هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
لا أعتقد أن لدى العرب والمسلمين - بشكل عام - أي مشكلة مع الشارع الأميركي والنموذج الأميركي الذي كان إلى وقت قريب محل إعجاب، ليس من قبل العرب والمسلمين وحدهم لكن من طرف شعوب أخرى كثيرة.
المشكلة تكمن في عدد من دعاة الكراهية، أو لنقل «الإرهاب الفكري»، الذين يديرون مؤسسات إعلامية واقتصادية وسياسية كبرى لها دورها السلبي في توسيع الهوة بين أميركا والمسلمين على وجه الخصوص خدمة لسياسات إسرائيلية أو لمصالح انتخابية أو اقتصادية داخل الولايات المتحدة. هؤلاء المزدوجو الجنسية ( Double national ) في مجملهم، ومعهم عدد من «الأصوليين المسيحيين» أو «المسيحيين الجدد» ( New Christians )، هم سبب الخلل في العلاقة بين أميركا والشعوب الإسلامية، بالطبع من دون إغفال دور بعض المسلمين الذين تخدم أقوالهم وأفعالهم خطط الجماعات التي تسعى لتوسيع الهوة بين الجانبين.
يرى عضو سابق في الكونغرس الأميركي، ومسؤول عن السياسات والاستراتيجيات في مجلس النواب (نيوت غينغريتش)، أن «الشعب الإسرائيلي يواجه خطر هولوكوست نووي ( Nuclear Holocaust )»، ويربط مصير الشعب الأميركي بالدولة الإسرائيلية بقوله «إن الولايات المتحدة الأميركية قد تفقد عدة ملايين من شعبها، كما قد تفقد عددا من مدنها بسبب هجوم إرهابي محتمل بأسلحة الدمار الشامل». فماذا يمكن أن نسمي ذلك غير نوع من البروباغندا الكاذبة المفضوحة الأهداف؟
يرى هذا النائب الإسرائيلي الهوى - في الشق الأول من الاقتباس أعلاه - أن إسرائيل مهددة نوويا، وذلك تحريض واضح ضد المسلمين الشيعة في إيران التي تساعد للأسف ببعض سياساتها وخطابها الإعلامي مروجي هذه الأكاذيب، ويرى كذلك - في الشق الثاني من كلامه - أن ملايين الأميركيين مهددون بالإبادة، وأن عددا من المدن الأميركية مهددة بأن تمحى من الخارطة في حال وقوع هجوم إرهابي بأسلحة الدمار الشامل من قبل «القاعدة»، وهذا تحريض واضح ضد المسلمين السنة الذين يُربط بهم عادة تنظيم القاعدة، ذلك التنظيم الذي يستفيد من خطابه الإعلامي أمثال نيوت غينغريتش الذي وبخ الرئيس أوباما لأنه يعرض وجود إسرائيل للخطر بسبب رؤيته لإقامة دولة فلسطينية. وهو الذي قال يوما إن «الشريعة (الإسلامية) في طبيعتها قائمة على مبادئ مرعبة بالنسبة للعالم الغربي.
ويناقض غينغريتش الرئيس أوباما الذي يرى أن الخط الأول لـ«الحرب على الإرهاب» هو في الجبهة الأفغانية. يقول غينغريتش عن فكرة أوباما السابقة «إنها خطأ».. ويضيف «في اعتقادي أن هناك ثلاث جبهات للحرب على الإرهاب: الأولى هنا في الولايات المتحدة، والثانية في أوروبا، والثالثة في الشرق الأوسط». والهدف واضح بالطبع وهو ربط قضية الشرق الأوسط أو حرب إسرائيل ضد العرب بالحرب ضد الإرهاب في أميركا - كجبهة أولى - والحرب ضد الإرهاب في أوروبا على اعتبار أنها الجبهة الثانية في هذه الحرب التي أصبحت تعني في قاموس الاعتذاريين الإسرائيليين في واشنطن الحرب على الإسلام.
دانيال بايبس، أحد الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن إسرائيل، وهو الذي قال - في ثقة مطلقة - أثناء الحملات الانتخابية الأميركية إنه إذا فاز أوباما فإن بوش سوف يضرب إيران في الأسابيع العشرة المتبقية من ولايته، لعلمه أن أوباما لن يقدم على ضرب إيران. وقد كان قوله أمنيا أكثر منه تحليلا علميا.
وغير بعيد عما ذكر في صدر هذه المقالة حملات التشويه التي تتعرض لها بلدان مثل المملكة العربية السعودية من قبل أنصار إسرائيل، تارة باسم حقوق المرأة، وأخرى باسم حقوق العمالة، وثالثة ضد صفقات بيع السلاح الأميركي لتسليح الجيش السعودي بالأسلحة الأميركية الحديثة، ورابعة بالدعوة إلى مقاطعة السعودية وعدم استيراد النفط السعودي.
تركيا كذلك نالها نصيب من نيران جماعة إسرائيل في واشنطن ونيويورك.. يقول بايبس إن رجب طيب أردوغان يحمل أجندة خفية، وإن عددا من رفاقه يحملون عقيدة تخالف حراس العلمانية التركية الذين قال إنهم يتكونون من «العسكر والقضاة والسلك الإداري» في المؤسسات التركية. وأضاف بايبس أن أردوغان يسعى لتقويض الثورة العلمانية التي قام بها أتاتورك وإحلال الشريعة مكانها، وأن النتيجة النهائية لمخططات حزب العدالة والتنمية هي «الجمهورية الإسلامية التركية» ( The Islamic Republic of Turkey ).
والغريب أن هذه العناصر الاعتذارية في الوقت الذي تحذر فيه أوروبا من تنامي الدور التركي في دعوة إلى إقصاء تركيا ومنعها من دخول «النادي المسيحي»، فإن العناصر ذاتها تحذر من ابتعاد تركيا عن الغرب وتوجهات الأتراك نحو العرب والمسلمين.
وقد نجح أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة في أن يوهموا الأميركيين بأن مصير أميركا وإسرائيل مشترك، وأن إسرائيل جبهة من جبهات الحروب الأميركية ضد الإرهاب، وأن الجيش الإسرائيلي يدفع ضريبة الدم من أجل أن يوفر للأميركيين السائل الأسود الذي لا بد منه لاقتصادهم. كما نجحوا في إخفاء أنفسهم إلى حد ما، وإخفاء أهدافهم الحقيقية في ضرب أميركا بالعرب والمسلمين وضرب المسلمين بأميركا لصالح إسرائيل. كما نجحوا في منع وضع الدعم الأميركي لإسرائيل محل المساءلة، وكذا نجحوا في الضغط لتجنب انتقاد إسرائيل في وسائل الإعلام الأميركية. وقد قال أحد مسؤولي شبكة «سي إن إن» إنه يتلقى في بعض الأحيان 6 آلاف رسالة إلكترونية ورسالة نصية قصيرة في يوم واحد تشكو من أن خبرا ما كان معاديا لـ«إسرائيل» أذيع على الشبكة. ويتجلى النجاح الأكبر لهؤلاء في السيطرة على مجلسي الكونغرس الأميركي إلى درجة يخيل للمرء معها أن الكونغرس الأميركي بات مكونا من ثلاث غرف بدل غرفتين، وهي: مجلس الشيوخ ومجلس النواب والكنيست.. وأن الكنيست هو الأكثر اعتدالا بين الغرف الثلاث.
وعلى الرغم من محاولات هؤلاء للظهور بمظهر الباحثين المخلصين للشعب الأميركي وللقيم الأميركية، فإنهم أحيانا يصرحون بهدفهم الحقيقي وهو حماية المصالح الإسرائيلية أو اليهودية داخل الولايات المتحدة وخارجها. يقول دانيال بايبس «إن تزايد الوجود المسلم وقوة تأثيره في الولايات المتحدة سيشكل خطرا حقيقيا على اليهود الأميركيين»، وهو ذاته الذي عندما عين في إدارة المعهد الأميركي للسلام قال عنه كريستوفر هيتشنز الصحافي الأميركي من أصل إنجليزي في مقالة بعنوان «بايبس ليس رجل سلام»: «لماذا يريد بايبس أن يعين في المعهد الأميركي للسلام ما دام المعهد قد أنشئ للبحث عن الحلول السلمية للصراعات؟»، في إشارة إلى أن أفكار بايبس معادية لتوجهات المعهد في إحلال السلام.
ورغم النجاحات التي حققها أنصار إسرائيل على مدى العقود الماضية فإنه يبدو أن اللوبي الإسرائيلي بدأ يحس بأنه لم يعد اللاعب الوحيد في الساحة، وإن كان لا يزال هو اللاعب الرئيسي. نقطة الخطورة على هذا اللوبي هي في تبلور حركة أكاديمية أميركية بدأت تهتم باللوبي ودوره، هذه الحركة بلغت جهودها الذروة في عمل الباحثين الأميركيين جون مرشيمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، اللذين كشفا بشكل دقيق عن حجم جماعات الضغط الإسرائيلية والأثر الذي تحدثه في السياسة الخارجية الأميركية، والمردود السلبي لأعمال هذه الجماعات على المصالح القومية الأميركية. كما تبلورت هذه الحركة في عدد من الدعوات لمقاطعة إسرائيل على جانبي الأطلسي. ولعل الرافد الأكبر لحركات مقاومة النفوذ الإسرائيلي في واشنطن هو سياسات إسرائيل الفجة التي تحرج أصدقاءها وتقوي حجة الخصوم.
* كاتب يمني مقيم في بريطانيا