هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
لماذا نكتب عن هذه العشر خصيصاً ؟؟ لأنها مهمة و أهميتها استثنائية في زمن استثنائي ...هي مهمة لأنها تمثل ثلث رمضان الأخير وهو ثلث يمثل فرصة لأهل المزيد في ما قبله وللتعويض لمن فاته الاجتهاد في ثلثي الشهر الأوليين و قد يكون الاعتكاف في جانب منه لهذا التعويض ، هي مهمة لان بها ليلة القدر و العمل الصالح فيها يعدل عمل 83 سنة ليس فيها ليلة قدر، ومن منا يعش 83 سنة في طاعة؟؟ فلا سن طفولة فيها ولا نوم ولا غفلة و لا طريق ولا وقت لا طاعة فيه ؟؟ إنها باختصار فرصة لا تعوض الأصل لها التشمير عن ساعد الطاعة والمسارعة لإدراكها و الظفر بخيرها ،هي مجرد عشر أيام من العام ولكنها الأغلى من بينها كلها ،هي عشر ليال لكنها الأغلى و الأهم من كل الليالي عداها،المحروم من حرم خيرها ، و العشر الأواخر مهمة لان فيها شرع الاعتكاف في بيوت الله وقد حرص على ذلك الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم منذ مقدمه إلى المدينة المنورة وحتى التحاقه بالرفيق الأعلى .
مضيعات نحذر منها..
تكثر مشاغل المسلم كلما اخذ رمضان بالانصرام ،فمنذ حلول منتصفه يبدأ في مهمة البحث عن كساء العيد له ولمن يعول ،و كم يتمنى المرء ان تنعكس هذه الظاهرة بان يبادر أصحاب المحلات التجارية ومعهم تجار الجملة في إنزال ملابس العيد في مستهل الشهر ليتفرغ الناس للعشر لا للكساء و لكن مع هذا فان باستطاعة المرء ان يجعل وقت البحث عن لباس العيد في الصباح والظهر والعصر لا المساء وليختصر وليسرع في قضاء هذا الأمر مستعيناً بالله . ليجعل الليل لما هو أهله ،فعن عائشة - رضي الله عنها- قالت ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) متفق عليه. وفي هذه الليال العشر الغالية جداً لا يتوقف البعض ولا يتردد ان يمضي وقتها في لعب الورقة أو الضمنة أو جلسات القيل والقال وربما أمام شاشات تعرض ما لا تحل مشاهدته واستماعه وفي ليال قدرية وللشيطان وأعوانه من الإنس فنون في صرف الناس عن مواسم الآخرة و الروحانية العالية والتقوى المُحلقة و نفحات الأنس بالله والعيش في الرحاب الطاهرة . ومما يؤدي إلى الضياع للأجر والفرصة الانشغال بالمفضول من أعمال الخير عن الفاضل في هذه الأيام والليالي..
لماذا نغفل ونضيع؟؟:
1. إيماننا الضعيف أو المتضائل بالغيب الذي اخبر الله به واخبر به رسوله الصادق الأمين.
2. انصراف همتنا وهمنا للعاجلة التافهة عن الآخرة عظيمة القدر والشأن ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )).
3.تفضيلنا للعاجل المنظور والمحسوس على الآجل المستور أو النظرة المادية البحتة التي تنحصر في الدنيا((وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)))سورة الروم . وما أدق تصوير هذه الآيات لهذا الجانب في حياة الإنسان الذي طالما أقعده عن سُبل فلاحه ونجاحه ونجاته ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) ))..إيه ما أحوجنا إلى تدبر كتاب ربنا وتنزيله على آفات أنفسنا وعيوبها لتهتدي به وترتقي إلى مصاف السعداء أهل الجزاء الأوفاء في الدار الأخرى .
4.التسويف في الأعمال الصالحة وتأجيلها وهذا يضيع الأوقات الفاضلات ويشغلها بالتوافه وما لا تُحمد عُقباه.
5. الغفلة عن مكائد الشيطان وأساليبه في تفويت فرصة عمل الخير وموسمه و أروع وقته على المسلم والمسلمة.
6. عدم الترتيب الصحيح أو الإدراك الصحيح للأولويات وبالتالي تقديم الأريح للنفس مما هو اقل فائدة وجدوى وأهمية على الأكبر فائدة وجدوى وأهمية وما فيه قدر من المشقة على النفس.
7. الفشل في ترتيب وقت النوم والطاعة المحضة..فلبدنك عليك حق ولكن لابد من اختيار وضبط والتحديد الصارم لذلك..
8. صرف الوقت أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر في غير ما استماع أو كتابة لما العشر له أهل للانشغال به وانصراف الهمة إليه . ومع هذا لا بأس ان نروح عن قلوبنا حتى لا تمل ولكن بحساب للوقت لا غفلة فما أسرع الشاشات في إنتهاب الوقت والإيمان ان حاد صاحبها عن الجادة.
9. الكسل ،ويدفعه و يُخلص الإنسان منه ،تصور الخسارة في الدنيا والآخرة التي تعود على الكسول بسبب كسله ، والاستعاذة بالله من الكسل ،وقد استعاذ منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء الجامع ((اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و عذاب القبر و فتنة الدجال اللهم آت نفسي تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و من دعوة لا يستجاب لها)) .
10. البخل عن الإنفاق في سبيل الله سواء بمنع الزكاة لمن وجبت عليه أو إخراجها وتوزيعها بصورة غير صحيحة أو منع و الامتناع عن الإنفاق على الفقراء والمساكين وأوجه البر والخير المتنوعة ، وقد وردت الاستعاذة بالله من البخل في الدعاء إليه ومما يُخلص الإنسان من شر البخل تذكر فضل الله عليه ،وتذكر ما أعده الله للمنفقين من الزيادة والبركة في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262))) سورة البقرة .
تذكرة على الطريق:
· علينا أن لا نغفل عن قول الله تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) و قول الحبيب المحبوب(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرؤ ما نوى )) ،فلذا علينا ان نستحضر الإخلاص والنية الخالصة فنقصد بكل عملنا إرضاء الله والفوز بالأجر والمثوبة.
· علينا ان لا نغفل عن شكر الله لكل توفيق يوفقنا إياه ونحن في موسم الطاعات رمضان المبارك بشكل عام والعشر الأواخر بشكل خاص فالشكر مدخل للمزيد و للثبات على الخير الذي أقامنا الله فيه و وفقنا إليه سبحانه قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) فلنشكر الله المنعم المتفضل على توفيقه باللسان وبالجوارح والجنان وليكن لقولنا ((ربنا و لك الحمد )) معنى ولذة في قلوبنا باستشعار توفيقه جل جلاله يدفعنا للزيادة بالقول : ((" اللهم ربنا لك الحمد مِلْءَ السماوات ومِلْءَ الأر ض، ومِلْءَ ما شئت من شيء بعدُ، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلّنا لك عَبْدٌ ، لا مانعَ لما أعطيتَ ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجَدُّ ".))
· (( من لمح له فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف ))،هكذا قال احد المربين وحين نتذكر ثواب العمل الصالح يزيد اجتهادنا فيه ويزيد اجتهادنا على أداءه على الوجه الأكمل والصورة الأنصع والمضمون الأكثر إشراقاً و وقعاً على الروح والقلب والجوارح.
ركائز لنيل الغنائم:
1ـ حدد لك هدف في هذه العشر ، ألا وهو الظفر بغنيمتها الهائلة ، حتى تسدد نحوه تماما ، ما لم فان جهودك ستذهب هباء ووقتك سيذهب سُدى ، دون أن تبلغ المقصود و دون ان تنال المأمول.
2ـ ثق بالنجاح في تحقيق الهدف الذي رسمته ولا تنشغل ببُنيّات أهداف الطريق الصادة والمقعدة عن بلوغ الهدف المقصود عند ابتدائها .
3 ـ استعداد لدفع التضحيات اللازمة للنجاح في تحقيق الهدف سواءً كانت التضحية بتعب أو مال أو وقت أو عرق أو مثابرة أو انتهاء عن الملهيات التي ترتاح لها النفس وتعوّق الوصول إلى الهدف.
4 ـ عزيمة صادقة لا تقبل الحل ولا الطي إلا ببلوغ الهدف .
5 ـ الاستعانة بالله تعالى ،القدير العزيز الوهاب ، مسبب الأسباب ، خفي الألطاف . و أعظم ما تطلبه من مولاك هو ما هو طالبه منك كما قال الإمام ابن عطاء الله السكندري في احد حكمه البالغة .
6 ـ توكل على الله ، فلا يغتر الإنسان بسابق أو سوابق نجاحه ، ولا بذكائه ، ولا سعة عقله وتفكيره .
7 ـ قال احد الصالحين : (( كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد )) .
8 ـ تنظيم الوقت وتخصيص وقت للعمل الموصل إلى ذلك الهدف لا أن تجعل لبلوغ ذلك الهدف فائض الوقت أو تنتظر أن يصفو مزاجك فان المزاج لا يصفو غالباً إلا لما لا تكلفة فيه ولا جهد ، والهدف الحقيقي هو الهدف الذي لابد لبلوغه من جهد ، بل انه كلما عظم ذلك الهدف كلما عظم الجهد اللازم لبلوغه .
9 ـ حلم جميل بتحقيق الهدف ، والحلم هنا مهم ولكن بعد الالتزام بكل ما سبق ، احلم بهدفك في العشر وقد تحقق ، تخيّل هدفك يتحقق ، توهم أمنيتك تتحقق ، حدّث نفسك بقدر سعادتك حين تحقق ذلك النجاح وهذا الهدف ، توهم أنّ هدفك قد تحقق فكيف ستكون مشاعرك ، وهذا الحلم أمر مهم جداً فهو دافع قوي لك لتواصل مسعاك نحو الهدف أو تبتدئه ، خصوصاً إذا فترت الهمة ، ووهنت العزيمة ، أو توعّرت المسالك وبدأت نفسك تغزل خيوط اليأس ، أو زادت العراقيل والمنغصات والمكدرات والملهيات عن الهدف الذي رسمته وآمنت به وعزمت على اجتراحه . وفي المقابل توهم انّك فشلت في بلوغ الهدف وتحقيق النجاح فكيف سيكون حالك وكم ستكون ندامتك وحسرتك ، وقد ألف الحارث المحاسبي كتاب كامل باسم ( التوهم ) خاص بتوهم دخول الجنة و توهم دخول النار .
10 ـ مطالعة لحال السلف في هذه الأيام والليالي ففيهما دافعية لك نحو هدفك بل ولو انك لم ترسم لنفسك هدف تنجح في تحقيقه فان تلك المطالعة ستجعلك ترسم لنفسك هدف أو أهداف تسعى للنجاح في بلوغها ، ومن ثم الالتذاذ بلذة النجاح ، وقد قال الناظم:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إنّ التشبه بالكرام فلاح
الغنيمة الغنيمة:
يُمكن تصنيف المسلمين ذكوراً وإناثاً وهم بصدد العشر الأواخر من رمضان وموسمها العبقري إلى: مغتنم لما مضى من وقته الرمضاني في ما هو أهله و متكاسل ومُفرّط ..وادعوا الكل إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى خلال هذه العشر الأواخر، فنعلنها لله ونعقد العزم و التصميم على أن نجعلها بمثابة دورة إيمانية مكثفة تتضمن ما يلي مع مراعاة أنّ الممكن للرجال فيها أوسع من الممكن للنساء ،أعان الله نساء المسلمين على أعمالهن ومشاغلهن في كل الوقت وفي رمضان خصوصاً ولتسدد إحداهنّ ولتقارب وليزد منها سؤال الله ان ييسر لها أمر استغلال وقت العشر وعونه ،وكلمة هنا للرجال أن يعلموا ويدركوا أنّ للنساء حقهن في الازدياد من العبادة خلال هذه العشر وأعان الله من أعان زوجته أو ابنته أو قريبته ويسر لها هذا الأمر :
أولاً : الحرص على قضاء أطول وقت صحو ممكن في المسجد عبر الاعتكاف ولغير المعتكف عقد الاستعداد للصلاة من قبل الأذان وتوجه إلى المسجد مع الأذان أو قبله وعقد نية الاعتكاف(نويت الاعتكاف في هذا المسجد مدة إقامتي فيه) والنية محلها القلب .
ثانياً : صلاة تحية المسجد و صلاة السُنة الراتبة وخاصة رغيبة الفجر او ركعتي الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها كما ورد في الحديث و في الحديث المتفق عليه : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر)).
ثالثاً : تلاوة وتدبر في القرآن الكريم إلى الصلاة ضمن حزبه في القراءة و التدبر،ومن فرط في ما مضى فهذه فرصته الأخيرة ،ومن أحسن في ما مضى فهذا وقت المزيد ،و لكن من المهم بمكان التدبر والتأمل مع التلاوة و جميل لو اغتنم بعض وقته في قراءة في تفسير أو استماع إلى تفسير .و قد كان الرسول الكريم يتدارس القرآن في رمضان مع جبريل عليه السلام .
رابعاً : مواظبة على الصف الأول و الأولى ان يكون المصلي على يمين الإمام فالأولى إتباع السُنة النبوية و من سبق إلى مباح فهو أحقّ الناس به .
خامساً : مكوث في المسجد أطول مدة ممكنة ـ لغير المعتكف ـ مع مراعاة الوقت اللازم للنوم نهاراً بنية التقوّي على قيام الليل.
سادساً :ترطيب اللسان بذكر الله على كل حال وخاصة خارج المسجد وأن لا ينسى نصيبه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،فيجعل من العشر مدرسة يعود لسانه فيها على ذكر الله فيسهل له هذا بعد رمضان مع تذكر فضل ذكر الله وفضل الصلاة على النبي أو القراءة عنهما .
سابعاً : الحرص على ان يشغل وقت صحوه نهاراً كاملاً بتلاوة وتدبر كتاب الله مع الاستعجال في قضاء حوائجه الضرورية واللازمة خارج السوق.
ثامناً : الحرص على قيام الليل وان يتخذ الأسباب المساعدة على ذلك مثل عدم إجهاد النفس نهاراً بالسير الكثير أو العمل الكثير مثلاً وتجنب الأكل الزائد و البطنة و النوم اللازم فقط ونعلم أنّ نوم الليل لا يماثله نوم و من أفضل أوقات التعويض وقت ما بعد صلاة الفجر مباشرة مع ساعة أو ساعة ونصف من وقت القيلولة فهي مما يعين على السهر ليلاً ،ولمن لم تكفه هذه الأوقات حقاً ان يستعين بنوم أول الليل بعد صلاة التراويح ساعة أو ساعتين، كما لا نغفل قبل هذا عن الاستعانة بالله تعالى على هذا الأمر وشكره من أعماقنا على توفيقنا ،و جميل لمن تعود على أن لا ينام ليل رمضان إلا بعد صلاة الفجر أن يوجه ما اعتاده ألوجهة الصحيحة فيجعل كامل ليله في القيام ، وهذه أهم أعمال القيام:
1. صلاة يطيل في قراءتها ولو منفرداً في بيته ومن المصحف ان لم يكن حافظاً ويحرص فيها على إحضار قلبه ويجاهد نفسه وهواه و خواطره لتحقيق هذا و سيجد الله يعينه ويوفقه ،و ليستشعر مكر الشيطان به ليضيع عليه خشوعه و حضوره مع مولاه وانسه به جل جلاله ،و ليستعن المصلي ولتستعن المُصلية بالله فيسأله ،و تسأله رزق الخشوع في وقت وحالة دعائه ، مع الاجتهاد في دعاء الله أثناء السجود من خير الدنيا والآخرة مع الإكثار من الاستغفار والتوبة وسؤال الله (( اللهم إني أسألك العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر و السلامة من كل إثم ،والفوز بالجنة والنجاة من النار)) .
2. تلاوة في كتاب الله مع التدبر ومما يعين على هذا الاستعاذة الخاشعة والبسملة التي يستحضر فيها صاحبها رحمة الله به فيوفقه إلى التلاوة والتدبر ، وليتفرغ المسلم والمسلمة قلبه وخاطره لكتاب ربه الكريم يتأمله ويعيش أجواء الخطاب الإلهي و يستشعر خطاب الله المباشر و يدعو الله في مواطن النعيم والتوفيق من فضله ويستعيذ بالله في مواطن العذاب ومن أحوال أهل الظلال والغواية .
3. ذكر الله بالقلب واللسان تسبيحاً وتحميداً وتكبيراً وتهليلاً مع مأثور صيغ الذكر وجوامعه ومنها: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ، يا ربي لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا ، ونحوها..
4. الدعاء وقد علم سيد البريات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها حين قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها .. فقال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، ولا توجد في نص الحديث بهذه المناسبة كلمة (كريم) كما أشار الإمام الألباني ،و لنهتم بجوامع الدعاء مثل : ((اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك و نبيك و أعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك و نبيك اللهم إني أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول أو عمل و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا )) وقد صحح الإمام الألباني الحديث الوارد فيه هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
تاسعاً : ان لا تخلو ليلته من ـ التي تبدأ بغروب شمس ذلك اليوم ـ من صدقة يتصدق بها بسر أو علانية ،وكلما كانت أكثر كان هذا أعظم في الأجر وفي الأثر التربوي على النفس ،و لو استطاع السعي في حاجة مسكين أو فقير أو سبيل من سُبل الخير و البر كان هذا أجود .
ملاحظات ختامية:
الأولى : ينسحب بعض المصلين من صلاة الوتر مع إمام التراويح والأولى عدم الانسحاب وإضافة ركعة بعد تسليمة الإمام وذلك حتى نحصل على الأجر الكبير لمن صلى مع الإمام حتى ينصرف والإمام هنا هو إمام الصلاة بغض النظر عن اسمه وإمامته للمسجد بصفة عامة ، والله اعلم.
الثانية : يمتنع البعض عن الاعتكاف بحجة الأعمال الوظيفية والعائلية المطلوب منه انجازها و في هذه الحالة فان على الأخ المسلم ان ينوي الاعتكاف مع استثناء الوقت اللازم والضروري لقضاء تلك الأعمال .
الثالثة : بإمكان الأخ المسلم ان سُدت في وجهه فرصة الاعتكاف الكامل أو شبه الكامل ان يحرص على الاعتكاف ليلاً .
الرابعة : يجتهد بعض الحريصين على الاجتهاد في الطاعة في ليال الوتر من العشر الأواخر فقط والأولى به ان يغتنمها كلها فانه لا يدري على وجه اليقين ايها وتراً وأيها شفعاً في ظل عدم الاستهلال المستمر لميلاد القمر (الشهر الهجري) مع استمرار في عدم اعتماد نتائج المراصد الفلكية،ولا يدري بأي من ليال العشر تكون ليلة العشر ،و إنّ من حكمة الشارع الحكيم في إخفاء ليلة القدر ان يزيد اجتهاد العباد في الطاعة فلكل طاعة أجرها ومكانتها عند الله تعالى .
وختاماً للثوار في الساحات والميادين..
الثورة .. ميادينها رباط و ساحتها اعتكاف على تحصيل الخيرات للأمة ودفع عنها الشرور وهو أعظم عمل ممكن ان ينهض به إنسان ويقصد به رضاء الله ، وحين يمر بها رمضان الثوري فانه يصبغ عليها المزيد من المهابة والوقار ويدفع بأصحابها إلى المزيد من الثبات والصبر والاصطبار ..المئات وربما الآلاف من الملتحقين بركب الثورة المبارك الميمون كانوا قبلها لا يُفرطون في اغتنام العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف في بيوت الرحمن وهاهم يحبسهم العذر عن رحابها التي يغمرهم الشوق إلى جنباتها و واحاتها ، وهم إنما يقومون بواجب الوقت الثوري الذي تُسخر فيه كل الطاقات لتغيير كامل في أداة الحكم بما يجعلها راشدة مُعلية مصلحة الأمة حريصة كل الحرص على ما ينفع الأمة في أمور الدنيا والآخرة.