بعد تسعة أشهر ... ثورتنا لا هيكلهم
بقلم/ محمد احمد العقاب
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 10 أيام
الأربعاء 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 10:56 ص

يتساءل اليمنيون اليوم في كافة أرجاء الوطن أسئلة كثيرة بديهية وعفوية كعفوية تصرفاتهم ورقة أفئدتهم ...عن مصيرهم ، وعن ما سيئول إليه الوطن ، وعن موعد ولادة ثورتهم التي تعذرت ولادتها الطبيعية والقيصرية رغم مرور تسعة أشهر من إجهادات الحمل وتعدد حالات الإجهاض .

أسئلة مهمة بحجم الأمل الكبير الذي رسم مع بزوغ الثورة ...فماذا ينتظر الوطن الذي من المفترض أن يكون سعيد؟

في الحقيقة ومن خلال استقراء موضوعي لمسار الثورة اليمنية يتضح أن سيناريوهات مرسومة ومتداخلة تتشكل لدى مكونات المجتمع اليمني حول المرحلة القريبة القادمة تتجلى على النحو التالي :

-سيناريو الحلحلة السياسية ...تمثل هذا السيناريو بالمبادرات السياسية المتعددة النسخ والقابلة للتعديل والتأويل حول التنفيذ والتفسير مرورا بالتدويل ،وفي الحقيقة هذا السيناريو هو إعادة لتوليفة سياسية لا تخدم حلم المواطن اليمني بقدر ما تخدم وتنفذ أجندات ومصالح دول إقليمية تعمل على ترتيب موازين قوى ترتبط فيها مباشرة ، ولا يمكن أن يعول عليها المواطن اليمني إطلاقا في بناء الحلم المنشود بقدر ما ستكون حالة من فرض منطق القوى على منطق القانون والهيمنة على طابع المدنية ، وهذا السيناريو يمثل اغتيال فاضح للإستراتيجية الثورية فهدفه الأساسي إعادة ترتيب التوليفة السياسية القديمة بقالب جديد يطغي على المكونات الثورية ويذيبها .

-سيناريو الفوضى الممنهجة ...وبرز هذا السيناريو واتضحت معالمه من خلال التحالفات القبلية وإعادة طابع الحروب الأهلية بنسخة محدثة كتلك التي في حجة والجوف وعمران وتعز ،ولكي نكون أكثر دقة في التوصيف فان ثمة رؤية تنفرد بها حالة عن أخرى ، ففي حين تستفيد بعض الأطراف من نقل المعركة إلى تعز لكي يخف عنها الضغط والحصار في صنعاء يتكبد أبناء تعز الأحرار ويلات معارك أهلكت كل ما هو جميل في هذه المحافظة وشوهت الوجه الحضاري في حالة توحي لحجم الحقد المنصب نحو هذه المدينة (وبإمكان القارئ العودة لمقال بعنوان .لماذا تعز...)الذي يوضح الخصوصية التي تنفرد بها عاصمة الثورة .

أما الصدامات التي جرت في حجة وعمران ومن قبلها الجوف والتحالفات التي غلب عليها الطابع الديني الفئوي فأكاد اجزم أنها حرب تدار بالوكالة لأطراف إقليمية والمستفيد في هذا السيناريو هو النظام .
-سيناريو تصحيح المسار الثوري ...اعتقد أن هذا السيناريو هو القول الفصل في مسيرة الثورة اليمنية يتمثل هذا السيناريو بخروج الفئة الصامتة والأحرار من الشباب والمستقلين من كافة أطياف المجتمع اليمني من الذين لا يزالون يؤمنون بالوطن بعيدا عن سياسة العهر السياسي والمتاجرة السياسية لتشكيل قوة ثالثة تعمل على حسم الثورة وتصحيح مسارها وتطهير عفتها .

ولعل شعار (ارحلوا جميعا ) يعتبر نواة مهمة لذلك رغم الخوف الشديد من قيام النظام أو التيار المتشدد في أزقة الثورة وبعض المد جنيين الثوار بعملية وأد لهذه الفئة أو القوة وتبادل الاتهامات في سلسلة من مسرحيات سابقة سجلت ضد (مجهول ).

ولتأكيد أهمية هذه القوة في الحسم يمكننا تخيل الخوف الذي ظهر جليا على ملامح النظام وأرباب النظام السابقين وذوي الماضي الأسود من هذه القوة تجلى من خلال الحرب الإعلامية والتراشق الخطابي الذي رافق بروز هذه القوة رغم التقاعس الذي قامت به وسائل الإعلام في التغطية ، وأتمنى أن يتم استدعاء (روسيا اليوم - وفرانس 24 – والقناة الألمانية – وبي بي سي ) للتغطية الإعلامية نظرا لوجود ما يمكن أن نقول عنه شيئا من المهنية في هذه المؤسسات .

شخصيا أراهن على الأخوة في المحافظات الجنوبية وأبناء محافظات (04) بالانضمام لشعار ارحلوا جميعا ..لان أبناء هذه المحافظات خسروا كثيرا بل كانوا ضحية في صداقات الأمس وخلافات اليوم ولطالما تم النظر إليهم كتابع في النحو والصرف .

وأمام كل ما يمكن أن نتصوره فان الوضع يبدو متداخل جدا ، وحالة من الإقصاءات والكفر بمضامين الشراكة الوطنية تبدوا واضحة من خلال التعيينات السرية في أزقة الثورة ومن خلال التعيينات السرية في أزقة النظام مما يوحي بمؤامرة مبيته مسبقا متفق عليها سلفا معلن عنها كحالة خلاف تتمثل بالقضاء على الثورة (أو بالأحرى القضاء على الشعب ) تحت منطق الخلاف للمحافظة على هيكلة القبيلة الواحدة وضمان المحافظة حفظ مصالحها في المراحل القادمة .

لذلك فأن حالة يجب أن تتشكل تتمثل بتصحيح مسار الثورة لنعلن رحيلهم جميعا والمحافظة على ثورتنا و...لا لهيكلهم .