من الزبيري إلى الشابي.. زغاريد يمانية للشعب التونسي!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 7 أيام
السبت 15 يناير-كانون الثاني 2011 05:48 م

إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة .. فلا بدَّ أن يسجيبَ القدرْ

ولا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر

(أبوالقاسم الشابي - تونس)

حقق شعب أستاذ الثوار أبوالقاسم الشابي انتصاره العظيم وهو انتصار للشعوب العربية المقهورة كافة، إذا خيب هذا الشعب حسابات الساسة، وتخمينات المحللين الذين قللوا من هذه الهبة العظيمة التي أثمرت حتى الآن بطرد الرئيس زين العابدين بن علي بعد مكوثة لما يزيد عن 20 عاماً في الحكم..

"يا صرعة الظلم شق الشعب مرقدهُ . . وأشعلت دمه الثارات والضغنُ

اليوم للشعب والأمس المجيد لهُ . . له غدٌُ وله التاريخ... والزمنُ

فليخسأ الظلم ولتذهب حكومته . . ملعونةً وليول عهدها النتنُ

المجد للشعب والحكم المطاع له . . والفعل والقول وهو القائل اللسنُ "

(البردوني رحمه الله)

وإنه لدرس عظيم للكثير من الأنظمة العربية التي ابتعدت عن الشعب وتقاسمت ثروات البلاد، وتونس هي من أكثر البلدان العربية غياباً عن الواقع، حيث عمل فيها النظام على إحلال هوية أخرى وعزل الشعب التونسي عن العالم..

ولقد أثبت اليوم الشعب التونسي، أن الشعب أي شعب، لا زال حياً وقادراً على المفاجأة، وهو صاحب القرار الأول، وكثيرٌ من البلدان العربية اليوم أحوج ما تكون لمثل هذه الهبة العظيمة، وعلى رأسها اليمن و مصر وليبيا وهي الشعوب التي تعبث بها الأنظمة بالتأبيد والتوريث استهزاء برجالات الشعب وكأنه لا يوجد سواهم.. وإلا فماذا فعلوا لنا هؤلاء..

"فجر شعورك زلزالا وبركانا .. ودس على الظلم أشلاءً وجثمانا

ودوها صيحة في الكون صاخبة .. مات الطغاة وعاش الشعب سلطانا"

(إدريس حنبلة رحمه الله)

 

لنا اليوم في اليمن وفي جميع الدول العربية أن نحتفل مع إخواننا في تونس برحيل زين العابدين بن علي الذي وصل الحال بنظامه إلى منع الحجاب في المدارس.. وهي خطوة لم تقدم عليها إلا بعض الدول غير الإسلامية.. فكيف ببلد مسلم؟.. ولنا أن نستعد ونتعلم منهم إلى أن تعود الحق لأهله..

وعلى الشعب التونسي المواصلة إلى أن يحقق الهدف المنشود في حكم نفسه بنفسه، وإحلال هويته وإعادة حقوقه المنهوبة.. ولنا أن نزف معه اليوم أناشيد الثورة، حيث أن شعب تونس ذلك الشعب الذي تلقن ثورته من المفكر والشاعر المجيد أستاذ الثوار أبوالقاسم الشابي..

ولهم نهتف نشيد عبدالله عبدالوهاب نعمان رحمه الله:

اهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يُذَلُّ

وقفوا للشعب إن الشعب أولى من يُجَلُّ

وثقوا بالشعب إن الشعب شهمٌ لا يُغَلُّ

وادخلوا في الشعب إن الشعب أفياءٌ وظلُّ

واعملوا للشعب بالشعب..

فما خاب سيفٌ بيد الشعب يَصِلُّ!..

فما خاب سيفٌ بيد الشعب يَصِلُّ!..

ونوجه للأنظمة والشعوب العربية أبيات الشابي:

يقولون: «صوت المستذلين خافتٌ.. وسمع طغاة الأرض "أطرش" أضخمُ

وفي صيحة الشعب المسخر زعزعٌ .. تخر لها شُمُّ العروش، وتهدمُ

ولعلعة الحق الغضوض لها صدى .. ودمدمة الحرب الضروس لها فمُ

إذا التف حول الحق قومٌ فإنه .. يصرم أحداث الزمان ويبرمُ

لك الويل يا صرح المظالم من غد .. إذا نهض المستضعفون، وصمموا!

إذا حطم المستعبدون قيودهم .. وصبوا حميم السخط أيان تعلمُ..!

أغرك أن الشعب مغض على قذى .. وأن الفضاء الرحب وسنان، مظلمُ؟

وختاما؛ نزف إليهم أبيات أبو الأحرار اليمنيين محمد محمود الزبيري:

"صيحة الشعب في بلاد (الشابي) .. أشعليها ناراً وثوري وزيدي

إزحفي كالطوفان يا ثورة الشعب..إلينا ودمدمي كالرعود

طهري جونا من الموت والصمت.. وهزي لنا بقايا لحود

إخوة نحن في القيود فهيا.. لنكن إخوةً بخلع القيود"

لنكن إخوةً بخلع القيود..

لنكن إخوةً بخلع القيود..

(بتصرف)