الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً 300مليار.. إدارة سوريا الجديدة تعد مذكرة تعويضات ضد إيران إسرائيل تعترض صاروخاً… والحوثي يهدد مجدداً
في العام 2004 بدأ ظهور حركة الحوثيين في اليمن وتركزت هذه الحركة في مدينة «صعدة»، ومنذ ذلك التاريخ بدأ هؤلاء حربا ضد الحكومة اليمنية تهدأ أحيانا وتثور أحيانا أخرى ولاتزال هذه الحرب دائرة بين الحكومة اليمنية وبين الحوثيين.
اللافت للنظر أن الحوثيين لم يقدموا أي مطالب جدية لحكومتهم تكون تلك الحروب مبررا لعدم الاستجابة لها.
ومعروف أنهم تقدموا بطلب إنشاء جامعة في صعدة، وكذلك حزب يكون ناطقا باسمهم، بالإضافة إلى اعتماد المذهب الزيدي بصورة رسمية في اليمن إلى جانب المذهب الشافعي...
الحكومة اليمنية لم تتردد في الموافقة على المطلب الأول والثاني وطلبت منهم التقدم لجهات الاختصاص لإكمال مطلبهم، أما الثالث فمعروف أن اليمن تؤمن بالمذهب الزيدي وعلى أوسع نطاق، بل ان الرئيس اليمني زيدي المذهب ومثله معظم المسئولين في الدولة، كما أن هذا المذهب منتشر في الكثير من المحافظات اليمنية ما عدا مناطق الجنوب التي يغلب المذهب الشافعي على أفرادها.
ومعروف كذلك، وعلى مدى تاريخ اليمن أنه لم يكن هناك صراع - ولا أقل من ذلك - بين أتباع المذهبين في اليمن، ولا أشك أن الحوثيين يعرفون ذلك، فلماذا إذن يتحدثون عن هذه القضية التي لا وجود لها؟
وكما قلت فإن مطالب الحوثيين لم تلق اعتراضا من الحكومة اليمنية فلماذا إذن هذه الحرب التي استمرت لست سنوات - ولاتزال - وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من الجانبين؟!
ثم لماذا لم يتوقف الحوثيون عند حدود بلادهم فاتجهوا شمالا إلى الحدود السعودية ليفتحوا جبهة جديدة مع دولة قوية يعرفون عجزهم حيالها فوق أنهم عاجزون عن مقاومة جيش بلادهم؟!
في ظني أن الحوثيين لا يملكون مشروعا سياسيا ولا دينيا وإنما هم مجموعة من الأشخاص قيل إنهم في حدود الألفين يبحثون عن المال والشهرة ولا يهمهم إن مات المئات في سبيل ذلك بشرط أن يبقى المال متدفقا بين أيديهم.
ولكن كيف يستمر هذا المال دون شروط يمليها من يعطي هذا المال، فلا أحد يعطي شيئا دون مقابل!
وزير الخارجية اليمني قال في تصريح لقناة «الجزيرة»: إن الحوثيين يتلقون دعما ماليا من بعض فئات المجتمع في إيران والسعودية والبحرين والكويت والعراق، وإن هذا الدعم هو الذي أعطاهم القدرة على الحرب كل هذه المدة.
مرة أخرى: ماذا يريد هؤلاء الداعمون على فرضية دقة تصريح الوزير؟ ثم ماذا يستطيع أن يقدم لهم الحوثيون؟
أعتقد أن دور الحوثيين يكمن في محاولة تفجير الوضع الداخلي في اليمن، وإضعاف دور الدولة وسلطتها، وهذا سيؤدي - لو حصل - إلى تمكين الفرق المناوئة لليمن وللسعودية لممارسة التخريب والتدمير لصالح بعض القوى في المنطقة.
ومع معرفتي بالفارق الكبير بين عقيدة أتباع القاعدة وأتباع الحوثيين إلا أن هناك هدفا قد يجمع بينهما رغم كل ذلك الاختلاف الفكري والعقيدي وهو محاولات الإفساد في كلٍّ من اليمن والسعودية ولكل جهة أهدافها الخاصة.
وانطلاقا من تلك الأهداف جاء تسلل بعض الحوثيين إلى جبل «دخان» في جزئه السعودي واستلؤهما عليه في عملية لم تكن متوقعة، محاولين جرّ السعودية لعمل عسكري داخل الحدود اليمنية لكي يثور اليمنيون وتكبر الأزمة وتسوء العلاقة بين البلدين، وهذا كله - بزعمهم - سيجعل ظروفهم أكثر حسنا وأمنا وسيمكنهم من ممارسة أعمالهم التخريبية في البلدين.لكن كلّ ذلك باء بالفشل؛ فالسعودية تربطها علاقة مميزة مع اليمن، كما أنها ليست بصدد القتال داخل الحدود اليمنية لأنها تدرك أن مشكلة الحوثيين من اختصاص الحكومة اليمنية وحدها، كما أن طرد المتسللين من أراضيها لا يشكل أي عبء على قواتها المدربة والمسلحة، وهذا ما حصل فعلا، حيث تم أسر العشرات من الحوثيين وطرد الباقين خارج الحدود السعودية.
وهنا لابد أن أشير إلى أن حرب العصابات ليست مسألة سهلة لاسيما في الأماكن الجبلية الوعرة كما هو الحال في جبال صعدة والأماكن القريبة منها.
ولعلي هنا، أذكّر القارئ الكريم أن حكومة سيرلانكا قضت نحو ثلاثين عاما في حربها ضد المتمردين التاميل بسبب صعوبة التضاريس، وهذا السبب نفسه هو الذي جعل الحكومة اليمنية تتأخر كثيرا في القضاء على الحوثيين.
على أية حال، أجزم أن كل الذين تسللوا إلى السعودية هم الخاسرون، وأجزم أنهم أخطأوا الطريق، وأن كل الذين يقفون إلى جانبهم خاسرون.
ومن واجب الحكومة اليمنية أن تقوم بدورها تجاه هؤلاء بأي شكل كان فهي أعرف بهم من غيرها، وهذا دورها أولا وأخيرا.
*الوسيط- البحرينية