هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
مسلحون يهددون مدير موانئ عدن بالقتل , مسلحون يختطفون ناقلة غاز , مسلحون يختطفون قاضي في محافظة كذا , مسلحون يطلقون النار والقذائف على أبراج المحطة الغازية , مسلحون يفرضون مطالبهم على السلطات في محافظة كذا وفي منطقة كذا, ومسلحين يسيطرون على الأراضي لكذا وكذا من الناس بل وعلي أراضي المستثمرين بل وتعدى الأمر إلى أنهم يسيطرون على أراضي الدولة والأوقاف , ومسلحين ومجهولين يفعلون كذا ويختطفون أبناء فلان والقاضي علان ويقتلون فلان , ومرافقو الوزير الفلاني أو الشيخ الفلاني أو البرلماني الفلاني يشتبكون مع قسم شرطة كذا وهكذا دواليك .
هذه هي الأخبار الأكثر انتشارا في يمننا الحبيب هذه الأيام وبعد 48عاما على قيام ثورة 26سبتمبر , وكأننا بلا سلطة تحفظ الأمن وتوفر الاستقرار وبلا سلطة تطارد هؤلاء المسلحين والمجهولين وتطبق فيهم القوانين التي تسنها وتشرعها لحماية الأعراض والأموال والبلد والناس , وبلا سلطة تجسد أهداف ثورة سبتمبر بعد 48 عاما من قيامها .
وهذه الحالة السائدة اليوم ولّدت أسئلة كثيرة عند الناس وعلى رأس هذه الأسئلة من يحكمنا اليوم ؟ بل من يحكم اليمن اليوم ؟ هل تحكمنا سلطة تدعي أنها تطبق مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ؟ أم تحكمنا مجموعات مسلحة ثقافتها الفوضى وإرعاب الناس وقانونها قانون الغاب فرض سيطرة القوى على الضعيف ؟
هل تحكمنا سلطة منتخبة من الشعب تعمل على حماية هذا الشعب الذي انتخبها ؟ أم تحكم اليمن اليوم مجاميع قبلية وعصابات مسلحة بأعرافها , وعاداتها , وقوانينها الخاصة ؟ أين الأمن في المدن الرئيسية ناهيك عن المدن الصغيرة أو في الأرياف ؟ أين الأمن على الخطوط الطويلة لحماية المسافرين والقوافل التجارية من عبث اللصوص وقطاع الطرق ؟ أين الأمن في الموانئ والسواحل البحرية لحماية الصيادين من القراصنة ولحماية الثروة السمكية من نهب المعتدين الأجانب ؟
أين ؟ وهل ؟ ومتى ؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الناس وتتردد على ألسنة المواطنين يجيب عليها المشهد السياسي , والأمني , والاقتصادي , الذي يزيد كثيرا من تعقيدات الأمور وقتامتها .
إن المشهد السياسي والأمني اليوم ولد عند الناس قناعات راسخة بأن لا سلطة غير سلطة المسلحين والمجهولين وبأن من يحكمنا ليست سلطة تدعي أنها تستمد شرعيتها من صناديق الاقتراع ومن تصويت الناس لها في انتخابات حرة ونزيهة , وإنما عصابات مسلحة تتمنطق أسلحتها في شوارع المدن جهارا نهارا وترعب كل من ينتقدها أو يتمرد عليها ومجاميع قبلية تخضع الجميع سلطة ومواطنين لأعرافها وقوانينها الخاصة بها هم من يحكمون وهم من يفرضون سيطرتهم على البلد .
أصبح هذا الواقع اليوم شاهد حي على أن هؤلاء المسلحين وتلك المجاميع أصبحوا يرعبون الناس في الشوارع والأماكن العامة وأماكن تجمعات الناس بل وتعدى الأمر لأن يتطاولوا على مقرات الأمن والمقرات الحكومية الأخرى وما كان من هؤلاء الناس والمواطنين إلا أن يسلموا بالأمر بعد هذا المشهد ويتوجهوا للانخراط مع تلك المجاميع المسلحة أو لنقل على الأقل مجاملتهم والتودد إليهم للحفاظ على أنفسهم وأقربائهم .
والمدهش والأغرب والذي جعل عامة الناس يسقطون هذا الكلام ويصفون هذا التوصيف ويتساءلون بهكذا تساؤلات هو أن الحكومة أوالسلطة تقوم بمراضاة هؤلاء المسلحين وتحكيمهم وإيكال الأمر إليهم في كثير من المناطق .
صحيح أن هناك جهود حثيثة تبذل من بعض رجالات الأمن ومن بعض المخلصين والأوفياء لهذا الوطن في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لحفظ الأمن وفرض هيبة الدولة لكنها لا تكاد تذكر وسط هذا الكم الهائل من الفوضى , والوساطة , وتداخل المسئوليات والأوامر من قبل المسئولين , والوجهات , والنافذين ,وذلك لتحقيق رغباتهم الشخصية ليس إلا , وليس لما فيه خدمة هذا الوطن الذي يحتفل كل أبنائه المخلصين هذه الأيام بأعياد ثورتي سبتمبر , وأكتوبر المجيدتين .
أفليس من حق هذا المواطن أن توجد لديه الكثير من الشكوك حول من يحكمه اليوم , وأليس من حقه أيضا أن يتساءل ويحصل على إجابات مقنعة وصادقة وبالأدلة القاطعة من جهات الاختصاص , أو من السلطة التي تدعي أنها منتخبة من قبل هذا المواطن وتستمد شرعيتها منه وتمثله كامل التمثيل كما تدعي ذلك , ثم إذا كانت صادقة في هذا الإدعاء لماذا لا تعطي هذا المواطن جميع حقوقه المدنية , والسياسية , والاقتصادية , والأمنية ,والتعليمية , والصحية كما تعط تلك الحقوق والامتيازات لمسئوليها ولزعماء تلك العصابات والمجاميع القبلية المسلحة والتي تفرض نفسها عليها بقوة السلاح ؟
مجرد تساؤلات يتمنى هذا المواطن أن يجد إجابات مقنعة وشافية تقنعه بأن من يحكم اليمن اليوم هي السلطة والحكومة بكل أجهزتها وأدواتها لا عصابات مسلحة ترهبه حيثما ولى وذهب.