار بين الأديان ومع الأمم والشعوب والحضارات بما يحقق التعايش بين أتباع الديانات وبين الأمم والأديان مع احترام خصوصية كل شخص أو خصوصية كل دين وشعب.
* هل من الإسلام الدعاء بمطلقه على غير المسلمين بالزوال والهلاك كقول بعضهم ( اللهم يتم أطفالهم ورمل نساءهم واجعلهم غنيمة للإسلام والمسلمين) هل هذا من الإسلام في شيء؟
ليس من الإسلام في شيء، الإسلام وضع منهجاً واضحاً للتعامل مع الآخرين بقوله تبارك وتعالى ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) صدق الله العظيم. الإسلام سلم لمن سالمه.
* إذاً هو اجتهاد شخصي من بعض الخطباء؟
نعم اجتهاد مخالف للنصوص، نحن مأمورون شرعا بان نحسن إلى غير المسلمين إذا لم يقاتلونا في ديارنا أو يخرجونا من ديارنا، والكفر وحده أو اختلاف الدين ليس مبرراً للحرب أو القتل أو الدعاء عليهم إذا لم يبدأوا هم بقتالنا أو بإخراجنا من ديارنا .
* قبل أن تأتي هنا وزيرا، أعلنت وزارة الأوقاف أنها أنشأت برنامجا لحصر المدارس و المراكز الدينية بهدف إغلاق من يعمل خارج الدستور ولكن لم يتم إغلاق أي من هذه المدارس حسب علمي؟
بالتأكيد عملية الحصر التي جرت خلال السنوات الماضية للمدارس الدينية القائمة في اليمن ستكون محل دراسة وبحث ويمكن أن يستند عليها في معالجة بعض المشكلات القائمة.
* ماذا يعني أن هذه المدرسة مخالفة للدستور وهذه المدرسة غير مخالفة للدستور، هل يعني إجراءات فقط أم يعني إيماناً بالدستور، فهناك من لا يؤمن بالدستور إطلاقا ويقولون ذلك صراحة ؟
هناك إجراءات نص عليها القانون في عملية إنشاء المدارس الأهلية والخاصة ويجب على الراغبين في إنشاء مثل هذه المداس أن يتبعوا الإجراءات القانونية التي نص عليها القانون لإنشاء مثل هذه المدارس وهناك أيضا نصوص يجب أن تحترم من قبل الجميع سوءا في المداس الخاصة أو في المدارس العامة وأولى تلك النصوص هي نصوص الدستور والقوانين النافذة .
* يعني ليست هناك الآن إحصائية بالمدارس التي ستغلق أو أغلقت من قبل سلفك؟
حتى الآن لم أقف على شيء من ذلك، فانا جديد على هذا المكان.
* كيف تنظر إلى الخطاب الديني الحالي في المساجد بشأن صعدة الذي لا يتحدث عن تمرد مسلح بقدر ما يتحدث عن "رافضة أو روافض" يجب قتالهم ؟
الخطاب الديني بشكل عام بحاجة إلى مراجعة .
* يعني ليسوا "روافض"؟
هم في حقيقة الأمر خارجون عن القانون.
* هل تستطيع أن تصفهم وصفا آخرا ؟
خارجون عن القانون، ونحن هنا في هذه الوزارة، و أنا كوزير أقول بصراحة بأن الدولة ليست ضد مذهب من المذاهب الإسلامية الموجودة على الساحة ولكنها ضد من يخرج عن القانون ويستخدم العنف في مواجهة الدولة.
* بعض السلفيين يتحدثون عن طاعة ولي الأمر ولا يعترفون بالدستور الذي جاء بموجبه ولي الأمر هذا، أليست هذه إشكالية وتستحق أيضاً المعالجة؟
هم يؤمنون بشرعية النظام القائم .
* (قاطعته) بدون الدستور؟
و طالما أنهم مؤمنون بشرعية النظام فمن باب أولى أنهم سيسلمون بالنتيجة، سيسلمون بالوسيلة التي صعد بها الحاكم، صعد من خلالها وهي الديمقراطية والدستور والقوانين.
* لكنهم يصرحون بأنهم لا يؤمنون بالدستور ولا بالديمقراطية؟
لكنهم لم يخرجوا عنهما.
* فلا بأس أن يتحدث عن طاعة ولي الأمر ولا يؤمن بالدستور ؟
كرأي ولكن في الواقع هو لا يخرج عن الدستور.
* متى إذا يمكن القول إن هذه ا لمدرسة أو تلك فيها خطر مستقبلي، طالما والقانون لايعاقب على الفكر، كيف يمكن للجهات المعينة وللدولة أن تعرف أن هذه المدرسة أو هذا المركز قد تجاوز حدود ه وأوشك أن يسبب ضرراً عاما ولا بد من إيقافه ؟
إذا بدأ يدعو إلى العنف.
* حتى وإن لم يباشر فيه؟
حتى وإن لم، و إذا كانت مناهجه تحث على استخدام العنف في مواجهة الدولة أو في مواجهة الآخرين فهذا خطر.
* البعض يتهم الدولة بأنها تدعم متطرفين لضرب متطرفين كوسيلة من وسائل خلق التوازن وحل الإشكاليات بصورة آنية ، ما رأيك؟
هذا غير صحيح . لأنه لا يعقل أن تشجع الدولة فئات ضد فئات أخرى أو تشجع الآخرين على نفسها. ولكن هذه إشاعات تطلق بين الحين والآخر وهي من باب المكايدات السياسية. صحيح قد يكون هناك نوع من التوازنات ولكن هذا أمر تقتضيه طبيعة الحياة وليس من باب استعداء فئة على فئة أخرى إطلاقا.
* هل تتوقع أن يحسم هذا الصراع الموجود في صعدة بسرعة؟ وهل القوة ستكون حلا لهذه القضية؟
القوة وحدها ليست كافية لحل هذه المشكلة ولابد من الحوار لحل المشكلات الفكرية التي انطلقت منها هذه المشكلة.المعالجة الفكرية هي الوسيلة المثلى و هي التي ستستمر.
* أنت بدأت برنامجا اشتهر في الخارج أكثر من الداخل وهو برنامج الحوار مع المتطرفين الإسلاميين، لكن لم يكن له آليات مؤسسية للاستمرار والخوف الآن أن تكون الإستراتيجية هذه كذلك بدون آليات كشعار إعلامي، فهل هنالك آليات لهذه الإستراتيجية، أي آليات تنفيذ مؤسسية ؟
الإستراتيجية المشار إليها أقرها مجلس الوزراء في جلسته يوم أمس ( الأحد) وتم إدراجها ضمن برنامج الحكومة الذي سوف يقدم إلى البرلمان وسيناقش البرلمان برنامج الحكومة وإن حظيت هذه الحكومة بالثقة فإن هذا البرنامج سيكتسب قوة القانون وبالتالي سيكون على هذه الوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية لإعداد هذه الاستراتيجية ويسير بها قدماً إلى الأمام حتى وإن لم أبق أنا في هذا المكان.
* إذا هي إستراتيجية لا ترتبط بأشخاص وإنما ستكون مؤسسية وسيكون لها زمن محدد، كم مدتها ؟
البرنامج يحدد خلال العامين الحاليين2007 إلى 2009م والإستراتيجية سيتم الانتهاء من إعدادها واستكمال إجراءات المصادقة عليها قبل نهاية العام هذا بإذن الله تبارك وتعالى ثم تبدأ عملية التنفيذ لها.
نقلا عن الوسط