اليمنية تشتري طائرة جديدة وتجدد مطالبتها بالإفراج عن طائرات لا تزال محتجزة لدى الحوثيين طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة'' مواجهات في تعز والجيش يعلن احباط هجمات للحوثيين قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي أسطورة ليفربول يخضع لمحمد صلاح اعتراف الحوثيين بخسائر فادحة نتيجة الغارات على صنعاء الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية البيجر المفخخة ضد حزب الله
نفذ الرئيس الأسبق على ناصر محمد مجزرة تاريخية في 13 يناير ضد خصومه السياسيين، في عمل لا يعد سابقة أو بادرة غير عادية في تاريخ شطرنا الجنوبي المنكوب بقياداته العنترية طوال عشرات السنين من الاشتراكية التي أوصلت شطرنا العزيز إلى ما وصل إليه من تخلف وقصور في البنية التحتية وهجرة بشرية حرمت اليمن من كفاءات وعقول نادرة، ورغم تمكنه من ذبح آلاف من رفاقه إلا أن مخططه باء بالفشل في حصد رؤوس جميع خصومه، وقد هرب بعدها إلى الشمال وتحول المشهد إلى خلاف مناطقي بين الأخوة، فالخلاف في بدايته كان لمجرد الاستئثار والانفراد بالحكم وإقصاء أبناء المناطق الأخرى، وفي نهايته عانى منه أبناء تلك المناطق وبدأت التصفيات الجسدية بالهوية. وهي لعمري من أشنع المآسي والمجازر التي لم تتكرر كثيرا حول العالم حتى في أكثر المناطق تخلفاً في العالم فيما عدا طبعاً قبائل التوتسي والهوتو، حيث إن القبائل الماركسية لم تتفق على هوية الحاكم بسبب عدم وجود أي شكل من أشكال الديمقراطية حتى الصورية منها.
وبعد انتهاء أجواء التوتر سيطر على الحكم نفر من الرفاق بنفس اللون والأسلوب والتوجه نحو الانتقام الدموي كلما سنحت لذلك فرصة، فيما عدا أنهم كانوا أكثر تحضراً من أبي جمال وشلته العنترية، والدليل سعيهم الحثيث لتحقيق الوحدة وتسارع توقيع الاتفاقيات وعقد اللقاءات مع مسؤولي الشطر الشمالي الذين كانوا يراقبون بحذر شديد ما يحصل من مجازر في الشطر الجنوبي العزيز، ويسعون إلى التحالف مع الطرف الأقوى الذي يستطيع أن يخطو نحو الوحدة التي ستوقف شلالات الدم المسفوح. وهكذا كان الأمر وتمت الوحدة بتصميم وعزيمة يمانية جعلت الرئيس على سالم البيض يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بتخليه عن الكرسي ذلك السهل الممتنع الذي لم يستطع أي رئيس عربي أن يتخلى عنه سوى سوار الذهب في السودان الحبيب، ولكن البيض أثبت بعدها بسنوات أن سوار الذهب لن يتكرر، حيث أصر البيض على إدارة المحافظات الجنوبية وكأنها دولته الخاصة به وبزمرته من الزعماء الذين استباحوا موارد هذه المحافظات واحكموا قبضتهم عليها حتى بعد تحقيق الوحدة الاندماجية في 22 مايو 1990 وكان لا بد لهذا الخلل في تنفيذ اتفاقيات الوحدة أن يظهر من خلال حرب صيف 1994، حيث عمد على البيض ورفاقه إلى الردة عن الوحدة التي تعد بحث بصيص الأمل الوحيد في واقع الأمة العربية والإسلامية.
والحمد لله أصبحت اليمن دولة واحدة ببركة الله وتوفيقه ولم يعد هناك من سبيل للعودة للوراء فيما عدا تراجع الرئيس البيض عن موقفه الذي حوله إلى مجرد رجل أعمال عادي.
والآن يدهشني ما اسمعه من طرح سياسي ممن تلطخت بدماء إخوانهم في مختلف مناطق اليمن عن ضرورة تصحيح مسار الوحدة وتغليب لغة العقل والحوار على ما سواه وهي دعوة ظاهرها لا نختلف عليه، حيث إن الحوار هو الطريق الذي يمكن أن يوصل أي خلاف إلى نقاط الحل والاتفاق والتفاهم، ولكني اعجز عن وصف مشاعر الاشمئزاز لصدورها من أناس لا زالت أيديهم ملطخة بأيدي إخوانهم اليمنيين، يدهشني أن يتحول الجزار إلى حمل وديع يسعى نحو لعب دور سياسي في اليمن من جديد وهو الذي حصد بدم بارد أرواح الآلاف من اليمنيين، ينعقد لساني دهشة عندما اسمعه يتكلم عن التسامح والحوار وعدم الاحتكام للحلول العسكرية فيما هو يحمل في نفسه لذة القتل والموت والخديعة والمكر والوصولية والغدر بأقرب الناس إليه، يغلبني شعور قوي بالاشمئزاز ممن ظل يتحدث بلسانه عن قيم العدل والحكمة والحوار فيما يده تقطر دما دونما خجل، أو حتى غسل يديه من دماء المنكوبين من بنادق غدره وحراب انتقامه، ألا يستحق مثل هؤلاء الوحوش البشرية محاكم جرائم الحرب، ألا تعد النفس البشرية مقدسة إلى الحد الذي نطالب بهذه المحاكمة، وما يشجع على سلوك هذا الطريق وجود أبا جمال في دولة عربية يقودها قائد عربي عظيم يحمل في نفسه القوة والرحمة والتقدير للروح البشرية، واحتقاره لكل أولئك النفر الذين امتهنوا إراقة الدماء وصناعة المجازر، ولو كان الجزار في دولة غربية لما تجرأنا بالتفكير في محاكمته كون الديمقراطية الغربية عنصرية ومقتصرة على ذويها فقط.
بعد أن تخف مشاعر الدهشة تتملكني مشاعر الغضب عندما أسمع رواية صديقي من إحدى مناطق جنوب الوطن وهو يتحدث عن بطولة والده وملاحقة أنصار أبو جمال له حتى قتلوه شر قتلة، وأتساءل أليس من الأجدر بحكومتنا الرشيدة ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان أن ترفع دعوى ضد هؤلاء المجرمين في محكمة جرائم الحرب الدولية، حتى يعلم كل ظالم يسفك دماء الأبرياء أنه لا بد من يوم يتم فيه محاسبته في الدنيا، وحتى يعلم الجميع ممن طفقوا يخدعوننا بمنطقهم " الحكيم" أننا شعب لا يُضحك عليه وان ذاكرتنا لم تخنا فلا زال فينا من يتوجع على أباه أو أخاه أو عمه أو أحد أقاربه، وأن القاتل لا زال حيا، بل لا زال – بعد أن أراق الله من وجهه صبغة الحياء والإيمان – يسعى لحكم أحفاد وأبناء من قتلهم بيده، فهل بعد هذه الصفاقة صفاقة؟؟؟؟.
abdtwaf@hotmail.com