رونالدو يقود النصر السعودي لاكتساح الوصل الإماراتي الصين تعلن الرد على امويكا وتفرض رسوم جمركية لمواجهة تحركات ترمب احمد الشرع يكشف عن ثاني دولة في محطاته الخارجية بعد السعودية مشروع مسام ينتزع 732 لغمًا في اليمن خلال 7 أيام لأكثر من 100 عام.. إنتاج الملح يواصل دعم اقتصاد عدن الحوثيون يحذرون ترامب من أي إجراءات عقابية مكاتب الأمم المتحدة باليمن ترفض دعوات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتتمسك بالعمل تحت وصاية المليشيات الحوثية اليمن يترأس إجتماعاً طارئاً لمجلس جامعة الدول العربية بطلب من الأردن الجيش السوداني يحقق انتصارات جديدة ويتقدم جنوب الخرطوم قوات الدعم السريع تغتال عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الفاشر و13 آخرين
يوم الأحد الماضي نفذ حكم الإعدام بالسجين علي سالم موسى بعد أكثر من 41سنة, والرجل صار مختلاً عقليا،وغير مدرك لما حوله , بما فيه عقوبة الموت ,الشيء الوحيد الذي كان يحسبه ويعيه هو فترة سجنه الطويلة,طلبه كان بسيطا جدا: “أبي أروح”.
“روح” علي موسى إلى القبر. الإعدام أسهل من ألأنصاف في نظامنا القضائي, وربما يعد إعدام سجين بعد 41 سنه سجن انجازاً ولو لم يكن ضمن أي برنامج انتخابي ,وقد يعتبر أصلاحا للقضاء اليمني .
كان موسى غرضاً بشرياً مهملا في السجن المركزي بصنعاء, شأنه شأن آخرين. ولما نشرت حكايته, فإن بالسلطة القضائية المستفزة من مجرد الأشاره إلى أخطائها وعدم استقلالها لم تستفز,للتوضيح أو للإنصاف ومعالجة الأمر, لا محكمه عليا ولا وزير عدل أو نائب عام اهتموا بمعرفة سبب بقائه كل هذه المدة, ومن يتحمل المسؤولية, لماذا أهمل عقوداً ولم يؤيد الاستئناف الحكم ضده إلا قٌبل حوالي عامين!
مبرر ضياع الملف ليس وجيها يستحق الدفاع عنه كما أن الإسراع بالتنفيذ بعدما صار حاله يشار اليها للدلاله على أختلال القضاء , لا يغطي فضيحة إهمال القضاء لـ”موسى” 41 عاما بالسجن.
ما الذي يحدث؟ هل تعذيب إنسان وتدمير حواسه طوال أربعه عقود لاتعني شيئا؟.
علي سالم موسى ذلك الرجل الوديع مثل بوابة أمل للإنصاف والعداله لدى سجناء آخرين, لعلهم اليوم اكثر شعورا بخيبة الأمل والأكثر حزنا عليه, وأنا شريكهم في الحزن والألم وخيبة الأمل.
عفوا علي موسى لأنك لم تجد ضميراً حياً يقوى على إنصافك.
عفوا لأن القاضي الهتار لم يسأل عن أربعه عقود من عمرك عندما حكم عليك قبل عامين ,عفو لأن المحكمه العليا لم تلتفت لطول مدة سجنك. عفواً لأن رئيس الجمهوريه صادق على تنفيذ الحكم دون التمعن في تاريخ القضيه!
عفوا علي موسى لأن المرة الوحيدة التي سمح لك باصطحاب “بطانيتك” كانت إلى ميدان الأعدام.
عندما قلتلك إنك لن تعدم بعد نشر قضيتك ,لم أكن أستند إلى قوة أملكها أوبيد الصحافة ومنظمات المجتمع المدني ولكن إلى حسن بوجود بقايا حيا ,أو خجل أو ضمير حي هنا أوهناك , بقية شعور ما بمواصفات “رجل دولة” ليس شعور موضفين, عفوا لأنه لم يكن لدي سوى وهم ,, وهم وسذاجه لا أكثر ,وما أنا إلا واحد من المقهورين أمثالك وما أكثرهم في ربوع بلادنا داخل وخارج السجن.
صدقني ياصديقي, تحدثت عنك أمام الكثيرين, من الأحزاب والنواب والمسؤولين ,تحدثت مع النائب ياسر العواضي ونبيل الباشا ,ومع وزير العدل الذي سجل اسمك وسأل النائب العام وعلم أن ملفك كان ضائعا. كنت أتمنى إنصافك حتى لو لم يعتذر القضاء منك أو يعوضك احد عن سني السجن كنت سأعتبر ذلك خطوه إيجابيه ودليل عافية ,لكن عفوا لأن إنصافك لم يكن من أولوياتهم ,ربما لايهمك الآن أن تعرف, أنك معروف لدى الصحفيين, ومنهم من يعتبر نفسه صديقك وهو اليوم حزين من اجلك ,نعزي بعضنا ,وحزينين من أجلك.
لاستطيع الجزم أن الهمة والاستعجال في إعدام موسى سترافقها همه أخرى مثلا في الإفراج عن السجين الزيادي وابنه اللذين مازالا في السجن بعد13 عاما و حكمي برأءة. وهل يستعجلون اطلاق سراح المعتقلين رغم توجيهات الرئيس ورئيسي النواب والوزراء وكل الوعود ألرسميه لزوجات وعائلات المعتقلين ؟, او الالتفات لقضية الأثيوبي” دسته” المسجون 8سنوات رغم إلغاء المحكمة العليا للحكم. لاأستطيع_ليس لأن القمع والإعتقال صارا انجازا رسميا سافراً، بل لأنك بددت الوهم عنا, بقدر ماطهرتك 41سنه وسته اشهر سجن وكشفت أن فقدان العدل والقانون والقضاء المستقل والنزيه في أي وطن يجعلها أشبه بقطار مخطوف لايعرف نهاية السكه
----
نقلا عن صحيفة النداء