اعتراف الحوثيين بخسائر فادحة نتيجة الغارات علي صنعاء الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية البيجر المفخخة ضد حزب الله ترامب يتعهد بإنهاء حروب أوكرانيا ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة ترمب يثير الجدل بشأن استعادة قناة بنما ويكشف عن لقاء مع بوتين مواجهات وتطورات خطيرة في مخيم جنين بالضفة الغربية هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم
في أواخر الشهر الكريم، زرتُ إحدى محافظات الجمهورية المشهورة بالزراعة، فوجدتها بفضل الله غير كل عام، أرض خصبة، وجداولها جارية، مروجها خضراء وبساتينها عامرة بالزرع المُبارك الذي يسر الناظرين فسبحان الله أحسن الخالقين.
منّ الله - عز وجل - علينا في اليمن هذا العام بأمطار يقول بعض كبار السن من المزارعين أن مثل هذه الأمطار لم تهطل منذ ثلاثين عاماً، فالحمد لله والشكر على نعمته التي أنعمها علينا ونحن عباده العصاة المقصرون.
في السنوات الماضية، كاد اليأس أن يتسلل إلى قلوب بعض المُزارعين، عندما كانوا يشاهدون زرعهم يصفر ويجف ويموت ولا يجنون منه سوى الحسرة على الجهد والمال الذي بذلوه في الغرس والحرث والحرص، ولكن الله - عز وجل - بعباده رحيم، فأكرمنا بشيء من رحمته العظيمة، فهو عز وجل من قال : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28).
كنا عندما نزور أرضاً زراعية في السابق، نجد أهلها في كآبة، ونفوسهم في ضيق، حتى تعاملاتهم فيما بينهم جافة، وهذه الشدة في السلوك والتعامل، ما هي إلا انعكاس لاصفرار الأرض وجفافها. ولكن إذا ما ذهبت اليوم إلى هذه المناطق، ستلمس الطيبة والمرح والنقاء وستشعر باخضرار القلوب، وما هذا الاخضرار إلا انعكاس للسماء الماطرة وللطبيعة الخضراء والأرض الخصبة المثمرة ولله الحمد أولاً وأخيراً.
الأمطار غسلت القلوب وأحيت بعض مناقبها التي كادت أن تغيب، كيف لا والله عز وجل قد قال في محكم كتابه (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ )(الأنبياء: 30)، ويقول:(وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ , فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْييِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(الروم: 49، 50).
إن هذه النعمة تستوجب علينا الحمد والشكر لمن تفضل علينا بها، فالإحسان لا يجازى إلا بإحسان وشكر، ولا يجب علينا أن نجحد بهذه النعمة كما جحد بها أجدادنا عندما منّ الله عليهم بأرض خصبة دائمة الخضرة وجنان وبساتين جعلت من اليمن أرضاً لا تساويها أرض، كما منّ الله عليهم بأن قارب القرى وأمّن وسهّل مسيرهم (سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين). ثم قابلوا هذه النعم بجحود ونكران وأصابهم الجشع والغرور وتمنوا من الله أن يباعد بينهم وبين القرى كي لا يشاركهم الناس في رزقهم فقالوا (ربنا باعد بين أسفارنا). فكان الجزاء أن سلط عليهم جندي من جنوده ليهدم سدودهم ويفرقهم ويشتتهم ويجعلهم عبرة للعالمين (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أُكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل , ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور).
يجب أن نقابل نعم الله بالشكر والتضرع وإيتاء الزكاة كما فرضت، والرجاء من المتفضل الكريم أن يتم فضله علينا وأنه يحفظه لنا إنه القادر على كل شيء وسبحان الله رب العالمين.
Hamdan_alaly@hotmail.com