آخر الاخبار

على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد

البحث عن عاصمة أمنة لليمن
بقلم/ عبدالسلام الاثوري
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 05 أغسطس-آب 2008 10:57 ص

يطرح العديد من المهتمين والحريصين على الدولة واستقرارها تساؤلات كثيرة وعديدة حول اليمن الجديد وعاصمة جديدة اكثر امانا بعد أن ان اصبحت صنعاء تفقد شروط العاصمة الآمنة مائيا وامنيا وتخطيطيا بسبب الفوضى والعشوائية وتعديات بعض جماعات القبائل المحيطة بها الخارجة عن القانون وقوى النفوذ داخل الدولة التي تحكمها العصبية القبلية على حساب القانون ومكانة الدولة فقد كثرت سلوكيات انتهاك هيبة القانون بصورة متكررة داخل العاصمة التي تمثل رمز للسيادة ومركزا لهيبتها ومكانتها وأصبحت مبررا لانتهاك القانون في أكثر مناطق البلاد .

العاصمة صنعاء سميت بالعاصمة التاريخية لليمن مجازا واعتمدت عاصمة للجمهورية ودولة الوحدة وفقا لقناعات مشتركة مبنية على أساس حب اليمنيين للوحدة ولصنعاء المدينة الجميلة وأهلها الطيبين ومناخها العليل وما توصفه الاساطيروالحكايات التاريخية عنها بأنها اول مدينة تاريخية بنيت بعد الطوفان بناها سام بن نوح والمدينة التي بنى فيها قصر غمدان المشيد الاسطوري حتى غلب عليها وصف العاصمة التاريخية لليمن مجازا بناء على تلك الحكايات التاريخية .

يعتز اليمنيين بصنعاء العاصمة كونها واجهت حصار السبعين يوما وانتصرت للثورة والجمهورية واعتزازهم بها كعاصمة اختارتها ثورة 26سبتمبرالمباركة كعاصمة للجمهورية التي تبنت تحرير الجنوب من الاستعمار لتصبح أيضاء عاصمة لدولة الوحدة اليمنية. فلها حب كبير في قلوب كل اليمنيين فهي المدينة التي احتضنت في جوفها مياه تكونت عبر ملايين السنين وغار فيها مياه الطوفان واحتضنته لكي يعيش عليها الناس ولا يفارقوها ولكن ابناء البلاد ومسئوليها الذين غابت عنهم الرؤية والتفكير لم يفكروا بان العشوائية والمركزية المفرطة والفوضى ستنهي مصدر الحياة فيها من خلال عشوائية الأعمار والإسكان وهدر المياه في ري أشجار القات في محيطها هذه الشجرة الملعونة التي اعتقد أنها هي الشجرة التي تسببت في إخراج ابوينا من الجنة وهي سيكون لها الدور الاكبر أيضاء في هجرة الناس من صنعاء خلال العقود القادمة بعد ان تجف المياه في جوفها وجوف محيطها لتتحول الى مدينة مهجورة وحينها لن يستطيع الناس العيش فيها لانعدام عنصر الحياة (الماء ) العنصر الأساس للاستقرار فيها وتامين مستقبل حياة العائشين عليها .

عندما ينتهي الماء ويهجرها الناس سنفقدها كعاصمة تاريخية ومدينة تختزل التاريخ والجمال والإبداع والوحدة الوطنية وتاريخ النضال لأبناء الشعب اليمني الذين توحدت عليها دمائهم ومشاعرهم وطموحاتهم ورسم على جبينها الوضي اشراقة العشق للحرية والفن والجمال وتفاضلت على كثير من بقاع العالم بجمال مناخها حتى نالت منها الفوضى وعبثية الاعتداءات والنهب والمضاربات على الاراضي والاستنزاف الكبير لحوضها المائي وانتهكت حرمة الأمن فيها واستبيح استقرارها من قبل اهل العنف والثارات والاختطافات ومظاهر التسلح الذي ادعي عنه انه مفخرة اليمنيين لينتج كل ذلك المخاطر والاضرار على البلاد وسمعة دولته.

هذه المدينة العاصمة محكومة بمحيط يفقدها أمانها واستقرارها ويزيد وضعها القائم كونها مركزا للحكم يحيط به قبائل متعددة بسببها كانت الدويلات اليمنية والحكام لايحبذون ان تكون صنعاء عاصمة للدولة هروبا من اقلاق ومتاعب القبل المحيطة بصنعاء التي تضاعف من قلق الناس فيها وقلق الانظمة الذين كانوا يفضلون اختيار عواصم لدولهم امنة وغير قلقة . 

لم تعتمد صنعاء عاصمة دائمة لليمن عبر التاريخ ويمكن القول ان أشهر الدويلات التي اعتمدت صنعاء كعاصمة للحكم هي دولة الأحباش بقيادة أبرهة الحبشي ذو الأصل اليمني هو أول من جعلها عاصمة لدولته حيث وجد فيها مواصفات المكان الأجمل والمناسب بعد ان حكم بالقوة والجبروت وبني فيها (القليس) محاولا جعلها قبلة للقبائل في جزيرة العرب يكسب من وراءها الثروات واحلالها بدلا عن الكعبة المشرفة مهوى افئدة الناس وقد ارسل الله عليه وعلى جيشه وفيله طير الابابيل عندما أراد هدم الكعبة ودمرته وبعدها الفرس بعد ان استقدمهم ملك اليمن سيف ذي يزن لإخراج الاحباش من اليمن بعد ان طغوا على الناس وبعض الائئمة ثم الأتراك ثم بيت حميد الدين ثم الجمهورية واخيرا دولة الوحدة.

المخاطر المحيطة بالعاصمة

يمكن القول انه لم يتمكن حاكم بالاستمرار بحكم اليمن فترة طويلة من صنعاء- دون ان يواجه تحديات الاستقرار ومواجهات القبائل المحطية بصنعاء واكثر الحكام الذين امتد به الحكم سنوات طويلة قليلون واهمهم الإمام يحي الذي انتهت حياته بالقتل من قبل قبائل محيطة بالعاصمة - بعد 35 عاما من حكمه اليمن من صنعاء العاصمة اما خلفه الإمام احمد الذي كان مدركا خطر المكان عليه وعلى حكمه فقد اختار تعز مركزا أساسيا لحكمه وأراد بذلك الابتعاد عن صنعاء لايستضعف الحكم بقربه من ثقل القبائل وحتى يستطيع تطويع القبائل لحكمه بعيدا عن تأثيراتها المباشرة عليه ، وحاليا الرئيس على عبدا لله صالح أمده الله بطول العمر وحماه الله من كل مكروه فقد استطاع ان يستمر بحكم اليمن من صنعاء وبزمن متواصل يمتد الى اليوم ثلاثون عاما تمكن من تهدئة القبائل وتطويعها واختزلها في واقع الدولة وخلق علاقة التزواج بين الدولة والقبيلة فالرجل كونه استمر ثلاثون عاما حتى اليوم ويحكم كل اليمن من صنعاء فانه لاشك يملك قدرات فائقة وحظا وافرا وحقيقة كونه تمكن من السير في ادارة الدولة من موقع مشحون بالقلق والمخاطر والتناقضات القبلية المشحونة بامزجة التمرد على قوانين الدولة وأنظمتها واحتكامها الى اعرافها وأسلافها ولا تخضع ويعكس هذا الواقع ان القبائل لاتحتكم لسلطان الدولة الا اذا كانت قوية ومهابة تتمكن من فرض هيبتها ونفوذها عليها وجعلها تتقيد بقواعد الولاء والطاعة لسلطان الدولة لكن الحقائق الواقعية تدلل على انه عندما تضعف الدولة يطغى طغيان العصبية القبلية وتصبح فوق سلطان الدولة فتمارس نفوذها ببسط عرفها وأسلافها على الآخرين حتى قيادة الحكم ينساقون مع اعراف القبلية ويفقدون علاقاتهم مع قيم الدولة وقوانينها .

الرئيس صالح كان صادقا عندما قال أن الحكم في اليمن كالسير على رؤوس الثعابين إشارة إلى طبيعة الواقع المحيط بمركز الحكم والتناقضات العصبوية التي لاتلين لحكم القانون ولكي يأمن اضرار ومخاطر هذا المحيط وتمكينه في استمرار الحكم وادارة الدولة اتبع سياسة الاحتواء والمراضاة للقبائل تأمينا لسلامة مركز الحكم خوفا من اللدغ المميت الذي لايأمن منه نظام ، ولولا انه جاء من قبيلة اقرب الى العاصمة من غيرها وشكلت له سياجا حمائيا مرتبطا بطبيعة العصبية القبلية التي أصبحت جزا من واقع النظام وعلاقاته مع منظومة القبائل ومراكز النفوذ فيها (المشائخ والواجهات القبلية ) مقابل توفير المصالح الامتيازات لهم على حساب وظيفة الدولة كي يؤمن منهم ويكونون بمثابة السياج الذي يحمى به ظهره من تحالفات القبائل ضد الحكم ولكن كل ذلك تم بتكاليف باهضة تحملتها البلاد والدولة ومستقبلها ومسقبل الوحدة الوطنية وعدالة المواطنة.

عاصمة تفقد عدالة المواطنة .

أصبحت العاصمة اليوم وهي تحتضن مايزيد عن 10% من سكان البلاد تواجه مخاطر كبيرة وكبيرة جدا تتولد كانعكاس لهشاشة الدولة وضعف اداراتها فهى مصنفة عالميا انها ستكون مدينة مهجورة بسبب مخاطر شحة المياه ومحدودية إمكانيات الدولة لتوفير المياه الخاصة بالشرب ، كما انها اصبحت مصنفة كعاصمة غير أمنة تكثر فيها الفوضى وصراع القبائل ومراكز النفوذ على الاراضي وتحدث في الاختطافات جهارا نهارا من قبل اطراف قبلية محيطة بالعاصمة وهي محكومة بطبيعة الصراعات والنفوذ لقبيلتي حاشد وبكيل وفروعهما القبلية المحيطة بالعاصمة على حتى أصبحت الدولة تفقد قدرتها على فرض سيادة القانون أمام طغيان العصبية القبلية التي اصبحت تمارس انتهاكات وانتقاصا لحقوق المواطنة التي يلاقوها أبناء المناطق والمحافظات الأخرى عندما يدخلون في خصام او اختلاف مع أبناء تلك القبائل لايجدون حماية الدولة لهم أمام طغيان العصبية القبلية ونفوذها الواقعي على العديد من مناطق البلاد فيكونون ضحية ضعف الدولة وغياب سلطة القانون فيقع تحت طائلة الإذلال والاعتداء والشعور بالدونية حتى وان كانوا اصحاب الحق .

كثير من المواطنين تم الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وتم اختطافهم من قبل بعض جماعات القبائل المحيطة بالعاصمة التي تعتبر نفسها فوق الدولة والقانون فلا تجد رادعا قانونيا ولا عرفيا أيضاء ولا يسري عليها سلطة الدولة ولا حكم القانون الذي تمارسه الدولة بعنف على أي طرف دون مناطق القبائل من المحافظات الأخرى فان تصرف طرفا ماء وبما يثير استياء السلطة او اقتدى بأفعال بعض الخارجين عن القانون من ابناء القبائل فتمارس الدولة عليه سلطتها وقوتها لتثبت بذلك انها تمارس تميزا بين مواطنيها ، فمن لم يكن له عصبة قبلية تقف معه وتسانده وليس لديه مال أو إمكانيات يحمي نفسه وكرامته وحقه يصبح تحت طغيان استبداد السلطة والمتنفذين ويضيع حقه وتنتهك كرامته وأمام أعين الدولة ومسئوليها وان كان له مال استخدمه في حماية حقه وكرامته ليظل تحت إطار الابتزاز.

هذه الوضعية تجعل المواطنين القادمين من محافظات ومناطق أخرى في الجمهورية يواجهون مخاطر التعصبات القبلية عليهم وتعصبات المسئولين المنتسبين للقبائل أيضاء فلن يخجل اي مسئول من التعبيرعن عصبيته القبلية التي يرا فيها معيار الولاء وتاكيد الذات ،ويصبح القانون بلا وجود ولامعنى ، فعندما يختلف مواطن مع عناصر قبلية يواجهونه بالاستقوا عليه بعناصرهم القبلية التي يتم استحضارهم بسرعة البرق من المناطق القريبة من العاصمة ولا يجد سلطة قانونية تحميه من ان يناله الاعتداء، وحتى اغلب قيادات العاصمة الأمنية التي يغلب عليهم انتماءهم إلى تلك القبائل يغلبون عصبية الانتماء للقبيلة على حساب الدولة والقانون فهم لن ينصروا الحق والقانون إن كان الخصم من قبائلهم وان قاموا بواجبهم مع الناس حملوهم الإتاوات والتكاليف المالية وهكذا يصبح ذلك المواطن محاصرا بين همجية المعتدين وفساد المسئولين وان قتل أو اعتدى عليه تدخلت القبيلة بعصبيتها ونفوذها لفرض أعرافها وأسلافها واستبدال دم المقتول بدم الابقار وكل ذلك حماية لدم المعتدي وعدم القبول للاحتكام لقانون الدولة وشريعة الاسلام ، وان أراد المواطن الاستناد للقانون والشريعة ضاع حقه في متاهات المحاكم والادارات والنيابات وخاصة ان كان ضعيف المال والحال لان قانون الدولة ليس له قوة تحميه وان سجنت الدولة بعض أفراد قبيلة لجريمة أو سلوك مخل تعصبت القبيلة على الدولة ومارس بعض أفرادها الحرابة عليها .

ويمكن القول ان هذه السلوكيات لاتعبر حقيقة عن صفات القبائل واخلاقها المتمثلة بالكرم ومناصرت الضعيف والشجاعة وانما هي سلوكيات تجاوزت حقيقة وصفات القبائل لكن ظاهرة ضعف الدولة عكس نفسه ايضاء الى ضعف قيم القبائل والتزاماتها العرفية تلك التي تمنع منتسبيها باقتراف الاعتداءات المثيرة للقلق والخوف وانتاج الضرر على الاخرين فاصبحت القبائل غير قادرة على ضبط الخارجين على الالتزامات والاعراف نتيجة انتشار الفوضى وغياب الردع المؤسسي للدولة .

صنعاء ومركزية الخوف والقلق

فالعاصمة التاريخية انتشر فيها الفوضى ومضاربات الأراضي واصبحت مكانا لتصفيات حساب الثارات ومنها تتم الاختطافات فلم تعد محمولة على الاستقرار ومستقبلها بجانب مخاطر شحة المياه فيها مهدد فاالدولة لم تعد قادرة على معالجة المشكلة المائية ولا تأمينها فالابار تحفر فيها على اعماق تتجاوز ال1000متر فإذا كانت العاصمة تواجه هذه المشكلة وتواجه الاختلالات العشوائية والفوضى وانتهاك القانون وسلامة المواطنة فيها بهذه الصورة المقلقة والمخيفة فكيف ستكون قادرة على إدارة الأوضاع في بقية مدن المحافظات الأخرى بالصورة المطلوبة وبالآليات المؤسسية .

موقع العاصمة اليوم صار أساس مشكلتها وتهديد لمستقبلها ، فالقلق الأمني صار يدفع السلطة لتكريس جهودها وإمكاناتها في مواجهة المخاطر المتوقعة من محيط العاصمة فيصبح رئيس الدولة والحكومة وجميع الهيئات يعيشون حالات التربص الدائم مما يستجد من فوضى الصراعات على الأراضي والاختطافات واخذ الثارات فيها والمظاهر المسلحة وغيرها من مظاهر الفوضى فيصبح ذلك دافعا لانتشار الفوضى أيضاء في أكثر مناطق الجمهورية اقتداء بمركز الدولة (العاصمة ) باعتبار مركز الدولة قد فقد هيبته ومكانته وثقة المجتمع به وخاصة عندما تعالج سلطات الدولة تلك المشاكل بمراضاة الخارجين عن القانون والمسئولية .

فصنعاء العاصمة أصبحت نتيجة للمركزية السياسية والإدارية والاقتصادية سببا في قدوم اغلب اليمنيين إليها بحثا عن الرزق ولاستقرار والفرص وأصبحت صنعاء مدينة المضاربات العقارية والمضاربات السياسية والمضاربات الإعلامية والمضاربات على الثروة والسيادة والمضاربات القبلية ومضاربات الأعراف والإسلاف مضاربات الاختطافات وعشوائية البناء والاسكان مضاربا عديدة كلها تمثل إضرارا ومخاطر على وظيفة الدولة واستقرار البلاد واقتصادياتها ومستقبل الاستثمار في البلاد بسبب ارتفاع المخاطر الناتجة عن الفوضى ونتيجة تركز الثروة والأعمال والفرص فيها على حساب المدن والمحافظات الأخرى في البلاد وأضرارا على مستقبل الوحدة الوطنية نتيجة التصادم المستمر بين مفهوم الدولة وبين مفهوم الوصاية القبلية بسبب عنصر الجغرافيا التي جعلت العاصمة بين نفوذ السيطرة والهيمنة القبلية .ومدينة مشحونة بالقلق والخوف وعدم الاستقرار .

مشحونة بالخوف والقلق الأمني والخوف من مستقبل الحياة فيها بسبب انتهاء الماء والخوف من الاختناقات في الشوارع والخوف من القبائل المسلحة المحيطة بالعاصمة وكثافتها والخوف الصراعات المسلحة على الاراضي ولعلعة الرصاص والرشاشات داخل العاصمة والخوف من الاختطافات المتكررة التي نالت السياح ورجال الاعمال والدبلماسيين وموظفي دولة وكل ذلك والدولة غير قادرة على القضاء عليها رغم ادراكها لحجم الخسائر الكبيرة على اقتصاد الدولة وسمعتها وهروب الاستثمار من القدوم اليها . ، والخوف من مئات الآلاف من البيارات المهددة بالانهيارات فجأة حيث يضل كل مواطن قلقا لعل يوما تنهار من تحته بيارة فتكون فيها نهايته السيئة .

كل تلك الإشكالات من مشكلة الماء إلى مشكلة الأمن والاختطافات الى المظاهر المسلحة وانتهاك القانون تجعل من الضرورة اليوم التفكير باختيار مكان أخر للعاصمة تكون في منطقة بعيدة عن مثل هذه التأثيرات والمشاكل ، وإنشاء عاصمة جديدة للدولة وفي مكان اكثر ضمانا (مائيا وامنيا ) وتؤسسا بأطر ضامنة لسلامتها وحيادية الموقع فيها وهذا الامر أصبح كضرورة لافكاك منه كي تستعيد الدولة منه قوة السيطرة وحسن التنظيم والإدارة فالمكان يجب أن يكون بعيدا عن تأثيرات أي قوى اجتماعية معينة تتعالى على الدولة وقوانينها وعلى بقية المواطنين وهو مايجب اليوم التفكير به بمسئولية حول هذه القضية لضمان توفير عاصمة غير قلقة وغير محمولة على المخاطر وتوفر الأمن والسلامة لأجهزة الدولة ورئيسها وتجعله ومؤسسات الدولة يتفرغون لقضايا التنمية والاستقرارولسنا الدولة الوحيدة التي غيرت عاصمتها فالكثير من الدول سلكت هذا المنحى .

لم تعد صنعاء عاصمة للمستقبل وعاصمة امنة فعلى اليمنيين اليوم التفكير بمسئولية بمواجهة تلك المخاطر والبحث عن عاصمة آمنة ووفقا لرؤية تحمى الدولة وسيادة القانون من تأثيرات العصبية القبلية وتحمي الوحدة اليمنية ومستقبلها من أي تصدعات أو انهيارات وتشكل بناءا ضامنا للاستقرار والتخلص من وصاية الفخذين على الدولة والتخلص من مخاطر الجغرافيا على مركز الحكم والسيادة للدولة .