آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

قصص غير مروية بالكلمات.. للصورة حكاية
بقلم/ حافظ مراد
نشر منذ: 9 أشهر
الخميس 14 مارس - آذار 2024 10:27 م

في قلب الصحراء القاحلة، حيث تتلاطم رياح التغيير والصراع، والافق يمتزح بلون السماء، تكمن قصص لا تعد ولا تحصى عن الأمل والخيبة، الحياة والموت، قصص لا تروى بكلمات بل بصورة، فإحدى هذه القصص تروي حال هكيل مقاتل حوثي مدفون أجزاء منه بين أحضان الرمال، بعد ان غادر دياره، مغررا به، طمعا في فرصة عمل مربحة، مدفوعًا بوعود براقة وأحلام بعيدة المنال، غير مدرك للمصير الذي ينتظره في الصفحات المظلمة من كتاب الحرب.

 

تعهدت له مليشيا الحوثي الارهابية، بفرصة عمل مغرية كرجل أمن لإحدى المنشآت في مأرب، المدينة الغنية بالنفط والتي تشكل محورًا مهمًا في المعركة، ومعقلا للأمل بالنسبة للكثير من اليمنيين، غير أن الواقع الذي اصطدم به المقاتل الحوثي كان أبعد ما يكون عن الأحلام التي زرعت في ذهنه فقد تحولت بالنسبة لاسرته إلى مسرح للأحلام المكسورة، والوعود الزائفة.

 

صحراء مأرب، بقاحليتها وقساوتها، شهدت اللحظات الأخيرة لهذا المقاتل وآلاف آخرين مثله، الذين اجتذبتهم وعود المليشيات الزائفة، وتُظهر الصور المتداولة مأساة إنسانية، حيث تركت المليشيا أجساد العديد من مقاتليها لتكون فريسة للعراء، بعد أن قُتلوا على أيدي أبطال الجيش الجمهوري الذي يحارب لاستعادة الجمهورية وإنهاء الانقلاب الحوثي، فهذه القصة، بكل تفاصيلها المؤلمة، تعد تذكيرًا قويًا بالثمن الباهظ للحروب والصراعات، وتسلط الضوء على مأساة الأفراد الذين يجدون أنفسهم متورطين في معركة ليست معركتهم، مغرر بهم بوعود كاذبة وأحلام وهمية، فالمقاتل الحوثي، الذي طمح لحياة أفضل، لم يجد في نهاية مسيرته سوى الخذلان والنهاية المأساوية.

 

وعدته المليشيا الحوثية بالانتصار والغنيمة، لكنه وجد نفسه محاصرًا في واقع مرير حيث الانتصارات المُعلنة من قبل مليشيا الحوثي لا تتجاوز وسائل إعلامها، فالصحراء التي لا تعرف الرحمة، آخذة اياه وأمثاله في أحضانها القاسية، وابتلعت أحلامهم وبددت وعودًا لم يكن لها أساس من الصحة، فيُظهر هذا المشهد القاتم جانبًا من الحرب في اليمن يغيب عن العديد من الروايات، فالحرب ليست مجرد تحركات عسكرية واستراتيجيات، إنها أيضا قصص أشخاص اجتذبتهم الوعود والأحلام بحياة أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم في متاهة من الخداع والاستغلال الحوثي البغيض.

 

يعتبر هذا المقاتل، وأمثاله من المغرر بهم، ضحايا لا للحرب فحسب بل للأيديولوجيا والوعود الكاذبة التي تُغذي النزاعات، وتظل صورته، المدفونة جزئيًا بين الرمال، شاهدًا صامتًا على الثمن البشري للحروب والصراعات، مذكّرة كل من يراها بأن خلف كل سلاح وكل شعار سياسي، هناك قصص إنسانية معقدة وأحلام مدفونة تحت الرمال، فمثل قصة هذا المقاتل المغرر به، تعكس الحاجة الماسة إلى إنهاء الانقلاب الحوثي بصورة عاجلة، من أجل تحقيق سلام دائم، فلليمنيين الحق في الحياة والأمان والسعي نحو مستقبل أفضل، بعيدًا عن آلة الحرب التي تدمر الأحلام وتهدر الأرواح.