قافلة السلام ووحدوية أبناء الضالع
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 23 يونيو-حزيران 2010 10:48 م

لقد كنت ضمن الفريق الإعلامي المرافق لقافلة السلام التي انطلقت من مدينة تعز إلى مدينة الضالع للتضامن مع أبنائها الذين تعرضوا للقصف والحصار من قواتنا المسلحة الباسلة المرابطة هناك .

لقد شاهدت الأعلام التشطرية. سمعت الأطفال يهتفون "ثورة ثورة يا جنوب" بل رأيت طفلا في العشرة من عمره يلبس علما شطريا مكتوبا عليه: ارحلوا يا غزاة.

لكن هذا لم يغير من قناعتي بأن أبناء الضالع وحدويون حتى النخاع, وإن كانوا يدعون إلى الانفصال ويهتفون له؛ لأن الذي أوصلهم إلى هذا الحد هي الممارسات الانفصالية التي يقوم بها النظام الحاكم .

فالانفصالي ليس من يرفع العلم أو يردد الهتاف, إنما الانفصالي الحقيقي هو من حوّل الوحدة إلى مشروع شخصي وعمل على مصادر السلطة والثروة وهمش الآخرين ونهب الأرضي وزوّر الانتخابات وقمع الفعاليات السلمية التي تخرج للمطالبة بالحقوق والحريات. الانفصالي الحقيقي هو الذي عمل على عسكرة المدن وإرهاب الناس وقصف المباني السكنية.

لقد زرنا الإحياء السكنية التي تعرضت لقصف في يوم الاثنين الدامي كما يسمونه في الضالع, 7/6/2010, وشاهدنا آثار القصف غير المبرر الذي قامت به قواتنا المسلحة الباسلة وطال المباني السكنية, ورأيت صور القتلى.. إنه شيء يندى له الجبين ويدمى له القلب وتدمع له العين. ما ذنب الأطفال والنساء والمباني السكينة الآمنة؟. لقد زاد هذا العمل من نقمة مواطني الضالع على الوحدة, فقد سمعنا أثناء تجوالنا أحد المواطنين يقول: انظروا ماذا فعلت بنا الوحدة التي كنا نحلم بها, هذا هو الحوار الشامل الذي تريده السلطة ..

الذي يقول إن أبناء الضالع لا يريدون الوحدة مخطئ, فقد وجدت في الضالع شبابا يعتقدون الوحدة دينا وعقيدة, لكنهم يريدون وحدة حقيقية قائمة على العدل والمواطنة المتساوية, وحدة تضمن لهم حقهم في الحياة الكريمة وتوفر لهم فرص عمل.

وفى أثناء تجولي في مدينة الضالع, التقيت بكثير من شباب المدنية ومن خلال الحديث معهم وجدت أنهم لا يريدون أكثر من المواطنة المتساوية والحصول على لقمة عيش كريمة في ظل دولة نظام وقانون.. هذه هي مطالبهم الحقيقية التي يسعون إلى تحقيقها, لكن تصرفات السلطة هي التي جرتهم إلى رفع الأعلام التشطيرية وترديد الهتافات الانفصالية.

ولقد تناقشت مع بعضهم, قلت لهم: إننا في المحافظات الشمالية نعانى أكثر منكم, فقالوا لي: لماذا أنتم ساكتون؟ لماذا لا تخرجون إلى الشارع؟ لماذا لا تفعلون مثلنا وتقطعون الطريق على دعاة الفرقة والانفصال؟.

دخلت إلى أحد المطاعم في المدينة, فسألت صاحب المطعم: من أي منطقة هو؟ فقال من محافظة تعز, فسألته إن كان يتعرض لمضايقات فنفى بشدة, وقال: أبناء الضالع إخواننا نحن نعيش معهم منذ فترة طويلة ونحبهم ويحبوننا .

القافلة كانت عمل رائع رحب بها أبناء الضالع بعكس من يقول إنهم لم يستقبلوها, فقد أخبرني الكثير من الزملاء الإخوة أنهم لم يكونوا يعلمون بأمرها, ولو تم التواصل المسبق معهم لكان حدث لها استقبال شعبي كبير من قبل أبناء الضالع, لذلك هم يدعون إلى تسيير قوافل أخرى؛ لأنها سوف تعمل على تخفيف الاحتقان وتهدئة النفوس.