الحوثيون واليهود وإسرائيل
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2007 07:17 ص

مأرب برس - محمد الخامري - خاص

  كشف مصدر مقرب من القائد الميداني لتنظيم الشباب المؤمن " أتباع الحوثي" أن احد أفراد الأسر اليهودية التي تم طردها مؤخراً من منطقة آل سالم بمحافظة صعده كان قد خرج من اليمن مؤخراً وشارك في الحرب التي شنتها القوات الإسرائيلية على لبنان أواخر العام الماضي 2006م ولقي مصرعه أثناء الحرب ، مشيراً إلى أن يهود "آل سالم" قاموا بإقامة مراسيم العزاء الذي استمر لعدة أيام في المنطقة.

وأضاف المصدر أن قضية طرد اليهود من آل سالم قضية قبلية تم البت فيها من قبل مشائخ وعقال ووجهاء آل سالم الذين اجتمعوا وقرروا نبذهم ومطالبتهم بالخروج من منطقتهم لأنهم في حكم العرف القبلي اليمني "جار" وهو وصف يُطلق على من ليس من أصل القبيلة وله كافة الحقوق في ممارسة حياته الطبيعية بشكل كامل باستثناء ما يخل بعادات وأعراف وتقاليد القبيلة ، وهو الأمر الذي حدث مع مجموعة من يهود آل سالم "وليس كلهم" حيث قام عدد منهم بينهم "يحي بن يوسف" وآخر يدعى "هارون" بتوزيع أفلام جنسية وإباحية وإحضار الخمور وتعاطيها في المنطقة إلى غير ذلك من الأمور المخلة بالآداب والأخلاقيات العامة والتي تتنافى مع عادات وتقاليد القبيلة اليمنية وبالتالي تم طردهم من المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن المطرودين من يهود آل سالم عددٌ قليل من الأفراد وهم الذين قاموا بتلك الممارسات المخلة فقط وان الذين خرجوا معهم من الأفراد والأسر إنما خرجوا تعاطفاً معهم وليس لأنهم ممن شملهم قرار الإبعاد والطرد ، مؤكداً أن الموضوع لم يخرج من إطار القبيلة ، وان تنظيم الشباب المؤمن الذي بارك قرار مشائخ القبيلة ورأى فيه قرارا شجاعا وحكيما وحاسما حفاظا على الأعراف والآداب والأخلاق الإنسانية السامية وان ما فعله مشائخ المنطقة هو عين الصواب ، ليس له دخل لا من قريب ولا من بعيد في اتخاذ هذا القرار.

وكان الشيخ يحي الحوثي قد نفى أن يكون لأتباعه علاقة بطرد يهود آل سالم موضحا في ذات السياق في تصريحات أوردها " موقع مأرب برس " أن " خضير " الذي قام بطرد اليهود لا يمت بأي صله للحوثيين ولا يعبر عنهم .

وكان رئيس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط بمجلس النواب الأميركي طالب الخميس الماضي الرئيس علي عبدالله صالح بتعهد علني يلتزم فيه بحماية الجالية اليهودية في اليمن.

وأضاف النائب الأميركي غاري اكيرمان وهو عضو في الحزب الديمقراطي ونائب عن مدينة نيويورك خلال محادثاته مع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أن "تعهداً أكثر حزماً من الرئيس علي عبدالله صالح تجاه حماية الجالية اليهودية اليمنية من شأنه أن يطمئن يهود اليمن والأسرة الدولية على السواء" "حسب ما جاء في بيان لمكتبه نشرته الفرنسية".

وقال اكيرمان الذي يعد من المخضرمين في الكونجرس الأميركي وأعيد انتخابه 12 مرة وهو عضو قديم في لجنة العلاقات الدولية في الكونجرس ويشرف على منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا ، كما يلعب دورا مهماً في توجيه اهتمام الحكومة الأميركية إلى قضايا معينة حول العالم ، قال أن "الحكومة نددت بالتهديدات التي وجهت إلى يهود صعده وتحملت مسؤوليتها لتأمين الأمن لجميع اليمنيين ولكن التجربة الحقيقية ستكون متابعتها وما سيقوم به المسؤول المحلي وكذلك المشايخ المحليين".

من جانبه أكد الدكتور القربي أن اليهود المعنيين سيعودون إلى منازلهم اعتبارا من اليوم السبت وأن تحقيقاً سيفتح في حال وقوع أية أضرار للتعويض عليهم.

وكانت قضية اليهود اليمنيين القاطنين ديار آل سالم بمحافظة صعده "شمال اليمن" الذين تعرضوا للتهديد من قبل تنظيم الشباب المؤمن التابع للحوثي أثارت ردود فعل غير عربية كان أولها ما صدر عن الخارجية الإسرائيلية التي قالت أن إسرائيل تنظر بجدية إلى معلومات تتحدث عن تهديدات تستهدف الأقلية اليهودية في اليمن والتي قالت عبر المتحدث الرسمي للخارجية أنها قلقة بشأن سلامتها ، وهي التصريحات التي رفضتها الحكومة اليمنية على لسان مصدر دبلوماسي رفيع في الخارجية اليمنية الذي قلل من شأن تلك التصريحات ، مؤكداً أن أبناء الطائفة اليهودية هم مواطنون يمنيون وحمايتهم ضمن القانون والدستور اليمني وليس من خارج البلد.

وأضاف المصدر الدبلوماسي اليمني أن الحكومة اليمنية لا تفرط بحقوق اليهود اليمنيين وهم يمارسون حياتهم وطقوسهم الدينية بحرية مطلقة ولديهم المعابد والمدارس العبرية التي يدرس فيها أبناؤهم كما أن الحكومة قدمت ولا تزال تقدم لهم كل التسهيلات والاحتياجات لأبناء اليهود , وهم يعيشون سوياً بوئام ومحبة مع باقي أبناء الوطن.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعربت على لسان المتحدث الرسمي لخارجيتها عن قلقها بشأن سلامة الجالية اليهودية في اليمن.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إسرائيل بدأت بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات الدولية, مشيرة إلى أنها تمكنت من الحديث مع إحدى نساء اليهود في اليمن بواسطة قريب لها يقيم في إسرائيل , وقالت تلك المرأة إنه يوم الجمعة قبل الماضي تلقوا رسائل من تنظيمات إسلاميه تخبرهم فيها بضرورة الخروج من منازلهم فورا والرحيل عنها وإلا فإنهم سيقتلونهم ويقتلون أولادهم وبناتهم فرحلوا عن منازلهم حيث يقيمون في فنادق بمدينة صعده في حماية الحكومة اليمنية.

من جانبه طالب كبير حاخامات يهود اليمن الحاخام يحي يعيش بن يحيى ، طالب إسرائيل بعدم التدخل في شئونهم ، مؤكداً أنهم من أبناء الشعب اليمني و"نعيش تحت راية دولة وحكومة اسمها اليمن ولا تعنينا إسرائيل وتصريحاتها في شيء لأنه لا علاقة لها بنا ولا علاقة لنا بها ولا يحق لها التدخل في شئوننا خاصة وأننا نعيش حياتنا الطبيعية وديانتنا بكل حرية في ظل رعاية الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتعامل معنا كما يتعامل مع باقي اليمنيين ولم نتعرض من قبل لأي مضايقات".

واستنكر الحاخام يعيش في تصريحات نشرها موقع وزارة الدفاع اليمنية تضخيم قضية يهود صعده على ذلك النحو وقال إذا كان يهود صعده قد تعرضوا لأي تهديد فبإمكان الحكومة وضع حل لهذه القضية وضبط من يقف وراء تهديدهم ولا داعي لإثارتها على ذلك النحو.

من جانبه قال يوسف مرحبي حاخام يهود محافظة صعده في تعليقه على تصريحات الخارجية الإسرائيلية : ليس لإسرائيل دخل بنا وعليها ألا تتدخل في شئوننا لأننا يمنيون ولا تعنينا تصريحات خارجيتها في شيء وعليها أن تتركنا.

وكان أنصار الحوثي "تنظيم الشباب المؤمن" قاموا الأسبوع الماضي بطرد (7) اسر يهودية تضم (45) فرداً من مساكنهم بمنطقة الحيد وغرير بآل سالم مديرية كتاف بمحافظة صعده بعد اتهامها بنشر الرذيلة في المنطقة.

وقال مصدر من اليهود اليمنيين النازحين إلى مدينة صعده أنهم تلقوا بلاغاً خطياً من أنصار الحوثي يطلب منهم الرحيل فوراً ، ويحذرهم من تجاهل هذا البلاغ الذي حددوه بـ10 أيام فقط وأنهم إن وجدوا واحدا منهم بالمنطقة بعد انقضاء المدة فإنهم سيندمون جميعاً.

وكانت الرسالة التي تلقاها اليهود من أنصار الحوثي "حصلت إيلاف على نسخة منها" أكدت أنه بعد المتابعة والمراقبة الدقيقة لتلك "العائلات" ظهر جلياً في الأيام الأخيرة قيامهم بأعمال تخدم الصهيونية التي تسعى جاهدة لإفساد الناس وتجريدهم عن مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم وبث الرذيلة .. وديننا الإسلامي يأمرنا بمحاربة المفسدين ونفيهم من الأرض ، وأكدت الرسالة على أن الإفساد هو دين اليهود وليس غريباً في حقهم فتاريخهم وحاضرهم يشهد بذلك.