انا الطفل اليمني
بقلم/ دكتور/عبدالله عبدالصمد
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الجمعة 15 ديسمبر-كانون الأول 2006 09:44 م

مأرب برس - خاص

الخالة الطيبة النجمة العالمية (نجمة البوب) الأمريكية مادونا . البالغة من العمر 48 عاما وأم الطفلين روكو في الخامسة ولورديس في السابعة . وتعيشون حاليا في مدينة الضباب لندن ومعكم طفلك الجديد بالتبني من مالوي ديفيد باندا

وسمعت كمان يا خالة انك تقومي ببناء مركز رعاية لحوالي 4 ألاف طفل . وتسعي لجمع 3 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع خيرية للأطفال وانك وقفتي ضد الحرب على العراق وقلتي ( أنة أمر سخيف أن الولايات المتحدة يمكنها ان تقضي على الإرهاب بإسقاط أطنان القنابل على ناس ابريا.

وتكتبي قصص للأطفال (الوردة الانجليزية) - كما وكأنك نطقتي بلساني وحال كل أطفال اليمن عندما قلتي ( لدينا أشخاص لا يريدون حتى مجرد التفكير وكل ما يعنيهم هو ما يخصهم وأنهم أنانيون ومحدودون في فكرهم ويشعرون بالرهبة في اختيارهم ).

يا خالة اعذريني ولكن سأحاول أن احكي لك حالي وهو يشبه حال أطفال اليمن .

انا طفل ولدت بعد الوحدة ولست من الأيتام أصبحت بعد الحلم ( الوحدة ) فقير انا وأسرتي - والدي يا خالة عمرة 40 عام وهوا ألان بدون عمل - خرجوه يا خالة من شغله بعد الحرب وهوا حاليا من أعضاء حزب (خليك في البيت ) وهذا حزب كل يوم يزداد أعضاءه بشكل مخيف .

والدي عنده حالة نفسية زي كثير أصحابة وصار عصبي وكثير الصياح والصراخ ويقول خلونا بحالي او بانتحر وأنا وأخواني وأمي صرنا نخاف علية . والدي يا خالة لا يستطيع ان يوفر لنا محتاجات البيت ولأخواني الصغار مصاريف المدرسة - وأنا تركت المدرسة يا خالة من الفقر .

نحن نعيش في بيت صغير وخاصة أبناء الجنوب لان الدولة السابقة في عدن كانت هيا المسئولة عن توفير السكن والعلاج المجاني والأمن - ونحن يا خالة بيتنا فيه غرفتين والأسرة كبيرة والبيت صار غير صحي ولا للاستعمال الآدمي .

والدي كان معه ارض صرفت له في السابق بس يا خالة اجى واحد ومعه عسكر وشلوها وكمان هددوه - وبنى بيت صغير قالوا عشوائي واجت الحررارة وكسرتة قالوا أوامر عليا.

يا خالة ايش أقولك الحالة صعبة جدا - عندما امرض او أخواني لا نذهب إلى الطبيب ومستشفيات الحكومة فاضيه وصارت بالفلوس وتعبنا يا خالة من أكل الخبز اليابس والروتي الصغير مع الشاي وأحيانا بلا عشاء - وأحيانا الغداء قصعة تونة مع الرز - اما السمك أصبح عملة صعبة رغم إننا من أغنى دول العالم بتصدير السمك بانواعة - اما اللحم يا خالة فقط أصبحنا نشاهده عند محلات الجزارين او نشم روائحه عند المخابز والمطاعم . نعم يا خالة كنا نأكل أيام العيد لحم ولكن نسيناها من 1994 عندما أخرجوا الوالد من الشغل وقالوا انفصالي .

يا خالة أطفال الحارة أكثرهم في الشوارع وبعضهم تعلم الشحت في الطرقات وآخرين يعملوا في ورش ومخابز أعمال كبيرة وصعبة على الرجال - وصاروا الأطفال يخزنوا قات ويدخنوا شيشه ويشربوا دواء ديزبام نعم ينسي الهم .

وفي أباء يرسلوا أولادهم إلى الدول المجاورة للشحت والتسول - لان في بلادنا صار التنافس في الشحت كبير وقلة فرص الكثيرين -- والآلاف الأطفال يا خالة يتعرضوا للاغتصاب والموت والنهب في تلك الدول وعلى الحدود .

المهم يا خالة ما بطول عليك سمعت انك غنية ودخلك في السنة 27 مليون جنية وتساعدي الفقراء والمساكين وتبني المدارس والملاجئ .

يا خالة لكن غربية أنتي معك مش كثير فلوس وتساعدي الكثيرين - لأننا سمعت يا خالة والله يعلم ان الزعيم معه 20 مليار دولار يعني أغنى منك بكثير -- والزعيم كان عندكم في لندن في مؤتمر الشحت وحصل قرابة 5 مليار دولار والزعيم يا خالة قال في الانتخابات إن معه في البنك المركزي 3 مليار دولار - وقالوا بلادنا تصدر ذهب والبترول يا خالة كل يوم يقولوا اكتشاف جديد - وباعوا الميناء وغيرة وخصصوا المصانع يعني الخزينة مليان .

تصوري يا خالة حتى البحر والشواطئ والجبال قسموها في ما بينهم - يعني غريب بيكون صعب على المواطن السباحة ( بيقولوا ملكية خاصة) اعرف أنني أرهقت مشاعرك الحساسة يا خالة وأنا أسف كثير - في الأخير يا خالة وأنا في كامل قواي العقلية أحب ان تأخذيني ابن لك بالتبني -- ولو أمكن يا خالة أخواني كمان وأبي وأمي وجدتي المسكينة ولو تقدري كمان أصحابي وأولاد الحارة والمدرسة وكل الوطن .

فقط يا خالة أريد ان أحذرك من ألان - في حال موافقتك - انتبهي ترسلي الموافقة إلى الحكومة اليمنية - بعدين بيقوموا يرسلوا أولاد المسئولين بدلا عنا وبتروح علينا فرصة العمر -- يا خالة او الأفضل تتبني السلطة حقنا - ويمكن أن يتغير الحال بعد ذلك مع تحياتي وقبلاتي الحارة .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
إلى قادة مليشيات الحوثي: آن الأوان لمواجهة الحقيقة
سيف الحاضري
كتابات
كاتب/رداد السلاميمشروع موت؟
كاتب/رداد السلامي
كاتب/محمد الشبيريفلسطين...إلى أين ؟!
كاتب/محمد الشبيري
دبلوماسيون ..أم تجار سجائر ؟
رسالة إلى الدكتور الدرة وأمثاله -
عادل احمد المخلافي
مشاهدة المزيد