من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود تحركا مع العراق لبحث التداعيات في سوريا عاجل تكريم شرطة حراسة المنشآت في عدد من المكاتب والمؤسسات بمأرب احتفاء بيوم الشرطة العربي مجلس الأمن الدولي بإجماع كافة أعضائه الـ15 يتبنى قرارا بخصوص سوريا تحركان عسكريان أحدهما ينتظر الحوثيين في اليمن وسيلحق بهم عواقب وخيمة وطهران لن تستمر في دعمهم منتخب اليمن يخوض خليجي 26 بآمال جديدة تحت قيادة جديدة اليمن تشارك في مؤتمر احياء الذكرى السبعين للمساعدات الإنمائية الرسمية اليابانية المجلس الرئاسي في اليمن ينتظر دعما دوليا دعما لخطة الانقاذ وبشكل عاجل دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
" استمر انتشار التعذيب وغيره من دروب المعاملة السيئة في عدة بلدان فى المنطقة ، بما في ذلك الأردن وإيران والجزائر والعراق ومصر ، ووردت أنباء مثل هذه الأنتهاكات أيضا من تونس وسوريا والكويت وليبيا والمغرب والمملكة العربية السعودية واليمن " هكذا العالم العربي من شرقه إلي غربة ومن شماله إلي جنوبه وفق التقرير السنوي الجديد لمنظمة العفو الدولية تعذيب وسوء معاملة وقهر للأنسان العربي فى كل مكان .
ثلاثة أيام قضيتها أدرس وضع الأنسان العربي وحقوقه الضائعة من خلال التقرير السنوي الجديد لمنظمة العفو الدولية الذي صدر يوم الأربعاء الماضي 23 مايو والذي يقع فى أكثر من ثلاثمائة صفحة ، وأجريت مقارنة بسيطة بين تقرير العام الماضي وتقرير هذا العام فوجدت الأوضاع المحزنة للأنسان العربي تسير من سيء إلي أسوأ ، باستثناء تحسن نسبي بسيط فى بعض الدول فإن معظم الدول تسير إلي الأسوأ ، وكأنها أنظمة احتلال تذيق شعوبها الهوان ، وليست أنظمة وطنية ينتمي حكامها وحكوماتها إلي تراب هذه الأوطان ، حينما تتحدث المنظمة عن تحول بعض الأقطار مثل مصر إلي " مركز دولي للتعذيب " حيث تمارس سلطات الأمن هناك وفق حالات موثقة التحقيق والتعذيب نيابة عن دول أخري فى إطار ما يسمي بـ " التعذيب بالوكالة " ، وحينما يتحدث التقرير عن عدم استقلال القضاء فى معظم الدول العربية ، والأعتقالات التعسفية ، والقتل تحت التعذيب ، وقتل المتظاهرين فى الشوارع ومنعهم من حق التظاهر ، واعتقال وإهانة العشرات من الصحفيين والتضييق علي حرية التعبير والنقد ، وقمع النساء وحقوقهن التى كانت من آخر وصايا نبي الأمة إليها ، " واستوصوا بالنساء خيرا " .
أما ذريعة " الحرب علي الأرهاب " فقد أخذتها معظم الحكومات تكئة لكي تمارس الأرهاب علي شعوبها دون قيد أو شرط ، حتى سنت معظم الدول العربية ما يسمي بقوانين " مكافحة الأرهاب " والتى هي أسوأ عشرات المرات من قوانين الطواريء التى كانت ترزح تحتها كثير من الشعوب منذ عشرات السنين وقد أصبح كل شيء للأنسان العربي منتهكا فى ظل هذه القوانين الجديدة وقد عبرت عنها إيرين خان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية فى مقدمة التقرير حيث قالت : " إن سياسات الخوف تمثل الوقود لانتشار انتهاكات حقوق الأنسان حيث لا توجد قدسية لأي حق ولا أمن لأي شخص " هكذا بمنتهي السهولة لم يعد للأنسان العربي من خلال ممارسات كثير من الأنظمة قدسية فى أي حق ولا أي شعور بالأمن ، وإذا كانت أكبر نعمتان من الله بهما علي الأنسان وهما نعمة الرزق والأمن قد سلبتها من الأنسان أنظمة مستبدة كارهة لكل قيمة إنسانية ، فإن حقوق الأنسان ليست علي وشك الأنهيار كما أشار تقرير منظمة العفو الدولية وإنما انهارت بالفعل ، في ظل ماوصفه التقرير بـ " السياسات القصيرة النظر والمثيرة للخوف والداعية للفرقة " حيث " تقوض الحكومات من خلالها سيادة القانون وحقوق الأنسان وتغذي العنصرية ورهاب الأجانب وتقسم المجتمعات وتكرس عدم المساواة وتزرع بذور مزيد من العنف والصراع " ما الذي بقي للأنسان العربي وحقوقه بعد كل ما يمارس معه ؟
لقد أصبح الأنسان يصاب بالصدمة من عدم وجود أي انتماء لدي كثير من الشباب الجادين فى الأمة ، حيث أن كثيرين منهم يفكر في الهجرة حيث يجد قيمة لنفسه ولعلمه ولآدميته فى بلاد الغرب التى هي نفسها متورطة مع كثير من الأنظمة المستبدة فى ترويج الظلم والأستبداد ثم تلتقط العلماء والمبدعين فى بلادنا لتقيم عليهم تقدمها وازدهارها ، والأمر للأسف لم يعد يقف عند حد الشباب بل إن الأحباط بدأ يتسرب من خلال تلك الممارسات التى تمارسها الانظمة المستبدة إلي الجميع ، وقد أكد تقرير منظمة العفو الدولية أن " سياسة الخوف " التى تمارسها الأنظمة أو التخويف أثرت بشكل واضح علي حقوق الأنسان ، والأمر الأكثر إثارة هو أن الأنظمة المستبدة لم تعد تضع أي قيمة لانتقادات أو ضغوط أو محاسبة في ظل أن كثير من الدول العربية التى تنتهك حقوق الأنسان علي أعلي المستويات قد انضمت لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الأنسان ..... أما يمثل هذا بالفعل قمة السخرية و الأنهيار لحقوق الأنسان العربي ؟