نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً 300مليار.. إدارة سوريا الجديدة تعد مذكرة تعويضات ضد إيران إسرائيل تعترض صاروخاً… والحوثي يهدد مجدداً إصابة قائد بالجيش الإسرائيلي وعشرات القتلى.. ماذا يجري بالضفة الغربية ؟ الجيش الوطني يعلن عن تقدم في جبهات تعز إثر معارك عنيفة 3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024
ذلك هو عنوان مستوحى من قصيدة لذلك الظاهرة الشعرية النادرة والاستثنائية والذي لن يتكرر... انه احمد مطر، هو بالفعل اعجوبة بكل ما يقدمه في أشعاره من وصف لاذع وبأسلوب سياسي تهكمي، قصائده تمتد لعقود من الزمن، لكنك عندما تقرأها تشعر بأنها كُتبت اللحظة، ولعل ما استهواني في تلك القصيدة هو عنوانها الملفت للنظر لا تلك النهاية الكارثية التي افترضها الشاعر الرئيس له ولبقية زملائه الزعماء وهي تخليص الشعوب من بلواهم بإلقاء القنبلة عليهم جميعا.
ما شدني لكتابة هذه الأسطر المتواضعة هو إشفاقي الشديد على الأخ الرئيس الذي يتعرض لسيل جرار من الضغوط التي لا يمكن تحملها من أي شخص..... ضغوط من الشعب والسواد الأعظم المطالب بالرحيل وأخرى من الأنصار المصرة على البقاء، ضغوط من المعارضة التقليدية وأخرى من لوبي المنافقين المتمصلحين الذين يطوقونه بسياج من الزيف والفساد، ضغوط من التاريخ المجيد - في نظره - والذي بناه طيلة 33 عاما وأخرى من المستقبل المجهول الذي ينتظره هو وأفراد عائلته، ضغوط من العلماء معارضيهم ومؤيديهم وأخرى من العامة المغلوبة على أمرها، ضغوط من الواقع المرير الذي يعيشه أبناء شعبه وأخرى تنطلق من أعماق الضمير وأغوار النفس البشرية، هي اذا حِزمٌ متراكمةٌ من الضغوطات التي تتوالى عليه لتشكل هاجسا مؤرقا يحتار أمامه، وليكون أمام خيارات صعبة أحلاها مر، فهل يمتلك الشجاعة النادرة للعبور الى تاريخ مجيد يرفع الرأس وتتدارسه الأجيال لينحاز الى الشعب ومطالبه بصورة مشرفة وحضارية وليس ذلك عيبا كما ذكر ذلك كثيرا من أجل الوطن ووحدته واستقراره، أم أنه يسعى للعبور الى التاريخ ولكن من الزاوية القاتمة والمخزية وبالتالي يلحق بسابقيه .. بن علي تونس .. ومبارك مصر .. وقذافي ليبيا.
وانطلاقا مما سبق فإنني أطرح السؤال أمام كل قارئ ... ماذا لو كنت رئيسا لهذا البلد في ظل هذه الظروف وتلك الضغوطات ؟!
أن أي عاقل في تصوري الشخصي لو أفترض انه قابع على كرسي الرئيس المتقد لا بد أن يقرا الوضع بملابساته قراءة متأنية واقعية خالعا لباس العند والمكابرة متشحا ثوب العقل والمسئولية وتغليب المصلحة الوطنية الحقيقية لا المزيفة، مفترضا حسن النية من كل المبادرات المقدمة لا الحكم المسبق بتبنيها لأجندات خارجية إسرائيلية أو أمريكية أو إيرانية أو حتى شيطانية ... والمبادرات الوطنية التي قد تلبي بعض تطلعات الشعب وتسكت زئير الأسود الهادرة توالت عليه بشكل كبير.... فتلك مبادرة وطنية من أشخاص اجتهدوا في تقديم تصورات موضوعية، وهنا خارطة طريق لانتقال سلمي وسلس للسلطة، وهناك نقاط اتفاق لعلماء هبوا لإنقاذ البلد، وتلك مقترحات عملية لإخراج الوطن من الوحل العالق فيه، وتلك وتلك.......
أن على ذلك الرئيس في ظل هكذا وضع أن يلتفت الى تلك الاطروحات التفاتة حقيقية في الوقت المناسب لا الضائع من دون مراوغة ولعب بكروت محروقة ودغدغة للعواطف، بل إن عليه أن يدير ظهره لذلك اللوبي الذي طالما زين للفساد وسعى لتأزيم الوضع وعمق الفرقة واستمات من أجل بقاء النظام لا حبا في الرئيس ونظامه وانما لأن مساوئهم ستنكشف بمجرد تهاوي النظام وستساقط الاوراق كما سقطت في أعتى دولة بوليسية في الوطن العربي.
إن ما تشهده ساحات الحرية اليوم في كل بقعة من بقاع الوطن مترامي الاطراف من هبة شعبية عارمة ومتنامية بعد أن أُجهِضت كل تلك المبادرات رافعة صوتا واحدا هو (ارحـــــــــــــل)، وبالمقابل ما تشهده ساحات النظام من انحسار للجماهير وتقلص ملفتين والتي لم يبق فيها سوى من يتقاضون المبالغ الزهيدة نظير وقفتهم الباهتة، ما يعتمل في تلك الساحات يفرض على ذلك الرئيس المفترض أن ينزل عند رغبة السواد الأعظم وليبتعد عن المكابرة والعناد غير المبررين ليعلن بكل شجاعة دون أن ينتظر لحظة واحدة تنحيه عن النظام بطريقة سلمية حفاظا على الدماء الزكية وحتى لا يفوت الاوان، فما هو متاح اليوم ليقدمه قد لا ينفع في الغد، بل إن عليه أن يتخذ قراره بعزيمة صادقة ليحتفي به التاريخ ويزدان، وليجنب اليمن واليمنيين مزيدا من إراقة الدماء وعبثٍ بالمال العام وزيادة الهوة بين الاخوة والاصدقاء.. فاليمن لا يحتمل المزيد من ذلك.
هو اذا الخيار الوحيد الذي يحفظ للرئيس مكانته واحترامه سواء على المستوى الشعبي أو الدولي بالرغم من كل التجاوزات التي رافقت مسيرته ليبدأ بتسليم السلطة العسكرية والامنية للمؤسسة العسكرية والامنية الحقيقية لا العائلية، ومن ثم اجراء انتخابات نيابية ورئاسية، وليكون هذا هو الخيار الافضل مقارنة بخيارات من سبقوه من الزعماء، فذلك هرب وذاك أقيل والاخير حَكمَ بالموت على نفسه وعائلته، ولتتجسد الحكمة اليمنية بهذا الموقف.