كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية صحيفة عبرية: ''إسرائيل كانت تتواصل مع بشار الأسد عبر واتساب'' بمشاركة دولية.. الإخوان المسلمون يقيمون مجلس عزاء الأستاذ يوسف ندا
أثارت المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفتا "الوطن" و"الجزيرة" السعوديتان مع الرئيس علي عبد الله صالح قضية السياج الفاصل بين اليمن والحجاز, فخرجت الصحف اليمنية مباهية برد الرئيس الحاد المنفعل الذي نفى فيه يهودية اليمن حتى تبني السعودية سياجا بينه وبينهم, والغريب أن السياج قائم رغم انفعال الرئيس كما أشار شاهد عاد من مشارف الحدود المصطنعة قبل بضعة أيام, فقد استنكر عضو مجلس النواب المقطري إقامة الشقيقة الكبرى للسياج أثناء حضوره الفعالية التي أقامتها المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات في يوم الخميس الأول من شهرنا أبريل للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على ذمة حرب صعدة.
وأنا هنا لا أؤيد انفعال الرئيس ولا استنكار المقطري خاصة وقد سمع المقطري من قاطعه قائلا:"للمالك في ملكه ما يشاء", فهذا المبدأ الشرعي لا خلاف عليه ومنه نجد أن ليس من حق الرئيس أن ينفعل أو يعترض على إقامة السياج الذي قام أو سيقام طبقا لاتفاقية وقعها هو, ولا من حق المقطري أن يستنكر طالما أن السياج تم بناءً على اتفاقية صادق عليها مجلس النواب الذي المقطري حاليا عضوا فيه. فمثل هؤلاء يجب أن يصمتوا لأنهم من صادق على الاتفاقية ومن نفذها, والمثل اليمني يقول: "من باع وهو جالس ما قام وله....". فالمعترضون على السياج كان عليهم أولا أن يعترضوا على اتفاقية الحدود أما بعد فعلتهم تلك فليس من حقهم أن ينبسوا بعدها بكلمة واحدة, "فللمالك في ملكه ما يشاء".
والأغرب أن وسائل الإعلام الرسمية التي طبلت وزمرت يوم توقيع معاهدة الحدود تطبل اليوم وتزمر لمن يعترض على إقامة السياج, أليس في ذلك مفارقات عجيبة ومزايدة بمواقف متناقضة ضللت حتى على عضو مجلس النواب الذي يفترض أن لا يقع في هذه الهفوة التي تغطي الضرط بالحنحنة, والحقيقة أن مثل هؤلاء المزايدون المضللون قد أظهروا جهلا منقطع النظير باعتراضهم على السياج بحجة واهية, وهي أنهم ليسوا يهودا, وكأن السياج لا يجب أن يتم إلا بين يهودي ومسلم, متناسيين أنهم قد كرروا علينا المن في ذات يوم بأنهم قد سوروا اليمن باتفاقيات الحدود, فكيف يعترضون على التسوير الذي باهوا به؟!
فإذا كان لا بد من الاعتراض وهو كذلك فليكن من المعترضين على معاهدة الحدود الذين لم يشاركوا في المصادقة عليها ولا في تنفيذها من باب أن الاتفاقية لم تلتزم بالحدود اليمنية التاريخية التي حددها رسول الله؟ لا تستغربوا فحدود اليمن الشمالية وضع علاماتها رسول الله بحق وحقيقة.
ولتتأكدوا عليكم أن تراجعوا السيرة النبوية التي نقلت إلينا المرافعة التي تمت بين ممثل قبيلة مراد اليمنية وممثل قبيلة ثقيف الحجازية والتي بموجبها وضع رسول الله علامات الحدود بين اليمن والحجاز, فهل بعد حكم رسول الله من حكم؟.
فإذا كانت الحدود الدولية بين دول العالم لم تستقر إلا بعد شد وجذب ووضع علاماتها لم يتم بنص إلهي ولا بحكم نبوي ولا بقانون دولي بل كل وضع قدمه في الأرض التي وصل إليها ذراعه القوي, فإن حدود اليمن الشمالية مع الحجاز حددها رسول الهدى وحدودها الجنوبية حددها خالق الأرض بالبحر, فقد شاءت الصدف أن يتم الاختلاف عل الحدود الشمالية في زمن محمد بن عبد الله ويتم الترافع حولها أمامه حيث مثل قبيلة مراد اليمنية ظبيان بن كدادة المرادي, ومثل قبيلة ثقيف الحجازية الأسود بن مسعود بن مغيث الثقفي, لم ينكر الرسول ملكية مراد للطائف التي ادعى فيها ممثل اليمن, لكنه وجد قبيلة ثقيف مقيمة بها بعد أن تزحزحت عنها مراد فحكم بها لثقيف مرسيا سياسة الأمر الواقع المحدد نقطة الصفر له بالزمن الذي ظهر فيه الإسلام بعد أن مهد لذلك بحديث طويل أشار فيه أن نعيم الدنيا أقل وأصغر من خربصيصة, حتى قال: {فمن أدركه الإسلام وفي يده خراب أو عمران فهو له}, وقضى بها لثقيف وقنع ظبيان بن كدادة بما دون الطائف.
هذا الحكم النبوي يعني أن أرض وادي الطائف (وَجَّ) لثقيف وما هو من مشارف جنوب مدينة الطائف مباشرة هو لمراد, ونحن في الوقت الحاضر متمسكون بحكم رسول الله فلا يمكن أن يتم نقضه لا باتفاقية ولا بتنازل ولا حتى ببيع, ومن هذا المبدأ اعترضنا على الاتفاقية التي وقع عليها علي عبد الله صالح بعد أن صادق عليها مجلس المقطري الذي وقع في تضليل وسائل الإعلام, وبالتالي اعترضنا على السياج, ليس لأننا غير يهود وليس لأنه لا يحق للسعودية أن تسور أرضها, بل لأن السياج مخالف لحكم رسول الله الذي استمر العمل به من تاريخه مرورا بعصر الخلفاء وعصور الأمويين والعباسيين والدويلات اليمنية المتعاقبة إلى زمن التواجد العثماني الأول فالثاني إلى يونيو 2000 الذي وقعت فيه معاهدة الحدود المخالفة لحكم رسول الله القائل {فمن أدركه الإسلام وفي يده خراب أو عمران فهو له} ولم يقل من أدركه حكم علي عبد الله صالح وتحت يده نجران وجيزان وعسير فهي له.
بقي القول إنه كان بودي الكتابة عن موضوع الفعالية المتعلقة باعتقال غير شرعي لفتية اليمن لكن كلام النائب المقطري أجبرني على الكتابة حول التضليل الذي وقع به هو وكثير من أبناء اليمن, فلم أستطيع الإفلات منه, وهكذا هو الكلام يولد بعضه بعضا.
abodhma@maktoob.com