رحم الله نظاما عرف قدر قامته!
بقلم/ علي الجرادي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 19 يناير-كانون الثاني 2009 06:10 م

كلما نطق الرعيل الأول بكلمة حق في وجه الانحدار كان الرد السلطاني المتعالي يذكرهم بأعمارهم: رحم الله امرئً عرف قدر عمره! وبنفس المكيال: ماذا عسى الناس أن يقولوا تجاه شطحات اليمن أمام الميكرفون ورفع صور الزعيم للملمة أشلاء أطفال فلسطين وتضميد جراحهم؟ ماذا عساهم أن يقولوا بعد تخلف اليمن عن حضور قمة الدوحة ومحاولة استغفال جديدة بالدعوة لعقد قمة إسلامية طارئة وفتح معسكرات التطوع سوى: رحم الله نظاما عرف قدر قامته وترك الميكرفونات والمزايدات وتفرغ لبناء بلده كالسلطان قابوس ولغزة رب يحميها ورجال اختاروا الشهادة طريقا لحياة أبدية، إما النصر أو الشهادة، وكلاهما حياة \"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون\".

رحم الله الإمام الشافعي وهو يخاطب الإمعات والخائرين ومنافقي العرب وحلف خيبر:

أنا إن عشت لست أعدم خبزا

وإن مت لست أعدم قبرا

همتي همة الملوك ونفسي

نفس حر ترى المذلة كفرا

لا يحزنكم أيها الأحرار أن مشايعي الصهيونية وأحفاد ابن أبي يتواطئون على دماء الأطفال والنساء في أرض الرباط. إن الله أراد أن لا يكون لهم شرف المساهمة ولو بدمعة كالتي ذرفتها مذيعة بالقناة الثانية الإسرائيلية. نعم لن يكون لهم شرفها فضلا عن إنسانية حاخام يهودي آخر أحرق جواز سفره أمام عدسات الإعلام ليتبرأ من جرم الصهيونية.

أما حلف ليفني وابن سلول فكان لهم خزي التواطؤ وجريمة الشراكة في قتل أخوة الدم والعقيدة في بيت المقدس، ولزهير بن أبي سلمى:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم

وإن تزينوا بخدمة المقدسات أو المصلحة القومية أو الوطنية فإن الله كشف ما في صدورهم ومسارعتهم لنجدة الصهاينة ومنع أي مكاسب تحققها المقاومة وهنا يتساءل الكثير باستغراب عن مصلحة هذه الأنظمة في حماية الصهاينة والتواطؤ على قتل الفلسطيني؟

هذه الأنظمة إما وراثية ترى بأن السلطة والثروة والبشر ملكها أو أنظمة مغتصبة للحكم بالقوة وتحميها أجهزة الأمن وتسوقها أجهزة الإعلام، وأخرى أنظمة تدعي الديمقراطية وباطنها القوة وتخشى إن حققت المقاومة في غزة مكسبا في وجه أعتى قوة في المنطقة ومن ورائها قوى عظمى أن ينعكس ذلك في الداخل لصالح التيارات الوطنية والإسلامية وكل الأحرار والمنظمات وأي فكر أو توجه لا يقبل الطغيان والذل والعبودية، ولا يعني ذلك أن الأنظمة التي تدعم المقاومة أو على الأقل نأت بنفسها عن التواطؤ في قتل الفلسطينيين أنها أنظمة تقدس شعوبها. ويبدو الفرق أن الأشخاص القائمين على هذه الأنظمة قد نجوا من فخ العمالة والارتهان لدوائر الصهيونية وليس في ملفاتهم ما يخشون منه مستقبلا.

ائتلاف جديد

وأعتقد أن هناك تحالفا جديدا في المنطقة العربية والإسلامية لا يجب أن يتوقف بعد غزة، وهذه دعوة للمؤتمر القومي الإسلامي أن يلتقط اللحظة لتشكيل هذا التحالف إلى مستوى سياسي وتنظيمي ويتحول إلى ما يشبه الأحلاف السياسية القائمة في العالم، فالإخوان المسلمون والأحزاب القومية واليسارية والوطنية والدول الإسلامية والعربية الداعمة للمقاومة تستطيع أن تتحول إلى قوة عسكرية ومالية وشعبية ضاربة وفي إطار مؤسسي فلا معنى للأنظمة القطرية التي تعمل لحلف الصهاينة بينما لا تتمكن شعوبها من التعبير عن نفسها ولا معنى كذلك لاحترام الخصوصيات القطرية مادامت الأنظمة تتواطأ مع الأجنبي ضد شعوبها.

كثير من هذه الأنظمة لن تستطيع الصمود أمام معارضة الداخل إذا وجدت المعارضة سندا إقليميا وماليا.. إنها لحظة مناسبة جدا لتشكيل ائتلاف المقاومة وسيتعامل معه العالم كقوة ردع أيضا وتخشاه الأنظمة الخائرة وتسارع لاسترضائه.

* التافهين جدا يقولون لماذا تقدم حماس هذه الدماء وهذا الدمار؟

- هي تفعل ما فعله أي شعب أراد الاستقلال والحرية ما فعله كل أحرار العالم ومن يرضى بالهوان والدوس بالأحذية فلا يستغرب على المجاهدين والأحرار تضحياتهم