عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى
ليوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962 مكانة خاصة في قلوب اليمنيين وذاكرتهم الوطنية، بوصفه يوم الميلاد الحقيقي لبلدهم في التاريخ الحديث، الذي أخرجهم من ظلمات الكهنوت إلى نور الجمهورية.
إنه اليوم الذي قضى فيه الثوار على الحكم السلالي العنصري الذي كان يقوم على استعباد الناس بمزاعم «الحق الإلهي والتفوق العرقي»، وأرسى مبادئ المساواة وسيادة الشعب.
لقد كانت ثورة 26 سبتمبر التي نحتفل بذكراها الـ 57 من أعظم ثوراتنا التي فتحت الطريق أمامنا لاستعادة وجودنا الإنساني وحقنا في الاختيار لكل ما يتعلق بشؤون حياتنا، سواء اختيارنا لحكامنا ودستورنا أم قواعدنا الاجتماعية.
هي ثورة إنسانية بامتياز، ثورة ضد احتقار البشر وتقسيمهم إلى سادة وعبيد وفقاً للعِرق أو المهن، ثورة ضد استعلاء سلالة معيّنة على غيرها بخرافة التفوق واحتكار الحكم، وكأنها الوحيدة المؤهلة للحكم وما دونها مجرد رعايا وقاصرين لا يصلحون للحكم.
إن المعادلة التي أرستها الثورة كانت واضحة وجلية، وهي المساواة وترسيخ مبدأ المواطنة وطيّ صفحة التمييز العرقي التي فرضها حكم السلالة البائدة على شعب لفظها وجعلها من الماضي.
هذا كان الجزء الأول من المعادلة. أما الثاني، فهو إعادة الاعتبار إلى الشعب بوصفه مالك السلطة ومصدرها، يمارسها بإرادته الحرة ويمنحها لمن شاء، وأي مصدر غيره باطل ومرفوض ولو تدثّر بخرافة «الحق الإلهي». الثورة وثوارها أنجزوا ما عليهم من القضاء على التمييز واحتكار الحكم إلى ترسيخ المساواة والسيادة الشعبية، وأي إخفاق في تحقيق كامل الأهداف يتحمله الذين تداولوا الحكم، وهم مَن يجب لومهم لا الثورة وأبطالها الذين حققوا المعجزة رغم كل الصعوبات.
وما يجب أن ندركه اليوم، هو أن أهداف الثورة الستة هي الأساس لبناء الدولة الوطنية القوية التي تضمن حقوق الجميع دون استثناء، ولعل الإجماع الوطني عليها دليل على صلاحيتها وأهميتها في بناء اليمن الجديد المنشود.
وعلى هذا الأساس، فالمعركة مع الحوثي لها جذور تتجاوز الصراع مع انقلابي مثل أي انقلابي هنا وهناك، إلى ما هو أعمق وأبعد من ذلك، وهو محاولته إعادة بلادنا إلى ذلك الماضي المظلم الذي ثار عليه أجدادنا، وفعلنا مثلهم في مقاومته ولا نزال على ذلك حتى نحقق أهدافنا.
ولولا الحسابات الخاطئة والخاصة للتحالف العربي الذي يتحكم في اليمن منذ تدخّله بطلب الرئيس الشرعي، لكان هذا الأمر قد تحقق، ولما طال عمر الانقلاب حتى يومنا. ومع ذلك، لن يستمر هذا الوضع الشاذّ، ولا بد أن ينفجر الغضب الوطني ويفرز مَن يقوده إلى الخلاص.
وستكون لحظة الخلاص تلك أكبر من كل الحسابات وأقوى من أي محاولات للاحتواء، ومن باب أولى نتائجها وطنية بحتة، ولنا في تاريخنا تجارب مماثلة مليئة بالدروس والعبر لمن أراد التعلّم والمراجعة قبل فوات الأوان.
وبالتأكيد ستكون القوى اليمنية المتخاذلة والمقصّرة في واجبها أول الخاسرين؛ ذلك أن القطار سيفوتها وستكون متخلفة في الركب والتأثير وصناعة التحوّل المرجوّ، وستندم لأنها راعت حسابات معيّنة ونست أو حذفت من تفكيرها المارد الشعبي الذي لا يجب تجاهله أو التقليل منه بأي حال.