فتوى شرعية أم مكايدة سياسية
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الإثنين 18 إبريل-نيسان 2011 07:29 م

وصلني قبل أيام منشور لأحد طلبة العلم السلفيين وقد زكاها شيخهم في دماج بصعدة الشيخ الحجوري وهي تحرم المظاهرات جملة وتفصيلا ولكن ما دعاني للاستغراب أنها لم تكتفي بتحريم المظاهرات وإعتساف عنق النصوص ولي الأدلة لإثبات تحريمها وإنما حملت تفسيقاً وشتماً لعدد من العلماء من خارج اليمن مثل الدكتور طارق السويدان والشيخ محمد حسان والدكتور سلمان العودة وعمرو خالد وبعض شيوخ الإخوان المنضوين في إطار اللقاء المشترك مثل الشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ عبد الله صعتر والدكتور عبد الوهاب الديلمي فقلت في نفسي هل هي فتوى أم مقال في الميثاق ؟!!

ذاك "ضال مضل" وذاك "الكلب العاوي" وذاك زنديق فسيق جويهل" وذاك "أضل من حمار أهله" وغيرها قائمة طويلة من الشتائم حشرت حشرا في فتوى شرعية الاصل فيها ان تناقش موضوعها وتكتفي بإيراد الأدلة الشرعية لتدلل على ما تذهب إليه ، يعني لا بد أن يشتموا الناس لمجرد أنهم خالفوهم في الرأي وكان لهم موقفاً أزعج السلطة ؟!! ألا يكفي أن هؤلاء مطية طيعة لنظام فاسد؟!! وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!! وأين قول كلمة الحق بوجه سلطان جائر كأفضل الجهاد؟!! أليست الطاعة بالمعروف ؟!! ثم من هو ولي أمر المسلمين؟!! هل هو الذي يرعاهم ويهتم بشئونهم ؟! أم هو الذي يقتلهم ويهينهم في بلاد كل العالم ؟! هل تنطبق على الرئيس الحالي صفات ولي الأمر ؟!! الأ تشكل تلك الشتائم البعيدة عن أدب الخلاف والأجواء العلمية إنحطاطاً إلى مستوى السوقة والسفهاء وتسيئ للعلم والعلماء ؟!!

هل هذا هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول " المسلم ليس بطعان ولا بلعان ولا فاحش ولا بذيء" وكان يقول : "ما بال أقوام "؟!! 

لقد قدم الشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ إسماعيل عبد الباري في حوار بثته قناة "سهيل" تاصيلا شرعياً للمظاهرات وناقشا الامر من مختلف جوانبه وروى الشيخ الزنداني الحديث أن رجلا جاء للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: يارسول الله إن لأي جارا يؤذيني وقد ضيق علي كما في معنى الحديث فأشار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بمتاعه وأبنائه لقارعة الطريق فكان الناس يمرون ويقولون: ما لك تركت دارك ؟! فيقول جاري يؤذيني فهذا يدعوا عليه وهذا يوبخه وهذا يؤنبه حتى ذهب إليه جاره وأعتذر له) فدل الحديث على ان اللجوء للرأي العام هي وسيلة فعالة نصح بها النبي صلى الله عليه وسلم .

صحيح إن بعض هؤلاء قوى تعيق التغيير كما قال الدكتور يوسف القرضاوي ولكن عزاؤنا أن هؤلاء لا يمثلون السلفية وإنما هم أولا وأخيراً قيادات بحزب المؤتمر الشعبي العام حزب ولي الأمر والنعمة وإلا فشيوخ السلفية المعتدلة أجازوا المظاهرات ورأوا فيها أمرا بالمعروف ونهياً عن المنكر وطالعوا إن شئتم كتابات شيوخ السلفية المعتدلة في مجلة "المنتدى" والحوارات التي تنشرها الصحف مع علماء من جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وأغلبهم للإنصاف يرى أن المظاهرات نهي عن المنكر وأمرا بالمعروف ويشيد بشباب التغيير .