آخر الاخبار
بعض ما نتوخاه من فخامة الرئيس في هذه المرحلة
بقلم/ علي أحمد العمراني
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 03 فبراير-شباط 2010 11:49 ص

في اليوم الذي قرر الرئيس صالح التراجع عن قراره بعدم الترشيح للانتخابات انقسم أنصاره ومناوئوه إلى فريقين ، وكل فريق – إذا جازت التسمية - كان خليطا متنافرا من المناوئين والمناصرين ، الفريق الأول عبر عن ارتياحه ، بدوافع مختلفة ، فهناك الموالون للرئيس صالح الذين كان دافعهم هو الخوف على مصالحهم الشخصية من الزوال أو التأثر ، وهؤلاء هم أول من تولى الترهيب والترغيب في اتجاه العدول عن القرار...أما الطائفة الأخرى من المناصرين فقد استند موقفهم إلى ما يتمتع به الرئيس من كاريزما ترتبط بانجازات لا تنكر أهمها دوره في تحقيق الوحدة اليمنية ... أما معارضوه من ذلك "الفريق " فقد راق لهم التراجع وحبذوه ليتخذوا منه ذريعة للتشكيك في جدية الرئيس وبهدف النيل منه ، على اعتبار أنه مجرد قائد عربي آخر يتمسك بالسلطة إلى النهاية وبأي ثمن ...

أما الفريق الآخر الذي كان يرغب بمضي الرئيس قدما في قراره برفض الترشيح فهم إما من مناوئي الرئيس الذين كان جل غايتهم هو أن يروا غير صالح رئيسا كيفما كان الحال والمآل، أومن أنصاره الذين يتطلعون إلى أن يكون رئيسهم نموذجا يفاخرون به باعتباره زعيما تاريخيا كبيرا يؤسس في بلدهم لنموذج التخلي عن الحكم طواعية ، علاوة على ما سيرسيه ذلك في اليمن من قدوة حسنة وعرف حميد سيتأسى به الذين سيأتون بعد الرئيس صالح ، والكاتب من هذه الفئة ...

ومن غير شك كان يمكن أن يكسب الرئيس المكانة والعواطف والاحترام في الداخل والخارج لمجرد التخلي عن السلطة في عالم عربي يعاني من هوس الحكام وتشبثهم بالحكم والسلطة إلى آخر رمق..غير أننا ندرك أن مجرد اتخاذ الرئيس لتلك الخطوة الهامة ، في تقديرنا ، ليس كافيا وكفيلا وحده بمعالجة كل المعضلات التي تعاني منها اليمن وتحقيق كل التطلعات التي يأملها اليمنيون ، مثلما أن أحداثا كبرى كالثورة والجمهورية والوحدة لا تزال غير كافية لتحقيق تطلعات وأحلام وآمال كثيرة ، بقدر ما كانت تلك الأحداث مجرد خطوات في طريق طويل ملئ بالمصاعب المتعددة والمعضلات المعقدة والتحديات الكبيرة التي لا تزال ماثلة وتطلب نضالا وطنيا مستمرا للتغلب عليها ...

وفي حين كنت من المحبذين لتلك الخطوة التاريخية – قرار الرئيس بعدم الترشح- وسبق وقلت أن التراجع عنها يرقى إلى الخطأ التاريخي، لكننا نأمل اليوم أن شيئا ما يلوح في الأفق يجعلني وكثيرين حبذوا المضي قدما في قرار الرئيس يغيرون رأيهم ، وهذا سيحصل في حالة واحدة أرى أنها ممكنة وضرورية...هذه الحالة ، هي أن يتمكن الرئيس من إخراج البلاد من المأزق التاريخي الذي تعيشه اليوم من خلال تبني مبادرات ومعالجات وحلول إستراتيجية عبقرية غير تقليدية ، ليس فقط لمواجهة المشاكل الحالية ، وإنما التأسيس ليمن قوي ومستقر لعقود ولقرون قادمة ... حينذاك سيقول التاريخ ويقول كثيرون ، والكاتب منهم ، إن العدول عن قرار الرئيس بعدم الترشح لم يكن خطأ تاريخيا كما ظننا ، بل كان حظا تاريخيا ساقه القدر...

حوارات و مناورات

في مقابلة تلفزيونية مع قناة السعيدة أجريت مؤخرا ، قلت إن الرئيس صالح هو رجل الحوار الأول في تاريخ اليمن المعاصر ، وإلى عهد قريب كان مثل هذا الرأي محل إجماع... وقد استندت فيما قلت إلى أن صالح بدأ عهده بحوار واسع تمخض عنه المؤتمر الشعبي العام ، ونتج عن ذلك استقرار ملحوظ ، وتحققت بسبب ذلك نجاحات كبرى تحدث عنها كثيرون ، حتى أن هناك من أَمِل وتوقع أن تصبح اليمن نموذجا إقليميا ، ومن أولئك الكاتب والأكاديمي روبرت بورز، الذي صار منذ فترة يحذر من تفاقم الأوضاع وينذر من مستقبل محفوف بالمخاطر ... في عام 1990 توج الرئيس حواراته بتحقيق الوحدة اليمنية وهي إنجاز كبير وتاريخي ، ولكن منذ نشبت الأزمة السياسية بعد الوحدة مباشرة ، تغلبت أساليب المناورات، وتضاءلت الثقة بين الأطراف ، وساءت الظنون ، ويصعب الإشارة إلى نجاحات معتبرة وحقيقية للحوار منذ ذلك الحين ، بل يمكن الإشارة إلى فشل متتالي قاد إلى حرب 1994 ، ومن ثم إلى ما عانته البلاد من أزمات بعد ذلك وتوترات تفاقمت وأصبحت اليوم تثير خوفا حقيقيا على مستقبل اليمن...

ولا بد من ملاحظة أن صالح دائما يخرج من كل الأحداث والمناورات والحوارات رئيسا للجمهورية ...وقد يقول كثيرون إذن ما دام صالح يضمن الموقع الأول منذ أكثر من ثلاثة عقود فلا يزال لم يختبر بعد في مدى تضحيته من أجل اليمن ...فما بالنا بمدى جديته عندما أعلن عدم نيته للترشيح في عام 2006 ...ولا زلت أرى أنه كان جادا عندما أعلن عدم الترشيح في الانتخابات الرئاسية الماضية وأوضحت ذلك في مقابلة مع صحيفة الأهالي في نوفمبر 2007.. ولا زلت أيضا أثق أن صالح مستعد للتضحية من أجل اليمن ... وقد يقدم عند الضرورة ما لم يتوقعه كثيرون..

ما هو المطلوب إذن من فخامة الرئيس اليوم ؟ هناك ضرورة ملحة لحوار تاريخي وعميق بالفعل يقوده الرئيس ويرعاه ... وأهم قرار يجب أن يؤكد عليه الرئيس هو أنه لن يكون طرفا في الحوار باعتباره غير ذي مصلحة شخصية مستقبلية فيه سوى ما سيضيفه الرئيس إلى رصيده الوطني وتاريخه الشخصي ويسديه إلى الشعب الكريم الذي منحه ثقة غير مسبوقة لأكثر من ثلاثة عقود ... وهذا يعني أن لا تكون للرئيس أي علاقة بالترشيح فيما بعد 2013 ويكون قراره في ذلك نهائيا وقطعيا مهما كانت المحاولات والصفقات والإلحاح .. وواضح أن ذلك هو أقرب إلى يكون تحصيل حاصل ، خصوصا إذا ما أخذت بعين الاعتبار ملابسات الترشيح عام 2006 وأقصد ما يتعلق منها بقرار الرئيس بعدم الترشح.. غير أنني أفهم أن كثيرين سيتحدثون عن الترتيب لما يسمى بالتوريث ، لكنني لا أرى بأي حال أن ذلك ممكن ووارد ، خصوصا إذا ما أخذ بعين الاعتبار كل المستجدات الماثلة في الساحة اليمنية اليوم ... ولقطع التقولات والتكهنات سيكون من المناسب أن يُشَارَ إلى مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية في 20013 مبكرا حتى منذ الآن ...

بين الزعامة والرئاسة

كثير من الساسة لا يرغبون لأبنائهم خوض غمار السياسة ويوجهونهم إلى مهن أخرى بعيدا عن وجع الرأس أو الرقص على رؤوس الثعابين وفقا لتعبير الرئيس صالح ، وأكثر الزعماء العظام يتجسد إرثهم في تجارب ومواقف وإنجازات وأهداف وفلسفة حكم وإدارة عادة ما تكون مشاعا بين كثيرين حتى من خارج أوطان أولئك الزعماء ، وليس لذلك النوع من الزعماء وارثون سياسيون [بمعنى وراثة الفاعلية السياسية ] من أبنائهم أو أقربائهم ، مثل جورج واشنطن وإبرا هام لنكولن وجمال عبد الناصر وتشارلس ديجول وماو تسي تونج وآخرين كثيرين ، ومع ذلك فقد يبرز عدد من القادة السياسيين من أسرة واحدة في نفس الوقت ، مثل أبناء كنيدي في أمريكا ، جون ، وإدوارد ، وروبرت ، وجورج بوش الأب وابنيه جورج و جيب حاكم كلورا دو.. وقد يلاحظ تعاقب قادة سياسيين من نفس العائلة على التوالي كما في الهند وباكستان في عائلة نهرو أو عائلة بوتو في باكستان ، لكن لا بد من التمييز بين ما يمكن تسميته بالإرث السياسي أو الفعالية العائلية السياسية المتوارثة ، التي تجعل عائلات بعينها حاضرة في ميدان السياسة في الوقت نفسه أو على التوالي ، وفكرة توريث الحكم التي يجري الحديث عنها في بعض جمهوريات العالم العربي منذ فترة وتثير الاستهجان والسخرية إلى حد يجعل الملكيات المطلقة المغرقة في الرجعية تتشامخ وتسخر من هذا النوع من الجمهوريات المسخ ...

والملاحظ أن "إرث" آل نهرو وآل غاندي في الهند وآل بوتو في باكستان وسوكارنو في إندنوسيا كان ولا يزال يحمله مناضلون سياسيون ، رجالا ونساء ، أبناء وأحفاد ، منذ عقود ، وقد يدفعون حياتهم في سبيل ما يؤمنون به ، ونتذكر من أولئك ،إنديرا وابنها راجيف ،وبنازير بوتو ووالدها ذوالفقار... وسوى إنديرا غاندي ، التي ختمت حياتها السياسية مغتالة ، على يد أحد حراسها من السيخ ، فإن أحدا لم يتول الحكم مباشرة بعد والده ، بما في ذلك سعد الحريري الذي لم ير مانعا أن يسبقه إلى رئاسة الحكومة الاقتصادي المتميز فؤاد السنيوره مع أن رفيق الحريري هو الذي كان رئيسا للحكومة اللبنانية قبل اغتياله...

وفي حالة اليمن فلا بد من التفريق بين الرئاسة والزعامة ، وليس هناك ما يمنع أن يكون احمد علي زعيما وطنيا كبيرا إن رغب ، لكنه يلزمه النضال من أجل ذلك كثيرا ، ومغادرة المعسكرات والنزول إلى الناس في الحضر والريف ببزة مدنية ، وقوة ناعمة ، وقدرة ملهمة ، تستند إلى عبقرية القيادة ، وليس إلى صليل السيوف التي لها ميدان آخر ، وروح العسكرة التي لها مكان آخر ، ولا بد له من معايشة هموم الناس والالتحام معهم ، وتلمس حاجاتهم عن قرب ، مثل ما يفعل غيره من المناضلين السياسيين في الشرق والغرب ، وقد يكون أحمد علي قياديا كبيرا في حزب المؤتمر أو يرأس حزب المؤتمر ، والمؤكد أن ذلك سيكون محل ترحيب العديد من أعضاء المؤتمر.. ومن الممكن مستقبلا إن يترشح أحمد للرئاسة إن رغب ، ومن الممكن أيضا أن ينجح و يكون رئيسا للجمهورية يوما .. ونؤكد دائما على ضرورة أن يكون نتاج الديمقراطية وكافة الحقوق التي تترتب عليها متاحة للجميع بما في ذلك أبناء وأحفاد الملوك والأئمة والسلاطين والشيوخ والرؤساء ، ولكن على قدم المساواة تماما وتكافؤ الفرص مع بقية أبناء الشعب ، والباب الذي يجب إغلاقه تماما في عهد الثورة والوحدة والجمهورية ، هو فقط باب الإمامة والتوريث المباشر بكل الصور والأشكال...

رفض التلفيقات والصفقات

من المؤكد أن حوارات لا بد أن تجري بين أطراف السياسة في اليمن ، مهما كان التباعد والتنافر الذي نشاهده اليوم ،لكننا نخشى أن تسفر الحوارات التي لا بد ستجرى عن ترقيعات وتلفيقات ، وصفقات مألوفة، وتعديلات دستورية ليس من شأنها تحقيق الاستقرار والخير والتقدم لليمن ، وهذا ما عهدناه من قبل في قيادات يمنية تتصف بقصر نظر مفرط وأنانية بغيضة , ولا تواصل المضي قدما في الطريق الصحيح إلى آخره ، وإنما تلفق لكل مرحلة حلولا آنية تفصل لخدمة أغراض ومصالح قصيرة المدى عادة ما تنتج عنها معضلات وصعوبات جمة في مراحل لاحقة...وما تعاني منه اليمن اليوم هو نتاج لصفقات وتلفيقات وتفصيل على مصالح ذاتية وآنية أو ضدها ، تمت من قبل وكان أبطالها من جميع الأطراف...

وتبرما من النظام المختلط القائم اليوم الذي يسميه البعض "برلماسي" وكان مسكوتا عن نقائصه من قبل ، هناك في المعارضة من يطالب بالنظام البرلماني وسبق للمعارضة وتقدمت بذلك في 2005 ضمن مشروعها للإصلاح السياسي... لكن ما يثير القلق هو أن النظام البرلماني يعني دخول اليمن في دوامة من الاضطرابات والمساومات والتدخلات والتبعية للخارج ، وستكون الطامة أكبر إذا ما اقترن النظام البرلماني بالقائمة النسبية. وهو في هذه الحالة سيسفر عن بروز عدد من "الزعامات" الفئوية التي ستستند إلى المذاهب والطوائف والقبائل والمال والخارج أشبه بحالة لبنان والعراق اليوم ومعروف أن العراقيين وعلى رأسهم المالكي أصبحوا يضيقون ذرعا بالنظام البرلماني الذي يحكمون من خلاله العراق وظل سعد الحريري سبعة أشهر في لبنان غير قادر على تشكيل حكومة..أتمنى على الرئيس أن يفوت الفرصة على الطبخات والصفقات، حيث هناك من يربط مشروع النظام البرلماني بما يسميه البعض تهكما " تصفير العداد " من خلال إعطاء صلاحيات أكثر لرئيس الحكومة وصلاحيات أقل لرئيس الجمهورية ...

التمسك بمشروع النظام الرئاسي الكامل المتكامل

في 2007 أعلن أن الرئيس يتبنى مشروع تعديلات دستورية ، يتضمن النظام الرئاسي الكامل ، لكن الحديث عن ذلك خفت وتلاشى بعد فترة من ذلك الإعلان .. وأرجح أن النظام الرئاسي متكامل الأركان هو ضمانة الاستقرار والاستقلال والنهوض لليمن، وأقصد بمفهوم متكامل الأركان ضرورة توفر شروط مدنية نظام الحكم والفصل الكامل بين السلطات ، وضرورة أن يكون الرئيس مدنيا ... وإذا كان الرئيس عسكريا سابقا فيجب أن تمر عليه فترة كافية لإكسابه الشخصية المدنية ، وهذا ما فطن إليه مؤسسو هذا النظام الناجح منذ أكثر من مأتي عام ... والنظام الرئاسي هو نظام ديمقراطي فعال وكفؤ ويتمتع فيه البرلمان بسلطات واسعة في الرقابة والتشريع ، ولا بد من مصادقة البرلمان على تعيينات قضاة المحكمة العلياء وقادة الجيش والسفراء والوزراء وغيرهم ،وللبرلمان سلطة واسعة في شؤون المال ، إيرادا وصرفا ، ومن الناحية العملية فالعالم اليوم يتجه نحو النظام الرئاسي وفقا للبروفيسور دوفيرجيه والدكتور السلمي ، وقد أشرت إلى ذلك في تناول سابق بعنوان " أفكار حول إصلاح نظام الحكم"...

هل هناك من يتصور أن سلطات رئيس الوزراء البريطاني أقل من الرئيس الأمريكي من الناحية الفعلية؟ ... ربما ! لكن ذلك وهم ويؤسفني أن أقول وجهل أيضا ! وأتذكر أن أستاذا جامعيا قال إننا بتبني النظام الرئاسي الكامل نريد أن نبعث الإمام من خزيمة [ الإمام ليس مقبورا في خزيمة ]..لكن ذلك يذكرنا بالتهم التي كانت تساق جزافا ضد كل من يناقش أطروحات كان يؤكد بعضهم أنها حتميات..ولكي لا نقع نحن في مسألة الحتميات نقول " إننا نرجح أفضلية النظام الرئاسي الكامل لليمن "وأن كنا نصل إلى حد الجزم بذلك... ومع ذلك أذكر أن الأستاذ الجامعي نفسه ، وكان يتحدث في ندوة ،أكد أن النظام البرلماني ، هو الذي يصلح لليمن اليوم وبعد ألف عام...وأقول أن النظام البرلماني قد يصلح لليمن بعد عقود وربما قرون عندما تتقدم اليمن وتستقر وحينذاك لا فرق بين النظامين ، أما اليوم فإن اليمن المضطربة ، التي يتربص بها الطامعون ،ويقامر بها المغامرون ، تتطلب نظاما سياسيا أول شروطه الاستقرار ، وثانيها الاستقلال ، وهو النظام الرئاسي الكامل والمتكامل الأركان.. وعندما نتذكر أنه أمكن لباراك أوباما وبيل كلينتون ، وهما من خلفيات اجتماعية متواضعة ، أن يصلا إلى البيت الأبيض فهل نستطيع أن نظيف للنظام الرئاسي مزية أخرى وهي تكافؤ الفرص ...

بداية الألف ميل

هل هذا هو كل ما نتوخاه من فخامة الرئيس في المرحلة القادمة ؟ بالطبع لا...لكن ذلك هو بعض ما نتوخاه من فخامته... وهو يستطيع أن يقدم أكثر... وهناك قضايا أخرى ، مثل المعركة الفاصلة مع الفساد ، وقد سبق وتعرضنا لذلك من قبل ، وقد نعود إلى الحديث عن المعركة مع الفساد لاحقا.. غير أنما أشرنا إليه آنفا يشكل أهمية خاصة في تقديرنا وهو يشكل أساس استقرار ونهوض اليمن ، وبداية الألف ميل في الطريق الطويل ، وأولى خطوات الخروج من مأزق حقيقي تعيشه اليمن اليوم ...