تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب
إلى المناضلين المضحين في المعركة الوطنية:
ما تشاهدونه وتسمعونه هي ارتدادات الحمم المتناثرة عن بركانكم الهادر الذي أربك الخصم وأفقده توازنه، لقد خرج المارد من القمقم منذ اتخذتم موقفكم الشجاع في خوض هذه المعركة المنحازة للوطن والجمهورية والكرامة الإنسانية، ثم ما كان خروج المارد الاقتصادي إلا ليكشف عورات الكثيرين ويزيح الستار مرة أخرى عن ضعف عدو الجمهورية والوطن، العدو الذي لم يستطع أن يحقق بقوته أي إنجاز طوال مسيرة معاركه بالوكالة؛ بل بقوة الخارج وتدخلاته وموازناته التي تضع مصالح الشعوب في ذيل قائمة اهتماماتها.
هذه الضوضاء التي ترافق هذه المرحلة هي استحقاق طبيعي لأي مسيرة نضال راسخة، فلا ينبغي اليأس معها ولا فتور العزائم ولا الحياد عن الأهداف والغايات التي ستصل منتهاها بعز عزيز أو بذل ذليل.
أيها الأحرار: وطّنوا أنفسكم على ما وطن عليه الأحرار الأوائل أنفسهم في ذات معركة الكرامة الإنسانية والنظام الجمهوري الراشد قبل أكثر من ستة عقود، فحين حاصرت فلول إمامة حميد الدين مدينة صنعاء كانت ثرية بذهب الخارج وسلاحه ودعمه، لكنها كانت مفتقرة إلى عدالة القضية ومشروعية البقاء والقبول، فلم تصمد أمام إرادة ثلة من اليمنيين المتسلحين بعدالة القضية والتحرك، ومشروعية الفعل والبقاء، وبإرادة الشعب التي لا قاهر لها من دون الله. وإن ما يحدث اليوم من جلبة خيل الشيطان ورَجله ليست إلا بعضاً من الشواهد الحية على أنكم تقفون في الجانب الصحيح من التاريخ، وأنكم تسيرون نحو النصر المحتوم إن شاء الله.
وإلى القيادة في الشرعية:
إن مشروعية أي نظام سياسي مرهونة بمدى رضا الجمهور عنه، فلا يغرنكم وهم الانحياز لغير شعبكم أنه سيوصلكم إلى برٍّ آمن، فكل زعامات شعوب العالم وقادة معاركهم لم تخلّد أسماءها في سفر الشرف إلا بالارتكاز على الشعب والانحياز لقضاياه وتطلعات أبنائه واحترام تضحياته وإرادته، وما دون ذلك الفشل والهزيمة والخزي والهوان في الدنيا قبل الآخرة.
ولا يمكن لقادة اي معركة أن يخوضونها بعد أن يتنازلوا عن أسلحتها وروافع قوتها، ولا زالت الفرصة سانحة لإصلاح ما فسد واستعادة زمام المبادرة بالحفاظ على نقاط القوة التي ما زالت تُهدر بالتقسيط وبدون ثمن. عليكم إدراك هذه الحقيقة والإنابة إليها قبل أن يتجاوزكم الزمن والموقف والجمهور، وعليكم أن تصغوا مسامعكم لنبض الشعب ووعي الناس وأن تتقدموا على وعيهم وتتقدموا به، لا أن تتخلفوا بمسافات عنه وأنتم من يقال عنهم القادة، فالالتفاف الشعبي والسياسي والاجتماعي حول قراراتكم المشروعة هي ما يضفي المشروعية عليها، وهي ما ينزع المشروعية الشعبية والسياسية عن كل ما يخالفها أمام الواقع ومحاكم التاريخ.
وإلى الأشقاء والأصدقاء:
ما يحدث في اليمن من عدوان إيراني هو معركة ظالمة لا تزال مفتوحة، لا يمكن التعايش معها، وإذا لم يتم مواجهتها في الخط المتقدم فستدور رحاها في عمق بلدان المنطقة، فليس في اليمن الفقير ما يغري الأعداء سوى اعتبارها الخاصرة المناسبة للنفاذ منها إلى ما بعدها، وذلك ما لا يجب أن نسمح به رغم أنه لم يعد لدى اليمنيين كثيراً مما يخسرونه.
كما أن ما يجري الحديث عنه من مزاعم الخارطات ليست تسويات بالعوامل التي تنطوي عليها؛ بل هي نفخ في فلول التخلف المنبوذة، وتضخيم في شرذمة الارتهان والعمالة الممقوتة، لإجلاسها على طاولة التسوية بشروط الغلبة المصنّعة، أمام شعب عصي الكسر، هو صانع التاريخ وصاحب الحق المشروع، وهذا يضع الجميع تحت طائلة المسؤولية أمام الشعب والأجيال والتاريخ، وكم من أطراف جربت المناورة بالخطر، ثم اكتوت بنار صنيعها وسوء تدبيرها، وسقيم تقديرات حساباتها. وإنه من حق الجميع اختيار قراراتهم ومواقفهم التي تخدم مصالحهم، لكن ليس دائما يكتب لها النجاح ولا الاستمرارية إذا ما تقاطعت مع إرادة الأغلبية من الشعوب ومصالحهم المشروعة.
أيها المناضلون الأحرار: شدوا الأحزمة، وتسلحوا بالإرادة والعزيمة والصبر، لحماية مكتسبات النضال وتضحياته العزيزة، والذود عن الوطن ومقدراته بطي صفحة الإمامة الجديدة التي بدأت متمردة على السلطة، ثم صارت انقلابية على الشعب والدولة، ثم أصبحت مجموعة إرهابية وقاطع طريق دولي في البحر الأحمر لمصلحة إيران وداعميها، فلم تختلف الوجهة بلجلجة الناعقين، ولم تتغير المسارات بضوضاء الطريق، ولن يحرف المسير إغراء الغاويات وإغواء الشياطين، ولن يتحقق بعد الصبر العظيم سوى النصر الأعظم. فما كان لماردٍ أن يعود إلى قمقمه بعد أن خرج منه.
والله غالب على أمره