نظام صالح يحاول تسليم أبين للولايات المتحدة قبل رحيله
بقلم/ مجدي منصور
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
السبت 04 يونيو-حزيران 2011 09:14 م

يعتقد الكثيرون بأن الولايات المتحدة تخشى من سيطرة الإرهابيين في اليمن في حال سقوط النظام، والحقيقة هي العكس، فالولايات المتحدة تخشى أن ينتهي الإرهابيين في اليمن بعد سقوط النظام!!

فالولايات المتحدة ،حالها كحال نظام صالح، يلعبان بورقة الإرهاب والقاعدة لتحقيق أهداف خاصة بهم.

فالولايات المتحدة تعتمد منذ سنوات على نظام صالح في تحريك العمليات الإرهابية في الزمان والمكان والطريقة التي تحتاجها أمريكا، وما حوادث الطرود الإرهابية المفخخة في السنة السابقة إلا إحدى المسرحيات الإرهابية التي أخرجتها الأجهزة الأمنية اليمنية بإشراف الأجهزة الاستخباراتية الامريكية.

فالإدارة الأمريكية لا يمكن لها أن تستمر في سياسات التدخل في العالم، ولا في بقاء أساطيلها خارج حدودها، ولا في فرض سياسات داخلية أمنية، لا يمكن أن يتم لها كل ذلك إلا باستمرار ملف الإرهاب، الذي لا بد له أن يهدد أمريكا في عقر دارها بين الحين والآخر، ليمنحها حرية ومبرر التصرف داخل وخارج حدودها.

أما موضوع الابتزاز، فهو ليس ابتزاز نظام صالح للولايات المتحدة، وإنما نظام صالح واللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية يقومان معا بابتزاز المجتمع الدولي في موضوع الإرهاب بل وأيضا ابتزاز الشعب الأمريكي والشعب اليمني، علما بأن هناك دوائر أمريكية رفيعة ليس لها علم بهذا، ولا يمكن لها أن تصدق هذا التحليل، فضلا عن الشعب الأمريكي المسكين.

إن انتصار الثورة اليمنية، بشبابها وأحزابها وقبائلها وجيشها، يعني القضاء على المجاميع الإرهابية التي تحركها الأجهزة الأمنية اليمنية-الأمريكية، وهذا ما تعلمه الإدارة الأمريكية وتسعى من خلال نظام صالح إلى إفشاله.

 وما تبقى من تنظيم قاعدة حقيقي بعد انتصار الثورة لا يمكن أن يقوم بعمليات إرهابية في ظل نشوء نظام يمني عادل وقوي، ولا يمكن أيضا أن يجد أنصارا خاصة عندما يصبح للتيار الإسلامي الوسطي مكانته الحقيقية في النظام والدولة، وليس الوسطية الزائفة التي طالما روجت لها أكثر الأنظمة العربية ديكتاتورية وبطشا، وهي وسطية الانعزال والتقوقع داخل قبب الجوامع!

ولذا تجد الولايات المتحدة أن انتصار الثورة اليمنية يعني هزيمة الإرهاب في اليمن، وبالتالي هزيمة الورقة الأمريكية الكبرى التي تتلاعب بها على العالم. ولذا فكلما وجدت أمريكا أن فرصة بقاء صالح أو نظامه المولد للإرهاب اصبحت غير ممكنة، فإنها تطالب النظام على الأقل أن يجر اليمن إلى حرب أهلية قبل الرحيل، وذلك لتتمكن من التدخل في اليمن عن طريق مجلس الأمن، فاجتماع مجلس الأمن يتم تأجيله من قبل أمريكا إلى أن ينجح صالح في جر اليمن لحرب أهلية.

ولهذا فإن تسليم نظام صالح بعض المناطق اليمنية لمجاميع إرهابية، هو ليس تحد للولايات المتحدة، ولا ابتزاز، وإنما هو فعل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتجد أمريكا المبرر في الدخول العسكري إلى المنطقة قبل أن تتسلمها الثورة اليمنية، بمعنى أنه يمرر الكرة سريعا لصالح الولايات المتحدة كي لا تقع في يد الثورة، والحرب الأهلية هي أيضا مطلب أمريكي، كي تكون القوى الثورية والجيش في حالة إنهاك وصراع، وبالتالي تضمن أمريكا أن تبقى المجاميع الإرهابية في مآوى آمن لتنفذ ما يوكل إليها من عمليات إرهابية تحتاجها أمريكا، وتضمن أيضا الولايات المتحدة المشاركة الواسعة في تكوين واختيار الحكومات اليمنية الضعيفة الجديدة وسياساتها.

ولذا علينا أن ندعو الله أن تنتصر الثورة بإذن الله، وقواها العسكرية والقبلية والشبابية والحزبية والمجتمعية في كامل قواها.