ازدحام.. لا يطاق!!
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 13 يوماً
الجمعة 08 أكتوبر-تشرين الأول 2010 03:46 م

لا أعتقد أن أمانة العاصمة وصلت إلى هذا الحال l من قبل وضاقت شوارعها وأزقتها بازدحام شديد لا يطاق لا نعرف من أين يأتي ولا كيف تطور إلى هذا الحدّ!

* وبصراحة.. أصبحت أشفق كثيراً على أمين العاصمة الأستاذ عبدالرحمن الأكوع.. فكيف بإمكانه أن يحل هذه المشكلة الكبيرة وأمر الازدحام يفوق الإمكانات ويتجاوز كل الخطط والمعالجات والتوسع في شق الشوارع الكبيرة وتشييد الجسور والأنفاق..

* حتى الشوارع المسماة بالستين.. وبالخمسين أصبحت غارقة في معظم الأوقات بازدحام السيارات.. وبضجيج المنبهات التي تستخدم عند كثيرين بلا ذوق وبلا أدنى احترام للآخرين!

* ما هذا الازدحام.. وما الذي يحصل في أمانة العاصمة.. وهل سيتفاقم الوضع دون حلول جذرية في ظل عدم كفاية حلول الأنفاق والجسور!

* تصوروا.. أن يستيقظ أحدنا مبكراً من أجل أن يستفيد من الحركة الخفيفة في الشوارع ليصل في موعده إلى مقر عمله.. وأن يغادر الطالب منزله في الأيام القادمة مع صقيع البرد وقبل أن تسيطر أشعة الشمس على ما حوله ليتمكن من تأدية يومه الدراسي مع أول حصة.. وأن يفضل أكثرنا اللجوء إلى أقرب دراجة نارية وهو يصيح (ياموتور) ليختصر المسافات ويصل إلى المكان الذي يريده في أقل زمن!

* هنا.. سيكون الخيال جميلاً وخاصة لدى الغلابة ومن لا يمتلكون وسيلة نقل أو من هو في موقع المسئولية ولا يحظى حتى بسيارة (هايلوكس) كما يحظى آخرون بسيارات آخر الموديلات.. تخيلوا.. لو أن الازدحام ازداد وضاقت الشوارع في كل مكان.. وقامت وزارة المالية بصرف (سياكل) للمسئولين في ظل التقشف الذي نسمع عنه ولا نجده.. ووجدنا حينها الوزير أو الوكيل أو المدير العام وهو يحضر للدوام على (السيكل) ويغادر بها كما يفعل كثير من المسئولين في الصين البلد الذي سيطر على اقتصاد العالم.. وكما يفعل عدد من المسئولين في ماليزيا ولكن على (موتورات) وهو البلد الذي حقق الإنجازات إدارياً واقتصادياً وعلمياً.. بالتأكيد هناك من سيسارع للقول.. يا رب!!

* بالطبع.. مستحيل أن يحدث ذلك.. وإلا قولوا لي كيف سيفعل المرافقون وما أكثرهم.. فليس هناك (سيكل) ببابين في الخلف.. ولا (موتور) بحوض يجمع ولا يفرق (المتبندقين).. وليس هناك إمكانية في استخدام (العاكس) الأسود.. فلا أبواب.. ولا زجاجات!!

* دعونا من هذا الخيال الذي قد يزعج البعض.. قولوا لي بأمانة هل تشعرون بضيق في القلب.. وتصلب في الشرايين.. وهل تعانون من ارتفاع في الضغط.. أو من تباشير السكر.. وأنتم في وسط (الزحمة) التي ليس لها موعود مع الفرج.. ولا فائدة مع أي فهم أو مفهومية للشوارع الفرعية!..

* إنها.. حالة لابد وأن تستثير متواليات الضيق والألم والحسرة.. وهناك من يزيد الطين بلة.. مثل شرطي مرور وبجانبه رجل أمن أو نجدة يوقفون سيارة بحثاً عن رخصة أو وثيقة أو شهادة الثانوية.. أو ما وراء ذلك.. ولا يكلفان نفسيهما لطلب إيقافه على جانب من الطريق بدلاً من افتعال زحمة لا أول لها ولا آخر!!

* لن أذكر حملات التفتيش عن السلاح فهي ضرورة وإن جرتني للسؤال.. هل بتلك الطريقة التي تفاقم مشكلة الازدحام.. ولن أتحدث عن سيارة شرطة أو أمن أو جيش وهي تختصر المسافة بالقفز من على الجزر والأرصفة.. أو لا تحترم الإشارة المرورية لتكسر هيبة الضوء الأحمر!

* ولكني سأستغرب من حال كثير من السائقين الذين لا يلتزمون بالسير في شكل منظم.. يتجاوزون.. يقفزون.. يخالفون.. يتسببون في المزيد من الزحام.. ولا من يقول لهم لماذا؟

* قد أكون بعيداً عن أساس المشكلة.. إنه الازدحام الهائل بالسكان في الأمانة.. ونسبة الهجرة التي تزيد في كل يوم بأعداد مخيفة.. وفي اتجاه آخر هي سيارات الأجرة التي يقال أن منحها أرقام (تاكسي) موقوف.. ونتفاجأ بأن أعداداً جديدة بالمئات تنتشر في أحياء وشوارع الأمانة.. وهي في الغالب مملوكة لشركات خاصة يعرف أصحابها كيف يستخرجون أرقام أجرة من إدارة المرور بأعداد كبيرة.. فيما يعجز مواطن في الحصول على رقم واحد.. ويلجأ لمحافظة جاره ليعود إلى الأمانة يعمل بسيارته الأجرة في منطقة أو مدينة غير مسموح له بالعمل فيها!!

* عافاكم الله.. وأحسن إليكم.. ادرسوا الأسباب الحقيقية لهذا الازدحام الذي لا يطاق.. وفكروا كيف لو استمر الحال.. أين بإمكاننا أن نجد متسعاً من طريق.. ومن قدرة على أن نتنفس بلا إزعاج.. ولا ازدحام.. ولا ما يحرق الأعصاب!!

moath1000@yahoo.com