ثورة أكتوبر وإنجاز الدولة الفاشية
بقلم/ حمود الطيري
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 11 يوماً
الثلاثاء 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:46 م

في مقالة ل لأخت الفاضلة توكل كرمان وبينما أنا أطالع هذه المقالة وما احتوت عليه من إيضاحات انتابني نوع من والاستغراب الدهشة .

استغراب نابع من كاتبة الموضوع ودهشة ناتجة مما يحمله المقال في ثناياه من أمور اقل ما يمكن وصفها ببعدها عن الحقائق التاريخية والواقعية التي تشير إلى عكس ماتحدثت به الأخت توكل .

تحدث المقال عن مناقب ومميزات وانجازات دولة ماقبل الوحدة وما حققته من تقدم ونهوض في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسائر مناحي الحياة وقد شعرت باني أعيش في دولة أفلاطون الفاضلة ذات الكمال المطلق ومنتهى المثالية ،التي يسود فيها القانون وتحترم حقوق وحريات الأفراد وممتلكاتهم ومعتقداتهم ودمائهم وأعراضهم .

ولكني فجأة أعدت الذاكرة وبدأت أقارن ماخطه قلم اختنا الفاضلة وما كنا نسمع ونرى ونعايش بحكم وجودنا في المناطق الوسطى وإطلاعنا على بعض انجازات إخواننا الرفاق بالرغم من أننا في تلك الفترة مازلنا في مراحلنا العمرية الأولى . فوجدت أنها نسيت أو تناست كثير من الانجازات العظيمة في الكثير من الجوانب .

ففي الاقتصاد تجاهلت اختنا الفاضلة ما حققه الرفاق من تطور اقتصادي وازدهار تجاري ورخاء ورفاهية لإخواننا في الشطر الجنوبي نعموا به وعاشوا ببركته حياة رغيدة وهنيئةََََّ حسب وصف اختنا الكريمة .

وكان من نتائج هذه الانجازات الاقتصادية أن سلب المواطنون ممتلكاتهم ورحل المستثمرون إلى دول الجور خوفاً على حقوقهم وممتلكاتهم وأرواحهم فأحدثوا في تلك البلدان نهضة اقتصادية عظيمه بينما وطنهم الأم وبفضل السياسات الاقتصادية الرشيدة التي تحدثت عنها اختنا جعلت وطنهم من أفقر بلدان العالم .

وبفضل تلك السياسات الرشيدة حكم على إخواننا في الجنوب عزلة رهيبة عن دول العالم باستثناء تلك الدول التي تحمل نفس الفكر ، وما هجرات اجتياز الحدود إلى الشمال للحصول على جواز سفر في تلك الفترة إلى خير دليل على تلك السياسات الاقتصادية الرشيدة لإخواننا الرفاق.

ولم تتحدث اختنا الفاضلة عن تلك الهجرات الجماعية وتحمل عناء اجتياز حدود ماقبل الوحدة والنزوح إلى ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية هروباً من ذلك النظام الفاشي الذي نعم به مواطنو الجنوب في كل مدينة وقرية وسهل حسب وصف اختنا الفاضلة ، ولم تذكر أن كل من وصل بسلام فقد نال حظاً عظيما شبيه بما يحصل الآن من تهريب لدول الخليج .

لم تذكر لنا اختنا الفاضلة عن تلك المشاريع الاستثمارية التي بنيت وشيدت في جنوبنا الغالي أيام حكم إخواننا الرفاق ، بل ان الأمر كان اشد فداحة لأنهم لم يستطيعوا المحافظة على ماكان موجود من بقايا الاستعمار البريطاني.

أما في المجال الفكري والحريات العامة فحدث ولاحرج فلا فكر إلا فكر إخواننا الرفاق ولا صوت يعلو فوق صوت الحزب فكم من رجال قتلوا لمجرد مخالفتهم في الرأي، وكم من نساء رملت، وكم من علماء سحلوا، وكم من أبرياء قتلوا؟؟؟ وما أحداث المناطق الوسطى عنكم ببعيد ، وما تصفيات الرفاق بعضهم بعضاً من اجل المناصب والسلطة بخافية على أحد بالرغم من أن الأخت توكل أرادت أن تهون منها على الرغم من أنها ونحن عايشنا وسمعنا ورأينا بأم أعيننا أحداث يناير86 وما خلفته من مجازر وقتل بالهوية والمناطقية بين أبناء أبين والضالع والحبليين وغيرهم...

أما في المجال الديني وحرية المعتقد ، الم تنتهك المحرمات ،الم يكن يوم رمضان في شوارع المدن وكأنك في بلد غير إسلامي، الم يكن الشخص متهما ومحل نظر إذا ما اعتاد على ارتياد المساجد ، الم تعطل أحكام ونصوص دينية معلومة في الدين بالضرورة، الم تشيد مصانع المشروبات الروحية، الم تفتح أماكن الدعارة والزنا في حانات دار سعد وبتراخيص رسمية وبحماية القانون؟؟؟ أليس هذا هو انتهاك صارخ لكرامة وشرف وعرض المرأة أم أن اختنا الفاضلة ترى ذلك من حقوقها المشروعة .

لأننا لم نرى المرأة في تلك الفترة تأخذ حريتها وحقوقها المزعومة إلا في ذلك المكان أما في المجال السياسي فلم نجدها لا في وزارة ولا أي منصب رسمي رفيع .

ومع احترامنا لأختنا الفاضلة توكل أرى بأنه جانبها الصواب في مقالها هذا وفقدت الكثير من المصداقية وهذا سيجعل كل مقال قادم للأخت توكل محل نظر لأنها كتبت بدافع العاطفة وردة الفعل التي يجب على قادة الرأي ومثقفيه أن يتجنبوه و يكتبوا بعقلانية وحكمة لا أن تسيطر عليهم العاطفة فيفقدوا المصداقية والحياد .

أنا اتفق معها بان هناك فساد وظلم ونظام موغل في الفاسد إلى إذنيه ولكن هذا ليس سبب كافي يجعلنا نمجد ونمدح من كانوا أسوء وأشد منه في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية .....الخ

أيضا استغرابي كان بسبب أن هذا المقال كتب بواسطة الأخت توكل كرمان عضو مجلس شورى الإصلاح ذو التوجه الإسلامي فكيف بأخت تؤمن وتتبنى فكر إسلامي تمجد وتتباهى وتروج لتلك الأفكار العلمانية التي قامت ونشئت كند وعدو للنهج الإسلامي أيا كان متطرف أم معتدل؟؟؟ فلا ندري أهي تخلت عن أفكارها الإسلامية التي ترى فيها نوع من الرجعية والتخلف وضد حرية المرأة أم أن حزبها وبحكم فقه الواقع الذي جعله شماعة لتبرير كثير من هفواته وهفوات أعضائه مبرر لمثل هذه الأفكار التي جعلت الناس في حيرة من أمرهم لاختلاف شعاراتهم عن أفعالهم كما في مقال اختنا الفاضلة توكل كرمان .

إضافة إلى أن الأخت وبفعل العاطفة واختلافها ورفضها لسلوك النظام جعلت من الشمال كمنطقة وجهة وارض مصدر للجهل والتخلف والفوضى في مقارنة عجيبة تصدر من كاتبة بحجم اختنا الفاضلة توكل .

وتجعل من الشمال مصدر لكل شر في انحياز مناطقي وفئوي بغيض طالما وجدنا اختنا من الرافضين له والداعين إلى يمن ينبذ التعصب ألمناطقي والمذهبي والفئوي .

فما الذي جعل اختنا تنغمس فيه إلى هذا الحد .

آمل أن ذلك كان نتيجة إحباط وليس ناتج عن قناعة لمثل هذه الأفكار وان تراجع الأخت توكل كرمان نفسها وان لاتصبح بوقاً لدعاة المناطقية وان تكون كما عهدناها صوت ضد الظلم وعوناً للحق والحدة وداعية للفكر الإسلامي الوسطي المتحضر .