آخر الاخبار

الطقس المتوقع في المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمة أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران؟ نداء إستغاثة عاجل: الأسر النازحة في مأرب تواجه كارثة إنسانية بسبب البرد القارس إدانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي هيئة الترفيه السعودية تكشف مواعيد حفلات رأس السنة 2025 في المملكه.. تعرف على قائمة أسعار التذاكر دولة خليجية تقرر سحب الجنسية من قرابة ثلاثة ألف شخص وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم

قراءة في مقابلة الشيخ حميد الأحمر على الجزيرة
بقلم/ أبو الأمير العولقي
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 13 يوماً
الخميس 06 أغسطس-آب 2009 06:22 م

تابع الملايين مقابلة الشيخ حميد الأحمر على قناة الجزيرة في برنامج بلاحدود التي ناقشت العديد من قضايا اليمن من صعدة إلى الضالع، و من الحراك إلى النظام الحالي. و ربما كان في مقدمة المتابعين الرئيسين صانعي الوحدة؛ أحدهما من قصره في دار الرئاسة و الآخر من منزله في ألمانيا. و آخرون كثيرون من صناع القرار في اليمن و اللاعبين الرئيسيين في السياسة اليمنية. كلهم يتابعون ما يقوله هذا السياسي الشاب صاحب النفوذ القبلي المتمثل في قبيلة حاشد و الثقل السياسي المتمثل في حزب الإصلاح و لجنة الحوار الوطني حديثة الإنشاء.

إن أول ما يلفت نظر المتابع لهذه المقابلة هي حنكة الرجل السياسية و فطنته و قدرته على الحوار و ربما حتى المراوغة في الإجابة على الأسئلة الحساسة التي كثرت بها المقابلة. تمنيت لو كان أحمد منصور هو مدير الحوار بسبب خبرته الأكثر بقضايا اليمن و تاريخه السياسي إلا أن المذيعة البديلة لم تكن أقل جهداً من إبراز الكثير من النقاط المهمة عن الواقع اليمني الحالي.

الشيخ حميد الأحمر ظهر اليوم أشد قسوة على السلطة و على رأسها الرئيس علي عبدالله صالح خصوصا أكثر من أي وقت مضى.

فقد إستغل الشيخ حميد كل فرصة للنيل من أخطاء الرئيس و نظامه و كان واضحاً في طلبه من الرئيس التنحي و قالها بأكثر من صيغة حتى قالها أخيراً صراحه و لم يغلـّفها أو يبطّنها بل و مضى محذراً الرئيس من مغبة تعيين أبنائه و أبناء أخيه في مناصب عسكرية حساسة - يقصد إبنه أحمد و أبناء أخيه محمد و هم يحيى و طارق و عمار- و هدده بأن ذلك قد يعرضه للمساءلة و أنّه بهذا يكون قد خالف الدستور و إقترف الخيانة العظمى!

لم أر أو أسمع أي سياسي يمني مهما كان صريحاً و شجاعاً أن يصل به مهاجمة النظام و شخص الرئيس إلى هذا الحد. فالشيخ حميد يبدو وأنه دخل المقابلة و هو مدرك ما سيكون للمقابلة من أهمية و أدرك أن فرصته في الحديث المباشر للشعب قد سنحت فأخرج ما بجعبته و وضع كل الكروت على الطاولة.

في حديثه الهادئ غازل الشيخ الشاب الكثيرين فبدأ بأهل الجنوب و ثم مرّ بالمديح على قبيلته و أخيه الشيخ صادق ثم مدح الحركة الإسلامية المتمثلة بحزبه التجمع اليمني للإصلاح و مدح الإشتراكي و لم يستثني أحداً من المديح عدا النظام و رئيسه. بل إنه لم يكتفي بعدم المديح للرئيس صالح و بالعكس قام بمهاجمته على جميع الأصعدة و أتهمه بتدمير اليمن و لم يترك الشيخ مجالاً لتبرير ما قاله أو تأويله فقد قال بكل وضوح أن السلطة فاشلة و أن علي عبدالله صالح يقدم مصلحته على مصلحة الوطن و أنه وجب عليه التنحي حفاظا على اليمن و على الوحدة. في إعتقادي أن المقابلة هذه قد طرقت المسمار الأخير في نعش العلاقة بين الشيخ حميد و الرئيس و هي بحق إعلان البراء و العداء بين آل الشيخ الأحمر و آل أحمر سنحان.

بالطبع فالشيخ حميد يدرك بهذا العمل أن الرئيس و الدولة بكل مؤسساتهم ستكون ضده و إن صحافة السلطة ستعلن الحرب الضروس عليه و على حزبه و تاريخ أسرته و أن تجارته ستتضرر أيّما ضرر و سيدفع ثمن هذا الحديث الكثير.

حاشد التي غازلها السياسي الشاب كانت أيضاً محور حديث في المقابلة، و حاشد التي ينتمي إليها حميد ينتمي إليها الرئيس صالح أيضاً فلمن سيكون ولاء حاشد مستقبلاً؟ بالتأكيد فإن الرئيس سيطلب من مشائخ حاشد و بقية المشائخ الإختيار و إعلان الولاء هل هم معه أم ضده. و لا بد للمشائخ من الإختيار بين حميد و المعارضة من طرف أو الرئيس و الدولة من طرف آخر و الإختيار الأنسب للكثير من المشائخ بالطبع سيكون ضد الشيخ حميد.

حميد الأحمر طبعاً يراهن عكس ذلك و ذاك واضح من خطابه الذي قال فيه أن حاشد طالما وقفت ضد الظلم و تقف دائما إلى جانب الحق و لكن لا يدرك الشيخ الأحمر الصغير أن حاشد اليوم ليست حاشد الأمس و أنها وقفت و إتحدت ضد الإمام بالأمس و لكنها لن تقف اليوم ضد أحد أبنائها و هو الرئيس صالح. فالمعادلة تغيرت و الأدوار إختلفت.

ربما أكثر من سيواجه هذا الإحراج في الإختيار هم إخوة الشيخ حميد أمثال الشيخ الأكبر صادق و الشيخ حمير عضو مجلس رئاسة البرلمان و حاشد نائب وزير الشباب و هؤلاء لهم علاقة جيده بالرئيس و النظام ككل و لكن تصرفات أخيهم و حديثه الليلة سوف يحيزهم إلى أخيهم بالطبع و يقصيهم عن الرئيس.

حاول حميد أن يخطب ودّ الجنوبيين أيضاً عندما تعاطف مع مظالمهم و طالب صراحة بأن يكون الرئيس القادم لليمن جنوبياً ليشعر أبناء الجنوب أنهم شركاء في الوحدة و في صناعة القرار. هذه النقطة ستجمع حول الشيخ حميد الكثير من الأصوات الجنوبية و لكنها ستخسره الكثير أيضاً. فاليمن لم تصل إلى حد البلوغ الديمقراطي ليكون التبادل سلمي للسلطة بل و أن يكون الرئيس من الأقلية الجنوبية وليحكم الأكثرية الشمالية.

في الأخير، أقول أنه مهما قيل عن أن الرجل تمادى في هجومه على النظام إلا أنني - و سيوافقني الكثير- أعتقد أن حديث الشيخ حميد الأحمر كان صريحاً صادقاً في الصميم. و هو الكلام الذي نحتاجه اليوم لإنقاذ اليمن كل اليمن من الوضع السياسي و الإقتصادي المتردي. عسى أن يكون ما قاله مصلحة لليمن و شعب اليمن و يوقظ الله به همماً قد سكنت و ضمائر قد غفلت. فقد كان حميد في المقابلة لسان حال الكثيرين و ما أتى إلا بلب الحديث و صدقنا القول و لو أن الصدق مرّ.