آخر الاخبار
الحرب الرابعة..وشباب حكومي مؤمن !!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 20 يوماً
الخميس 03 مايو 2007 09:46 م

مأرب برس ـ خاص

لم يكن بود أحد أن تبدأ الحكومة الجديدة أعمالها بتصريحات الثائر الدكتور| علي مجوّر باعلان السلاح طريقاً لحسم قضايا الوطن وفي مقدمة " الفوهة " صعدة ومن حولها بحجة القضاء على التمرد الحوثي فيها !!

مجوّر بدأ أكثر تحمساً لخوض حرب يمنية-يمنية ودعا من أسماهم " المتطوعين " إلى الاستعداد للذهاب لجبهة القتال في الشمال ،أي في صعدة ،ربما لإيمانه بأن الشباب المؤمن لا يمكن ردعه إلا بشباب مؤمن مثله استناداً إلى المثل القائل " لا يكسر الحجر إلا أختها " أوكأننا أمام جيش قادم لإحتلال اليمن وليس أمام " عصابة متمردة " غذتها الخزينة العامة لأعوام عديدة لحاجة كانت آنذاك في " نفس يعقوب " أراد أن يقضيها لكنها قَضتْ عليه .

يبدو أن قضية الحوثيين بدأت تنحو منحى آخر خاصة بعد ما حظيت باهتمام عربي مؤخراً وتجرأت أصابع السلطة بالغشارة إلى أطراف هنا وهناك تتهمها ا
لحكومة اليمنية بدعم وتسليح " الشباب المؤمن " لقضاء أوطار على حساب اليمن .

مع الإقرار بخطر التمرد الحوثي وما قد يشكله ، ولو على المدى البعيد ، من أستراتيجية قد تتبعها جماعات شبيهة بالحوثيين إلا أن المرء ليصاب بالدهشة من تسميم الفكر الشعبي من قبل الحكومة حتى تبدو الحرب وكأنها " حرب مقدسة " مع الأخذ بعين الإعتبار أن هذا التكتيك يمارسه الحوثي لتجهيل مَنْ هم في امرته منذ بدء الخلاف بينه وبين الحكومة ثم اندلاع الاشتباكات بينهما مروراً بما يسمى بالحروب الأربعة والتي بدأت أولى فصولها عام 2002م .

لكن هذه المرّة يبدو فشل الحكومة واضحاً في تأليب الشعب ضد بعضه من خلال اذكاء روح العنصرية والمذهبية وتصوير ما يدور وكأنه " حرب دينية " طرفاها الحكومة والحوثيين ،فالحوثيون يدافعون عن المنهج الزيدي في مقابل دفاع مستميت من قبل الدولة لرفع رأية " السنّـة والجماعة " رغم أنها مارست الضغط على السنة وضيّقت عليهم أيام كان الحوثي " ابن الدولة البار " لكن حقاً ....انقلب السحر على الساحر ولم يعد بامكان الطلاسم أن تهبه حلاً سحرياً فبدأ بدغدغة المشاعر الدينية لدى الناس في إشارة إلى رغبة رسمية ل "تَدْيين" المسألة لا سيما بعد الفشل في القضاء على جيوب التمرد من خلال الجيش لعوامل يعلمها اليمنيون جميعاً.

كان الأجدر بالحكومة الجديدة تجرّب أساليب للمعالجة لم تتخذها سابقتها ، لكن الواضح أن الأمر لم يعد بيدها وإنما بيد آخرين والحكومة ليست إلا بوقاً إعلامياً لهم .

الخطابات الرنانة والشعارات الجوفاء لن تغني ولن تسمن من جوع في وضع معقد كالذي يدور في صعدة حالياً .. الحرب في أوجها والقتلى بالآلآف والخسائر بالملايين ونحن نتحدث عن وساطة يمنية لحل الأزمة في الصومال...الوضع يتأزم يوماً بعد يوم والحكومة تتغنى بتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية..إنه جُلّ ما يمكن أن يقوم به العاجز.. الهروب من الواقع المرير.

وحتى لا يُفهم كلامي هذا تجنياً على أحد أو التقليل من شأن الجيش اليمني الذي يمارس دوره ببسالة دفاعاً عن حقوق " يهود آل سالم " المنتهكة حسب بعض الروايات ، فإن معالجة القضية لم تكن موفقة من البداية إذ بقيت الحكومة متمسكة بخيار المواجهة وبقي الحوثي مؤمناً برؤاه ومعتقداته في أبهى صور التعنت القبلي الذي لا يقبل ب " الدنية " في حقه .

لعلكم تتذكرون كيف كانت الحكومة تزج بالمعارضة ك " وساطة " لحل النزاع وكأنها مشكلة قبلية على قطعة أرض ، رغم أن القضية فكرية محضة كانت تتطلب حواراً مضنياً حتى يتم القضاء عليها سلمياً بدل أن نجر اليمن إلى أتون صراع لا يُعلن متى يهدأ في مجتمع يعم التخلف شرائح واسعة منه أضف إلى ذلك السلاح المنتشر في كل بيت .

Ms730@hotmail.com