آخر الاخبار
آثار مأرب في خطر .. والبعثات الأجنبية تترصد بها
بقلم/ عبد الناصر سودان
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الخميس 12 إبريل-نيسان 2007 07:59 م

مأرب برس - خاص

         
 { وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنّه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبأ في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم }
صدق الله العظيم

 لقد كتب المؤرخون عن الحضارة التي قامت بوادي مأرب حضارة سبأ التي تعد من أهم وأعرق الحضارة التي قامت على وجه المعمورة.

ولكن أي مؤرخ أرقى وأصدق من كلام الله في قرآنه الكريم الذي يكفي عن أي وصف اتصفت به هذه الحضارة من غيره.

 لقد استطاع الإنسان اليمني القديم أن يصدر العلم والمعرفة إلى الجزيرة العربية والمغرب العربي من خلال تنقله عبر تجارته المعروفة في التاريخ بتجارة البخور واللبان وفي نفس الوقت ترك ذلك الإنسان أرثاً حضارياً عظيماً يحق لليمنيين الافتخار به والمحافظة عليه لأن هذا الإرث ليست مجرد قطع أو نقوش مكتوبة على حجر إنـها الدليل المادي على عظمة الإنسان اليمني القديم وأصالته ودورة في نشر العلوم والمعارف بين شعوب العالم بينما كانت تلك الشعوب تتخبط في غياهب الجهل والظلام.

 وهنا يأتي السؤال لماذا تأتي البعثات الأجنبية من جميع أرجاء العالم لمشاهدة هذه النقوش والقطع ودراستها ورفع الأموال في تلك الرحلات بل وأكثر من ذلك إنـهم يشترون القطع الأثرية بمبالغ طائلة لأن تعرض في متاحفهم.

 سأخبرك أيـها القارئ الكريم إنـها المعابد اليمنية القديمة والمنشأة السكنية والسدود اليمنية والمنظومة الزراعية الهندسية في قنوات الري والمصارف اليمنية والنقوش التاريخية والمدن اليمنية إنـها الكنوز الأثرية التي لا تضاهيها أموال أوروبا بل أي قيمة مادية، وهنا تقع المسئولية التي تقع على عاتقنا تجاه هذه المعالم وهذه الكنوز وأيضاً تبدأ حكاية لصوص حضارة سبأ.

 إن حضارة سبأ كغيرها من الحضارات دفنت شواهدها وآثارها تحت التراب مع مرور الزمن ولكنها لم تكن أفضل خطأ من تلك الحضارات حيث إنـها لم تحظى إلا بما يعادل 5% من الدراسة والاهتمام على الرغم من التوجيهات نحو الاهتمام بالآثار لما لذلك من مردود سياحي يساهم في الاقتصاد الوطني.

 فتم إنشاء الهيئة العامة للآثار لتصبح تلك الهيئة المسئولة الأولى والمباشرة عن لآثار مأرب وآثار اليمن ككل، ولكن عندما نرى حال المواقع الأثرية في محافظة مأرب نعلم إن تلك الهيئة ليست لديـها أي إستراتيجية لحماية الآثار والتغيب عن تلك الآثار ولم نسمع أو نرى أية نتائج إيجابية لحماية الآثار والمحافظة عليها.

 إن الهيئة تقدم بعقد الاتفاقيات مع البعثات (الأجنبية) والله يعلم كيف تتم تلك الاتفاقيات لينتهي دور الهيئة بعد التوقيع على الاتفاقية تاركين للأجانب حريتهم في الأعمال الميدانية والتنقيب والحفر في المواقع التي لا توجد لها أسوار حماية أو تنفيذ مشاريع وطنية لحمايتها أوحي القيام بالزيارات الميدانية من قبل الهيئة لتلك المواقع.

 أما فرع مكتب الآثار بالمحافظة فمنذ 28عام لا يوجد له مقر ولا توجد لديه نفقات تشغيلية على الإطلاق أو وسائل مواصلات بل لا توجد لديهم أدنى الإمكانيات والوسائل التي تمكنهم من الإعداد والتجهيز.

 لقد تم بيع وتـهريب بعض القطع الأثرية التهيئة إلى الخارج ومنذ عام 1996م وفد إلى مأرب الأخ/ صادق سعيد عثمان مدير عام الآثار حيث سطر هذا الرجل أروع المواقف الوطنية على الرغم من أنه لا يملك أي اعتماد أو سيارة ولا مقر فقط مرتب لا يتجاوز 35000 (خمسة وثلاثين ألف ريال) والمغريات أمامه كبيرة فالبعثات الأجنبية مستعدة لدفع مبالغ (بالدولار) مقابل أن يقوم ذلك المدير يفتح المخازن تحت ذريعة التصوير والترميم والصيانة لأخذ ما يمكن أخذه.

فمن سئل نفسه من الجهات المعنية في صنعاء أو مأرب وأولهم هيئة الآثار ما هي هذه المخازن ومن المسئول ومن الحارس وأين السجلات وأين الوثائق الخاصة بالقطع الأثرية.

 إنـها مخازن المحافظة التي يوجد بـها 12000 ألف قطعة أثرية وما يقارب 4000 ألف قطعة في مخازن صرواح لا تساوي تل القطعة أية قيمة مادية.

 فهل هو كثير على تلك الثروة إنشاء متحف لضم تلك القطع بالشكل اللائق الذي يجب أن تظهر به على إننا نسمع أن هناك بوادر من قبل دولة أجنبية لبناء متحف ولم نرى أي شواهد ملموسة على ذلك وأنا اعتقد أن بناء المتحف سيتم بعد أن يتم السيطرة على مخازن الآثار ونـهبها وتـهريبها إلى الخارج إذا عرفنا إن هذه الدولة لديها نصيب الأسد في التنقيب في المحافظة.

 لقد كان خط القطع الأثرية في محافظة مأرب أفضل بكثير من حظها في محافظة الجوف فعندما سألت أحد المسئولين في الجوف عن القطع الأثرية ومخازنـها قال القطع تخرج وتباع فوراً والباقي مع المواطنين.

 في الفترة الأخيرة عندما زاد الحديث عن الآثار وزاد الاهتمام بـهذا الموضوع اقتربت من مدير الآثار والتعرف عليه عن كثب وقمت بالإطلاع على ما يجري رأيت وعرفت الكثير ووجدت أن هذا الشخص لديه فهم كبير وإطلاع واسع بالتاريخ السبئي وبالآثار والنقوش وأكثر من ذلك فقد اطلعت على كمبيوتره الشخصي (المحمول) فوجدت به من الصور والمعلومات ما يكفي وحده لأن يحصل على ثروة من خلالها.

 وجدت هذا المدير مهتم اهتمام وطني بالآثار محافظة عليها على الرغم من أنه لم يعد لديه أي اهتمام ببقائه مدير عام فكل اهتمامه منصب على كيفية المحافظة على القطع الموجودة في المخازن الذي لم تعد هناك عقبة أمام اللصوص للوصول إلى تلك القطع الا هذا الشخص.

  لقد كافأت الهيئة العامة للآثار هذا الشخص بقوة فقد أرسلت مدير عام جديد حتى يكون هذا الشخص جسر عبور للمخطط المرتب والدليل على إن هناك مخطط هو الترتيب لتغيير الأخ/ صادق لأن المعيار ليس ورقة الوطنية والتزامة، والحفاظ على القطع الأثرية في عملية التغيـير، برغم على أن التسليم لم يتم وإن شاء الله لن يتم بين الأخ صادق والمدير الجديد.

 ولقد حدثني أحد الأشخاص بأنه يتوقع حدوث حالة اغتيال أو دهس للأخ/ صادق في حال تعقيد الأمور وقد طلبت منه أن يشعر الجهات الأمنية وفعل ذلك.

 سمعنا مؤخراً إن هناك تنافس شديد بين البعثات الأجنبية للحفر والتنقيب في مدينة مأرب القديم بمبلغ خيالي ومن المتوقع الحصول على عدد كبير من القطع الأثرية.

 فإذا كان الحال بـهذا الشكل فالتراب أفضل لهذه القطع من خروجها لنفع في أيادي اللصوص والعملاء.

 أيـها القارئ الكريم .. إنـها ثروتنا إرث الأجداد فهل نتركهم يتاجرون في دمائنا وفي هويتنا وتاريخنا وهل نقبل نحن اليمنيين أصحاب القيم العربية الأصيلة أن تباع مآثر الأجداد في مزادات الأسواق العالمية ومتاحف الدول الكبرى.

 في حين إن غيرنا أصبح ينادي بإعادة ما قد سرق فنحن نسمع إن هناك مباحثات على مستوى رفيع بين المصريين والبريطانيين لإعادة مومياء تون غنج التي سرقت في أوائل القرن الماضي أنني ومن خلال هذا أتوجه بالنداء إلى الفارس الشهم علي عبدالله صالح أن يتابع بحزم الجهات المسئولة عن آثار مأرب والجوف وغيرها وأن يضع حداً لكل من تسول له نفسه بالمساس بـهذه الآثار وأن يتم الإسراع بإقامة متحف آثار مأرب وأن يكافأ الأخ/ صادق مدير آثار مأرب وأن يدعمه ويدعم الشرفاء أمثاله كما أتوجه بالنداء للأخ/ محافظ المحافظة عارف الزوكا لأنه مسئول أيضاً عن آثار مأرب ويهمه الحفاظ على آثار المحافظة وأيضاً إلى الجهات الأمنية وكل الشرفاء من أبناء المحافظة واليمن للوقوف ضد عصابات الآثار فالخطر قاوم يطرق مخازن آثار مأرب.

والله من وراء القصد ،،،