لقاء الأدياك ... وصراع السلطة
بقلم/ عصام محمد الخالد
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
الأحد 06 يناير-كانون الثاني 2013 09:11 م

أنا لست متخصصا في القضايا السياسية ولست من المتابعين لتحركات وتطورات الإتجاة الحراكي أو الباحثين عن الانفصال أو فك الارتباط أو كيف ما يسمونه ؛ ولكني مثل أي متابع ومهتم بشؤون بلاده ومستقبل ومصير الوحدة الذي تم بذل الغالي والرخيص من أجل تحقيقها بغض النظر عن ما صاحبها من إختلالات والسمو بها كمنجز يجب الحفاظ عليه .

من متابعتي للتحركات الحثيثة من الأخوة في الخارج ( المعارضة ) واللقاءات التي أنا اسميها مشبوهة ما تناولته أخيرا وسائل الإعلام من لقاء جمع الرئيسين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض في بيروت والضجة الإعلامية

المصاحبة له وكأنه أول لقاء لهم أو اجتماع أو قمة جنوبية خالصة مع أنهم حقيقة الأمر يلتقون بشكل دائم خاصة في القاهرة ويقومون بتوزيع المهام والواجبات بين أتباعهم في المهجر و تصدير تلك الأوامر للداخل لتنفيذها

هذا اللقاء وبشكل لا أرادي جعلني أتذكر حديث الأستاذ عمر الجفري مع قناة اليمن اليوم والذي قال بأن ما يحدث في الخارج هو صراع بين طرفين ومنها أيضا اعتبار ذلك إعادة لإنعاش المكتب السياسي .

ومن الملاحظ بأن تلك اللقاءات تخدم مصالح شخصية أو تحقيق مكاسب فردية لمجموعة أشخاص عاشت على مص دماء خيرات البلد وعلى حساب الناس . مصالح كنت أتمنى أن تقدم حتى شيء بسيط للوطن في أطار وحدة البلد أرضا وشعبا كتكفير عن ذنوبهم تجاه بلدهم ورد اعتبار لكل من ذهبوا ضحية الصراع السياسي في مراحل تشطره.

فصائل الحراك داخل البلاد وأن كثرت وتعددت وكم قال الجفري عدم وجود هوية تجمعهم وكأن كل فصيل له هدف خاص يسعى لتحقيقه إلا أنهم قرروا عدم الاشتراك في الحوار واعتباره لا يعنيهم وكان في أيديهم قرار مصير ملايين الأخوة في تلك المحافظات متناسين بأن الوحدة قد تغلغلت في كل بيت يمني فأصبح أبن الشمال أب وخال وعم لأبناء الجنوب بفضل الزواج الذي جمع أبناء تلك المحافظات من الشمال والعكس فإذا فصلوا الأرض فكيف يمكن فصل البشر.

أفيقوا أيها الأخوة وأدخلوا الحوار واطرحوا ما بدأ لكم بدون شروط مسبقة ويكتب الله ما يشاء لليمن .

ولا تتحكموا بمصير المساكين الذين لا يملكون المال لإيصال أصواتهم إلى العالم ويكفيكم المال المشبوه الذي تدنسون به أقدس وأهم إنجاز يسعى العالم لتحقيقه لديهم ( الوحدة ). ولنترك مجال لأصوات العقل من أبناء الجزء الجنوبي من اليمن لقول كلمتهم وترك وصاية الخارج والداخل عليهم والحديث عن مستقبل بلد بين أيدي من لهم سوابق فيه من أبنائه ومازالت جراحهم مفتوحة إلى اليوم.

وبين هذا وذاك من العجيب أن نرى رعاة المبادرة الخليجية يلتقون بدعاة الانفصال وفي العاصمة الرياض وبحضور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون ويأتي لقاء بعدها في مسقط والذي طرح فيه أيضا للأسف موضوع استقلال إقليم حضرموت وبرغم من الأحاديث التي قالت بأن الزياني فوجئ بهذه الطلبات فكنا نتوقع أن يتم الإعلان عن رفض لتلك الأطروحات المخالفة للمبادرة الخليجية . ولكن وفي كل الأحوال ما يحدث يؤكد بأن الانتصار للوطن لا يكون إلا من الداخل وبأيدي أبنائه .

وصدق رسوا الله صلى الله عليه وعلى أهله وسلم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) صدق رسول الله