هادي ..المشترك.. القبائل
بقلم/ حميد غالب العبيدي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 05 يونيو-حزيران 2013 08:34 م

منذ عشرين عاماً تقريباً أي حقبة ما بعد حرب 1994م وحتى اندلاع ثورة فبراير عام 2011م ونحن نسمع في الشارع اليمني في كل دقيقة وساعة في كل يوم وشهر أن إسم نائب رئيس الجمهورية هو( عبده ربه مركوز فاضي ) هكذا سمعناه وهكذا حفظناه وهكذا ردده الشعب ,ولكن على خجل واستحياء معتبرين ذلك الاسم أنه معيب في حق شخص بمقام نائب رئيس الجمهورية وانقسم الشارع تبعا لذلك ما بين مؤيد للنائب قبوله ذلك الاسم مبررهم في ذلك لا مانع من الانحناء حتى تمر العاصفة وبين منكر عليه معللين ذلك بعدم وجود فرق كبير بين رئيس الجمهورية ونائبه باعتبار أن الرئيس هو الرجل الأول على مستوى اليمن والنائب هو الرجل الثاني إضافة إلى أن الرئيس شمالي والنائب جنوبي والدولة دولة وحدة ولكن للأسف فقد تم ترجيح العمل بالخيار الأول حفاظا على استمرار النائب كنائب وهكذا ضل نائب رئيس الجمهورية طول تلك الفترة عاجز عن تقديم أي شيء لبناء وطنه وخدمة شعبه فبدل أن يحمل نائب رئيس الجمهورية هموم شعبه ووطنه ويسعى لحلها أصبح الشعب يحمل هم نفسه إضافة إلي هم نائبه وضل الشعب على هذه الحالة يتفاعل مع همه وغمه حتى نفد صبره عام 2011م مقررا الخروج في ثورته العارمة للإطاحة برئيسه علي صالح مصدر بؤسه ومآسيه وأوجاعه ومعاناته وفعلا أطاح الشعب برئيسه مخلصا نفسه ونائب الرئيس من عذاباهما ومحنهما،

وبفضل نجاح ثورة الشعب أصبح نائب الرئيس رئيسا للجمهورية اليمنية وأصبح هو الأول والأخير والنائب والرئيس وعليه عاد اسم فخامته من جديد إلى أوساط شعبه( عبده ربه منصور هادي ) بعد غياب دام ما يقارب العقدين من الزمن ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أصبحنا نسمع في الشارع كلاما جديداً عن الرئيس هادي محتواه أنه يتمتع بذكاء خارق وهدوء ماكر وطول نفس محير وأسلوب شفاف ساحر وأصبحنا نسمع عنه أيضا كناية عن دهائه وذكائه وهدوئه ومكره أنه يسحب التراب فضلا عن الفراش من تحت خصومه دون أن يتبادر إليهم أدنى شعور أو إدراك بذلك ونحن في الواقع لم نأخذ هذا الكلام بالتصديق الكامل لأول وهلة ولم نهمله تماما لكن ضللنا نرقب الوضع بدقة ومع مرور الأيام والشهور وتتابع الأحداث بدأنا ندرك حقا أن الرئيس هادي لم يصل إلى الرئاسة كما يقال في المثل بصلاة الفجر ودعاء الوالدين وحدهما بل وصل إليها أيضا بنضال ودهاء وذكاء وهدوء وحكمة وطول نفس محير وماكر فإذا ما عملنا مقارنة سريعة بين الرئيس السابق صالح وبين الرئيس الحالي هادي نجد أن الرئيس صالح كان يتعمد وبتخطيط دقيق إهلاك وتدمير كل الآخرين من حوله ولا يسمح لأحد بأن ينجو ولا يعطي لأحد مساحة أو فرصة للنجاة و دائما يسره إذلال و تدمير الآخرين ويغضبه تحررهم ونجاتهم بعكس الرئيس هادي فإنه لا يخطط لهلاك أحد ولا لنجاة أحد وإن رأى أحدا يغرق فإنه لن يساعده على النجاة وإن رآه ينجو فلن يعرقل نجاته أي أنه لا يحزنه هلاك الآخرين ولا يغضبه نجاحهم

فمن ينظر إلى اللقاء المشترك مثلا صاحب الأحزاب العريقة والجماهير الغفيرة والنضال الطويل وصاحب الفضل الأول في انطلاق ثورة الشعب السلمية ثورة ربيع 2011م والتي أطاحت بعلي صالح وعائلته من منصبه الحكم في ظل الرئيس هادي يجد أن المشترك يغرق أو يكاد ان يغرق ويغرق معه وزراؤه ومحافظوه وجماهيره وثورة شعبه بتآمر المتآمرين وخراب المخربين وكيد الكائدين والرئيس هادي يعي ويدرك ويسمع ويبصر دون أن يحرك ساكنا لمساعدته والأخذ بيده إلى طريق النجاة طريق الوفاء مع الشعب وثورته إن الشعب يعتبر الثورة والرئيس هادي والمشترك وكل الأحرار آماله الوحيدة وأوراقه الأخيرة التي مازال يتكأ عليها ويراهن بها والسؤال الذي يجب أن يطرح نفسه هنا ما موقف الشعب من الثورة والرئيس هادي والمشترك عندما تستمر معاناته الأمنية من اغتيالات وتقطعات وضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وقطع ألياف الإنترنت ؟ ما موقف الشعب من الثورة والرئيس هادي والمشترك إن استمرت معاناته في لقمة عيشه وحبة دوائه واحتياجاته وخدماته الضرورية والناتجة عن العبث بالاقتصاد الوطني؟

ما موقف الشعب من الثورة والرئيس هادي والمشترك عندما يسمع بعد ثورته المباركة عن قدوم جرعة جديدة تطرق أبوابه ؟وعندما يؤدي ملايين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات والمعاهد بمختلف تخصصاتهم اختباراتهم في ظل استمرار إنطفاء تام للكهرباء ؟

ما موقف الشعب من الثورة والرئيس هادي والمشترك عند استمرار الفساد في وزارات ومحافظات اللقاء المشترك على رأس سلطاتها يتربعون وعند استمرار اعتقال أحرار وشجعان الثورة في غياهيب السجون ؟

ما موقف الشعب من الثورة والرئيس هادي والمشترك ومعاناته مستمرة رغم ثورته ورئيسه الجديدة وحكومته ورغم هيكلة الجيش والحوار الوطني ؟

إن على الرئيس هادي أن لا يظل متفرج والثورة والشعب والمشترك وكل الوطنيين من حوله يغرقون عليه أن يقف إلى جوار من ينتصر للشعب وثورته ووحدته وآماله وطموحاته ويزجر ويردع كل ما عدا ذلك على الرئيس هادي أن يمد أيضا يده لمساعدة القبائل اليمنية والتي يتم التآمر عليها من قبل أعدائها وأعداء الشعب للانتقام منها ردا على مواقفها المشرفة مع الشعب و ثورته ووحدته تلك القبائل التي ينظر إليها اليمنيون بل وكل الشعوب العربية والإسلامية بكل مكوناتها القبلية على أنها وجه اليمن المشرق وأروع صوره الجمالية تلك القبائل التي يعتبرها اليمنيون ماضي الحضارة وحاضر الأصالة و درع الثورات ضد الظلم والقهر والفساد والاستبداد وكهف الملهوفين والجياع والمظلومين والمقهورين والمحرومين وحصن العدالة والنجدة والنصرة والوفاء وأوسمة الشجاعة والنضال والشرف و هامات العزة والكرامة ورمز القوة والوحدة هذه القبائل بهذه الأوصاف كلها بدأت تدمر نفسها بنفسها وتهلك ذاتها بذاتها لقد بدأت حصون وقلاع حضارتها وتأريخها وقيمها وأعرافها وتقاليدها العظيمة والفاضلة تقع و تزول وتنحط 

لقد خسرت القبائل اليمنية وخصوصا قبائل مأرب ونهم بضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وخطف بعض الوافدين إلى مناطقها كل شيء جميل علق في أذهان اليمنيين وغير اليمنيين عنها حيث بدأ الشعب اليمني يغير نظرته إليها وذلك عندما تحولت من راعية وحامية للفضيلة إلى راعية وحامية للرذيلة لقد أصبحت قبائل مأرب من وجهة نظر الشعب اليمني عبارة عن مجاميع من قطاع الطرق والمخربين والمتطفلين على حساب مصالح وخدمات ومقدرات الشعب ومجاميع من الجبناء والعاجزين عن مواجهة الأقوياء الذين فعلا سرقوهم في الماضي حقوقهم وسلبوهم مقدراتهم فعلى قبائل مأرب ألا ينقلبوا على الشعب وثورته فيتجهون بطرق خسيسة وجبانة للتمترس وراء ضرب مصالح وخدمات عموم الشعب فأين العقل والمنطق والواقع في هذا التصرف الأرعن الغير مسئول إن من ردود الفعل المضحكة والعجيبة والتي تدلل على غضب الشعب من قبائل مأرب أنك تجد كل اليمنيين اتجهوا هذه الأيام لقراءة سورة سبأ التي تتحدث عن أصحاب مأرب معلقين بقولهم لا غرابة في هذه التصرفات من قبل قبائل مأرب في عصرنا الحالي فهؤلاء هم أبناء لأجدادهم الذين جحدوا وكفروا بأنعم ربهم فأرسل الله عليهم سيل العرم عقابا لهم وعذابا.