آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

الفاشية تقرع الأجراس في حضرموت
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 06 مارس - آذار 2013 05:49 م

البارحة عاد إلى صنعاء وفد رفيع كان في مهمة رسمية صامتة في حضرموت. مدينة غيل باوزير المسالمة طردت 28 أسرة شمالية. مدن أخرى أحرقت مقرات حزب الإصلاح، بوصفه حزباً شمالياً. وصل الحال حد صب الزيت في جسد مواطن شمالي مسكين في طريق عام وإشعال النار فيه، وفقاً لروايات تناقلتها مواقع إخبارية جنوبية عديدة. تقول الملاحظات الأولية للوفد: كل ما كان مع المؤتمر الشعبي العام أصبح مع الحراك الجنوبي. أكثر من ذلك: أصبح يمثل الموجة الأكثر عنفاً في الحراك. بما في ذلك المجالس المحلية التي استقالت عن مهمته الوطنية، التمثيلية، وأصبحت تعمل كموجة متقدمة للكراهية والهدم الاجتماعي.
حضرموت جغرافيا كبيرة تركت للامعقول. داخل حضرموت صمت العقلاء، والشخصيات الاجتماعية الأكثر وزناً، وتحدث الناس الأكثر جنوناً. هناك مدن في حضرموت تعتبر، بالتعبير الاجتماعي: أنظمة مغلقة. الشحر، مثلاً. يمكنك تخيل المشهد كالتالي: كل فرد في الشحر يعرف بقية الأفراد. مع ذلك ينجح الطيران الأميركي في اقتناص بعض أفراد القاعدة الدخلاء على الشحر، أو من بعض أهاليها. كيف تسللوا إلى عمق هذا النظام الاجتماعي المغلق، حيث يعرف كل فرد بقية أفراد النظام؟ لماذا يتسامح السكان مع تنظيم القاعدة هناك؟ هل يدفع أفراد التنظيم رشوة اجتماعية ـ سياسية، مثل ترديد بعض الهتافات المناهضة للوجود الشمالي في حضرموت، مقابل الاندماج في النسيج الحضرمي؟ ما الذي يجري في حضرموت؟ لا أحد يريد أن يدري.
تنشط القاعدة في أماكن كثيرة في اليمن. في حضرموت تجد القاعدة لنفسها فراغاً كبيراً. في العلانية تعبر القاعدة عن نفسها كمكوّن جنوبي ضد الشمال. في الخفاء تمارس القاعدة هوايتها المفضلة: ضد الجميع. لماذا لا تثير القاعدة حساسية أهل حضرموت؟ لا أحد يريد أن يدري.
في حضرموت منح صالح لقب "بشير الخير". يروي تجار حضرموت أمرين متناقضين: يتمتعون بصداقة جيّدة مع صالح، ويعتقدون إن اليمن بيئة قاتلة للاستثمار. حتى أحمد علي صالح في حضرموت فقط يشار إليه بكنيته المحببة. النداء العالي في حضرموت الآن هو المناهض للوحدة أولاً، وللأحزاب الضامنة للوحدة، ثانياً. يُحتفى بالثورة اليمنية على نطاق ضيق للغاية. يتحدثون عن ظلم وقع على حضرموت، لكن لا يشيرون إلى مسؤولية نظام صالح عن الكارثة. إنه، أعني نظام صالح، يبدو في حضرموت كأنه كان صديق الجميع المغدور مثلهم. لا أحد يدري ما الذي يحدث.
الذين يعرفون لا يتحدثون. الذين لا يعلمون يتحدثون.في حضرموت تبدو الأمور على هذه الشاكلة. كنت أتحدث إلى مثقف حضرمي، وبعد أن سرد كل التناقضات صمت. ثم فجأة قال: بصراحة فقدنا البوصلة في حضرموت. ملاحظات الوفد الذي عاد إلى صنعاء تقول إن تجار المخدرات وكبار تجار السلاح مرتبطون بظواهر العنف بشكل أو آخر. يصعب تمييز حالة العنف التي تتشكل في حضرموت بحسبانه حراكاً سياسياً داخل القضية الجنوبية. في أغلب مظاهر العنف لا يمكن تمييز معنى سياسي أو قضية أخلاقية. هناك عنف يبنى على شكل طبقات، يختلط بمقولات نازوية أو فاشستية، وأحياناً دينية بلا مفهوم سياسي. حتى إنه يمكنك القول: إذا اختفى الشماليون من حضرموت فإن ظواهر "إزاحة العدوان" ستتجه إلى مواطني الضالع وأبين. دعونا نتذكر ظاهرة غريبة حدثت أيام الثورة:أحرقت خيام الثورة في مدينة المكلا. كان المهاجمون يطالبون بطرد المعتصمين من مدينتهم. قالوا إن حزب الإصلاح جلبهم من أماكن بعيدة مثل سيئون وحضرموت الوادي. بصرف النظر عن الزج بحزب الإصلاح في هذه الفوضى فالمشاهدة تقول إن عملية عنف، مشبوبة بالحرائق والرصاص، وجهت بصورة مباشرة إلى مواطنين من حضرموت الوادي وسيئون. الأمر لا يتعلق بالقضية الجنوبية، إذن. باعوم يفهم هذه الظاهرة لكنه يفضل استغلالها. هذه الظواهر العنيفة تمثل خطورة على حياة باعوم نفسه. فقد اعترف قبل أيام بأنه تعرض لمحاولة اغتيال من قبل جماعة متطرفة تتبع علي سالم البيض. قالت وسائل إعلامية جنوبية تواصلت مع مقربين منه إن الذين ألقي عليهم القبض اعترفوا بذلك. ثمة ظواهر عنف أفقية تحاصر الجميع.
صحيح إن غيل باوزير طردت 28 أسرة شمالية. لكن الصحيح أيضاً إن البيض الحضرمي يفكر أيضاً بطرد شرائح وطوائف حضرمية، باعوم مثالاً. حتى البيض لا يعرف ما الذي يجري، لقد انسحب في الدوامة وأصبح واحداً من ضحاياها. هناك فاشية تتأكد كل يوم، تقرع الأجراس في حضرموت، وتنادي بحرب الجميع ضد الجميع.