تعز بين انتقام القوة وبشائر النصر
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 31 مايو 2011 02:15 م

اليك يا مدينتي الغالية (ارضا وانسانا ) يامن تتقدمين الصفوف دوما وتدفعين دائما ضريبة الحرية دما ودمعا والما دون ان تنتظري من احد ان يقول حتى شكرا لقد كنت السباقة في تفجير ثورة الشباب وخرجت بأبنائك بصدورهم العارية لتواجهون دبابات ومدافع ورصاص الطغاة وجلاديهم و هذا والله هو قمة الشجاعة الشجاعة الحقة ليست التمترس خلف السلاح والاحتماء بالدبابة والمدفع الشجاعة تمثلت بأعلى مراتبها بذالك الجسد النحيل الذي وقف بصدر عار امام جبروت قوة السلاح .انهم فشلوا في مواجهة قوة السلاح في صنعاء وارحب ونهم والجدعان فأرادوا ان يستعرضوا قوتهم في تعز التي لا تحمل السلاح ووجهوا كامل قوتهم وجبروتهم ليعوضوا هزيمة السلاح التي لحقت بهم ولينتقموا من مدينة تعز, انكم ايها الشباب المعتصمون قد الحقتم الهزيمة الكبرى بالطاغية وجلاديه, هذا وانتم لا تملكون الا صدورا عارية كيف لو انكم استخدمتم السلاح لتواجهوا به سلاح الطغاة وجلاديهم وهو حق مشروع , ان ما حدث بمدينتي تعز لهو نموذج حي يسطر بأحرف من نور بطولات وصمود وانتصار شباب يواجه - بصدور عارية وايدي مرفوعة وحناجر هادرة وايمان بالله وبقضية لا يتزعزع - جبروت الطغيان بكل ألته العسكرية وجبروتها ,.

وفي نفس الوقت يسجل صمتا مريبا لإدانة هذا الأجرام . الى كل الذين يحبون اليمن ويخافون عليه وعلى مصالحهم فيه ان يتخذوا موقفا واضحا لا لبس فيه أمام هذه المجازر عليهم ان يتخلصوا من ابتزاز النظام تارة باسم القاعدة وتارة باسم التغلغل الإيراني وأخرى بالحرب الأهلية كل هذه الفزاعات صنعها النظام ليبتز الداخل والخارج بها . لقد حاول النظام بشتى الوسائل ابعاد الثورة عن مسارها دون جدوى .

ان من يدعون انهم مع الثوار او من انصار الثورة وحماتها ان يرسلوا اصحابهم لينضموا الى ساحات الحرية والتغيير في كل المدن اليمنية ليزحف الجميع الى كل المدن ليتم تحريرها من النظام وفزاعاته قاعدة او غيرها , الى كل شيخ وقبيلة ومنطقه ومحافظة شارك أي من ابنائهم في هذه المجزرة ان يتواصلوا مع ابنائهم ويدينون اعمالهم التي وصلت الى جريمة العيب الأسود فهذه الساحات تعتبر هجرة لا يجوز اقتحامها . ان كل ابناء تعز المتواجدين في السلطة وفي أي موقع كانوا هم شركاء في هذه الجرائم طالما وصمتهم مستمر وما زالوا يدافعون عن النظام ويبررون جرائمه. ان الطاغية وجلاديه يقومون بحرب ابادة حقيقية انهم يحرقون الجثث ويسحقونها بدباباتهم وجرافاتهم , انهم يقتحمون المستشفيات ويخطفون الاطباء والجرحى أي بشر هؤلاء ,اني اشك بيمنيتهم .ان المسؤولية الاخلاقية تقع على عاتق الإدارة الأمريكية التي دعمت النظام ومولته ودربت فرق الموت التي تقتل ابنائنا وتسحق مدننا وتصمت عن هذه الجرائم وتكيل بمكيالين. لقد اختار النظام و جلاديه تعز ليمارسوا عليها وعلى اهلها انتقامهم لأنها تحدت طغيانهم ومنها انطلقت شرارة هذه الثورة المنتصرة بأذن الله وليستعيد كبريائه التي فقدها في مواجهاته الأخيرة .ان الذين يتوهمون انهم هزموا تعز يدركون انهم مهزومون فالذي يريد اختبار قوته يجب ان يختبرها عند من يمتلك نفس قوته ليرى قدرته على المواجهة . لقد هزمتهم تعز وانتصرت بسلميتها وصدور ابنائها العارية فيالها من شجاعة لم نر مثيلا لها. اني ارى بهذه المجازر بشائر النصر وهزيمة النظام فمن هذه المدينة بدأت الثورة ومنها ستنتصر الثورة ليرحم الله شهدائنا ويغفر لهم ويلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان. ولينتقم من الطغاة وجلاديهم انه سميع مجيب .