الرد الوافي على مقالة حارث الشوكاني
بقلم/ د. عبدالله محمد الشامي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و يومين
الأحد 19 سبتمبر-أيلول 2010 08:41 م

من عجائب الأيام وغرائب الزمان أن يأتي شخص كحارث الشوكانيليفتيفي قضيه متجذره منذ اكثر من 1400سنه وقد قتلت بحثا وتدقيقا من قبل فحول الإسلام ومجتهديها بكل مذاهبهم عبر العصور المختلفه ،ولم يكن ينقص اليمنيين إلا ان يطلبرأسه لينشر سمومه كما عودنا بحقده المعروف لكل ما ينسب الى أل البيت ورغم إن الرجل لايستحق الرد الاانني وجدة من الاهميه التوضيح للبعض الذين يحاول الشوكاني استغلاهم ورغم ان الشمس لاتعرف لكن اترك القاري ليزداد معرفه وعلمآ بكل ماورد حول اهل البيت من الكتاب والسنه وباتفاق كل المذاهب وهي كالتالي: 

لقسم الأول أهل البيت قال تعالى : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

وقال تعالى : (  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال : وأهل بيتي اذكر كم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ... ) ( رواه مسلم 15 / 180 )

  أهل البيت

جاء لفظ أهل البيت في القرآن الكريم مرتين ، الأولى في الآية 73 من سورة هود ، يقول تعالى : (  رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ  ) ، ويراد بها أهل بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام والثانية في الآية 33 من سورة الأحزاب ، يقول تعالى : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) والمراد بها أهل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتبعا للقرآن الكريم استعمل المسلمون لفظ ( أهل البيت ) ( وآل البيت ) في أهل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، حتى صار اللفظ علما عليهم لا يفهم منه ، غيرهم الا بالقرينة ، ويقول صاحب ( مجمع البيان في تفسير آية الأحزاب 33 ، ان الأمة قد اتفقت على أن المراد بأهل البيت هنا إنما أهل بيت سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اختلفوا في المراد به على ثلاثة آراء ( 1 ) .

 

( 1 ) يرى ابن قيم الجوزية في كتابه جلاء الإفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ان هناك أربعة أقوال في آل النبي الأول : هم الذين عليهم الصدقة وهم بنو هاشم خاصة ( رأى أبو حنيفة وأبو القاسم صاحب مالك ) أبو بنو هاشم وبنو المطلب ( رأي الشافعي وابن حنبل ) أبو بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ( رأي اشهب صاحب مالك ) والثاني هم ذرية النبي وأزواجه اعتمادا على حديث ( اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته والثالث هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة والرابع هم الأتقياء من أمته ، ويرى ابن القيم ان الرأس الأول هو الأصح ثم الثاني ، اما الثالث والرابع فضعيفان  . ( * ) 

 
 

  1 - الرأي الأول

روى السيوطي في الدر المنثور ان عكرمة كان يقول عن الآية الأحزاب 33 ، من شاء باهلته انه نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، غير ان هناك من يعترض على ذلك لأسباب

منها ( أولا )  ان ابن كثير يقول في تفسيره : إذا كان المراد انهن سبب النزول فهذا صحيح ، وأما إن أريد أنهن المراد دون غيرهن فهذا غير صحيح ، فقد روى ابن حاتم عن العوام بن حوشب عن ابن عم له قال : دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها . فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنها : تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم ، فألقى علهيم ثوبا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) ، قالت : فدنوت منهم فقلت يا رسول الله : وأنا من أهل بيتك ، فقال صلى الله عليه وسلم : تنحى فإنك على خيره ( أخرجه الحافظ البزار والترمذي وابن كثير في تفسيره )

ومنها ( ثانيا )  ان أهل البيت في آية الأحزاب 33 يراد به أهل النبوة المنحصر في بيت واحد تسكنه فاطمة عليها السلام ابنة النبي صلى الله عليه وسلم . وزوجها على وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم ، اما بيت الزوجية فلم يكن بيتا واحدا ، وانما كان بيوتا متعددة تسكنها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (  وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ  ) وفي هذه الآية الأخيرة الخطاب موجه لمن في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم جميعا .

ومنها ( ثالثا )  أن القول بأن ما قيل ان الآية ( 33 من الأحزاب ) وما بعدها جاء في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فالرد ان هذا لا ينكر من عادة الفصحاء في كلامهم فإنهم يذهبون من خطاب إلى غيره ويعودون إليه ، والقرآن الكريم ، وكذا كلام العرب وشعرهم ، في  ذلك مملوء ذلك لان الكلام العربي يدخله الاستطراد والاعتراض ، وهو تخلل الجملة الأجنبية بنى الكلام المنتظم المتناسب كقوله تعالى في سورة النمل : (  إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ  *  وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ  ) فقوله : (  وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ  ) جملة معترضة من جهة الله تعالى بين كلام ملكة سبا ( بلقيس ) وقوله تعالى في سورة الواقعة : (  فَلَا

أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ  *  وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ  *  إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ  ) أي فلا اقسم بمواقع النجوم ، إنه لقرآن كريم ، وما بينهما اعتراض وهو كثير في القرآن وفي كلام العرب ، ون ثم فلم لا يجوز أن يكون قوله تعالى : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) جملة معترضة متخللة لخطاب نساء النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النهج ، وعلى أي حال فلا أهمية لقول من قال بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت ، فلا توجد فرقة من المسلمين تدين بالولاء لإحدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتوجب الاقتداء بها .

ومنها ( رابعا )  انه حتى الذين يجعلون أزواج النبي من أهل البيت ، وأن آية الأحزاب ( 33 ) نزلت فيهم ، إنما يذهبون إلى ان الإمام علي والسيدة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة ، الحسن والحسين ، أحق بأن يكونوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن تيمية في رسالته ( فضل أهل البيت وحقوقهم ) : روى الإمام احمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة : ( أن هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلى الله عليه وسلم كساءه على وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، رضي الله عنهم فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )

ثم يقول ابن تيمية : وسنته صلى الله عليه وسلم تفسر كتاب الله وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه ، فلما قال ( هؤلاء أهل بيتي ) مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه ، علمنا أن أزواجه وإن كن من أهل بيته كما دل عليه القرآن ، فهؤلاء ( أي علي وفاطمة والحسن والحسين ) أحق بأن يكونوا أهل بيته ، لان صلة النسب أقوى من صلة الصهر والعرب تطلق على هذا البيان للاختصاص بالكمال لا للاختصاص بأصل الحكم ، أضف إلى ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عائشة ان فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سرني النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرني انه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فاخبرني إني أول أهل بيته اتبعه فضحك ( صحيح البخاري 5 / 26 ) .

ومنها ( خامسا )  ما أجاب به ( زيد بن أرقم ) في الحديث المشهور حين سئل : من أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ، فقال أهل بيته من حرام الصدقة بعده ، فقد روى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم : قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا يوما 

خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد : الا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ( 1 ) أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ، قال : نعم .

وفي رواية أخرى :  عن زيد بن أرقم انه ذكر الحديث بنحو ما تقدم وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه قال : لا وايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصليه وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : والمعروف في معظم الروايات ، من غير مسلم ، ( أي في غير صحيح مسلم ) أنه قال : نساؤه لسن من أهله بيته ) .

ومنها ( سادسا )  ان قوله تعالى : (  لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ  . . . ) بالميم يدل على ان الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ولو كان الخطاب خاصا بنساء النبي صلى الله عليه وسلم لقال ( عنكن ويطهركن ) .

ومنها ( سابعا )  ان تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليس بطريق الأصالة كبني هاشم ، وإنما هو تبع لتحريمها على النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فالصدقة عليهن حلال قبل اتصالهن به فهن فرع من هذا التحريم ، والتحريم على المولى فرع التحريم على سيده ولما كان التحريم على بني هاشم أصلا استتبع ذلك مواليهم ، ولما كان

 

( 1 ) يقول  الإمام النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : وإنا تارك فيكم ثقلين ، فذكر كتاب الله وأهل بيته ، قال بيته ، قال العلماء سميا ثقلين لعظمهما وكبير شانهما ، وقيل لثقل العلم بهما ، وانظر الروايات المختلفة للحديث الشريف في  صحيح مسلم  15 / 179 - 181

 
 

التحريم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبعا ، لم يقو ذلك على استتباع مواليهم لأنه فرع عن فرع .

ومنها ( ثامنا )  ما ذهب إلى صاحب مجمع البيان من أن ثبوت عصمة المعنيين بالآية 33 من الأحزاب ، يدل على انها مختصة بهؤلاء الخمسة النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، لان من عداهم غير مقطوع بعصمته .


 2 - الرأي الثاني

ويذهب إلى ان أهل البيت هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم وهم آل على وآل عقيل وآل جعفر أبناء أبي طالب ثم آل العباس بن عبد المطلب ، يعنون ذلك بني هاشم وأن البيت هنا انما هو بيت النسب ، ومن ثم يكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه صلى الله عليه وسلم منهم .

وقد روى القاضي عياض  في الشفا عن الشعبي ان زيد ا بن ثابت صلى على جنازة أمه ثم قربت له بغلته ليركبها فجاء ابن عباس فاخذ بركابه فقال زيد : خل عنه يا ابن عم رسول الله فقال ابن عباس : هكذا نفعل بالعلماء فقبل زيد يد ابن عباس وقال : هكذا أمرنا ان نفعل بأهل بيت نبينا هذا فصلا عن حديث زيد بن أرقم الذي رواه مسلم من ان أهل بيت النبي انما هو بيته وعصبته الذين الصدقة وقد ذكرناه من قبل .

  3 - الرأي الثالث

ويرى أهل البيت انما هم الخمسة الكرام البررة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .

قال بذلك  أبو سعيد الخدري وانس بن مالك وواثلة بن الاسقع وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة وابن آبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم وسعد وغيرهم وقال به الكثيرون من أهل التفسير والحديث ، قال به الفخر الرازي في التفسير الكبير ، وقاله الزمخشري في الكشاف والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن والشوكاني في فتح القدير ، والطبري في جامع البيان عن 

تأويل أي القرآن والسيوطي في الدار المنثور ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ، والحاكم في المستدرك ، والذهبي في تلخيصه والإمام احمد بن حنبل في المسند ، ولعل هذا الرأي اقرب إلى الصواب ، فيما نرى ونرجح لأسباب كثيرة  منها ( أولا )  الأحاديث النبوية الشريفة التي رويت في ذلك والتي منها :

 1 - اخرج  ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة في وفي على وحسين وحسين وفاطمة :  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

 2 - واخرج  ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خريرة ، فقال رسول الله صلى عليه عليه  وسلم : ادع لي زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضله ازارة فغشاهم إياه ثم اخرج يده من الكساء واوما بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات ، قالت أم سلمة رضي الله عنه عنها فأدخلت راسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم ، فقال : أنت إلى خير مرتين .

  3 - اخرج  الطبراني عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : ابن ابن عمك ، قالت هو في البيت ، قال اذهبي فادعيه وابنيك فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد ، وعلي رضي الله عنه يمشي في إثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره ، وجلس علي رضي الله عنه على يمينه ، وجلست فاطمة رضي الله عنه على يساره قالت أم سلمة رضي الله عنها فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت .

 4 - واخرج  الطبراني عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل محمد ( وفي لفظ آل محمد ) فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد ، الكساء لأدخل معهم فجذبه من 

يدي ، وقال : انك على خير - واخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( رضي الله عنهم ) وأنا على باب البيت قلت يا رسول الله : ألست من أهل البيت : قال إنك إلى خير ، انك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

  6 - واخرج  ابن مردوية والخطيب عن ابي سعيد الخدري قال : كان يوم أم سلمة رضي الله عنها أم المؤمنين فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية . (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي ، فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم المؤمنين أم سلمة مضروب ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة رضي الله عنها فانا منهم يا بني الله قالت : أنت على مكانك وأنت على خير .

  7 - واخرج  الترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي من طرق ، عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) وفي البيت على وفاطمة والحسن والحسين فجللهم رسول الله بكساء كان عليه ، ثم قال : ( هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .

  8 - واخرج  ابن أبي شيبة واحمد ومسلم وان جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر اسود ، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فادخلهما معه ثم جاء على فادخله معه ثم قال : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ).

وفي رواية مسلم  في الصحيح ( 15 / 194 ) عن عائشة انها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرجل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم قال جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء على فادخله ثم قال : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

ويروى الواحدي  في أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) قال : نزلت في خمسة ، في النبي صلى الله عليه وسلم وعلي فاطمة والحسن والحسين ، عليهم السلام

  9 - واخرج  ابن جرير والحاكم وابن مروديه عن عامر بن سعد عن سعد قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي ، فاخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب هؤلاء أهلي أهلي بيتي ,

  10 - واخرج  ابن أبي شيبة واحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم ولبيهقي عن واثلة ، بن الاسقع قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين على حتى دخل فادني عليا وفاطمة فأجلسهما ما بين يديه ، واجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ، وأنا مستدبرهم ثم تلا الآية  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

  11 - واخرج  الترمذي عن علي بن زيد بن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام سنة أشهر ، كلما خرج إلى الصلاة يقول : الصلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

  12 - واخرج  ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل على رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول : ( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) أنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمته .

  13 - واخرج  ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء قال : حفظت رسول الله ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرة يخرج إلى الصلاة الغداة ، أتى إلى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبي الباب ثم قال : الصلاة الصلاة ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات

  14 - واخرج  الطبراني عن أبي الحمراء  رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر يقول :  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

  15 - وروي  ابن جرير عن أبي عمار قال : إني لجالس عند واثلة بن الاسقع إذ ذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه فلما قاموا ، اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه ، إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي وفاطمة وخمس وحسين فالقي عليهم كساء له ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب 

عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قلت يا رسول الله وأنا ، قال وأنت ، قال فوالله إنها لمن أوثق عمل عندي .

  16 - وروى  في المسند والفضائل وابن جرير والترمذي بطرق مختلفة عن شداد ابن عمار قال دخلت على واثلة بن الاسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : لم شتمت هذا الرجل ، قلت رأيت القوم شتموه فشتمته معهم ، فقال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلي : فقال أتيت فاطمة اسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست انتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين ، آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، واجلس حسنا وحسينا كل منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) ثم قال اللهم  هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق .

  17 - واخرج  الترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلى خلف ظهره ، فجلله بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .

  18 - روى  ابن أبي شيبة عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها ، فجاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدة ، فقال : تنحى لي عن أهل بيتي ، فتنحيت من ناحية البيت ، فدخل علي وفاطمة وحسن وحسين فوضعها إليه واخذ عليا بإحدى يديه فضمه إليه واخذ فاطمة باليد الأخرى ، فضمها إليه وقبلها وأغدق خميصة سوداء ثم قال : اللهم إليك ، لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، فناديه فقلت : وأنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : اقتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء كان تحتي خيبيريا أصبناه من خيبر ثم رفع يديه فقال : اللهم ان هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما 

جعلتها على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي ، وقال : على خير ) .

  20 - وروى  الحاكم في المستدرك عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة قال : ادعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله قال : أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساء ثم قال : اللهم هؤلاء إلى ، فصل على محمد وعلى آل محمد وانزل الله عز وجل : (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) .

  21 - وروى  احمد في الفضائل والمحب الطبري في الذخائر : أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم قضاء قضي به علي بن أبي طالب فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ) .

وهكذا كان الإجماع على ان لفظ أهل البيت  إذ أطلق إنما ينصرف إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وذريتهم وان لم يكن له إلا شهرته فيهم لكفى روى الحاكم في المستدرك عن سعد قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فادخل عليا وفاطمة وابنيهما ( أي الحسن والحسين ) تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي .

ومنها ( ثانيا ) : آية المباهلة

  1 - اخرج مسلم  15 / 176 في صحيحه انه لما نزل قوله تعالى : (  فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ  ) ( آل عمران آية 61 ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) .

  2 - وروي القاضي عياض  في الشفا عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت آية المباهلة ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وحسنا وحسينا وفاطمة وقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) .

  3 - وذكر ابن كثير  في تفسيره قال أبو بكر بن مردويه عن جابر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب ( وفد نصارى نجران ) فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعده على أن بلا عناه الغداة ، قال فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بيد على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق لو قالا لامط عليهم الوادي نارا ) قال 

جابرة وفيهم نزلت : (  نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ  ) . ( رواه ابن مردويه والحاكم في المستدرك ورواه الطيالسي عن الشعبي مرسلا )

  4 - انه ليس هناك من دليل أقوى  من هذا على فضل أصحاب الكساء وهم علي وفاطمة والحسن والحسين لان الآية لما نزلت دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضن الحسين واخذ بيد الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفهما فعلم إنهم المراد بالآية ، وأن أولاد فاطمة وأبناءهم يسمون أبناء النبي وينسبون إليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة .

  5 - وقال الرازي  في تفسيره الكبير ان هذه الآية ( آية المباهلة آل عمران 61 ) دالة على ان الحسين والحسين كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين فوجب ان يكونا ابنيه ) . ويذهب محمد جواد مغنية في كتابه فضائل الإمام علي أن إلى السنة والشيعة قد اتفق على أن المراد بأنفسنا في الآية : النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ، وبنسائنا فاطمة وبأبنائنا الحسن والحسين .

ومنها ( ثالثا )  أن الحسن بن علي رضي الله عنه خطب في أهل العراق بعد أن استخلف فقال : يا أهل العراق : اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) ، قال ( فما زال يقولها حتى ما بقى احد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاءه وقال الإمام الحسن أيضا نحن حزب الله المفلحون وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون ، وأهل بيته الطاهرين الطيبون واحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والمعون عينه في كل شئ لا يخطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت  بطاعة الله والرسول وأولي الأمر مقرونة )

ومنها ( رابعا )  وروي عن السدي عن أبي الديلم قال ( قال علي بن الحسين ( الإمام علي زين العابدين ) لرجل من أهل الشام ، أما قرأت في الأحزاب (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) قال : ولأنتم  هم ؟ قال : نعم ) .

وفي رواية أخرى : انه لما جئ بعلي بن الحسين أسيرا ، وأقيم علي درج دمشق ، قام رجل من أهل البيت فقال : ( الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة قال له علي : اقرات القرآن قال نعم ، قال قرأت آل جم قال قرأت القرآن ولم اقرأ ( آل حم ) قال ما قرأت (  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  ) قال : فإنكم لاياهم ؟ قال : نعم ) .

ومنها ( خامسا )  ما جاء في تفسير البيضاوي في تفسيره لقوله تعالى : (  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  ) قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ، قال صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة وابناهما ) .

ومنها ( سادسا )  ما ذهب إليه ابن القيم الجوزية من ان أولاد فاطمة رضي الله عنه إنما يدخلون في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة ، لان أحدا من بناته لم يعقب غيرها ، فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته انما هم من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته ان ابني هذا سيد ) فسماه ابنه . ولما نزلت آية المباهلة ، دعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا ( رضي الله عنهم ) وخرج للمبأهلة ، كما قال الله تعالى في حق إبراهيم ومن ذريته داود وسليمان . . . إلى آخر آيتي الإنعام 84 ، 85

وجاء في تفسير ابن كثير :  وفي ذكر عيسى في ذرية إبراهيم عليهما السلام ، دلالة على دخول ولد البنات في ذرية الرجل ، لان عيسى عليه السلام انما ينسب إلى إبراهيم عليه السلام بأمه مريم عليها السلام فإنه لا أب له ، وروى ابن أبي حاتم ان الحجاج أرسل إلى يحيى بن يعمر فقال : بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله ، وقد قرأته ن أوله إلى آخره ، فلم أجده ، قال : النبي تقرا سورة الإنعام (  وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ  ) حتى بلغ (  وَيَحْيَى وَعِيسَى  ) قال : بلى أليس عيسى من ذرية إبراهيم ، وليس له آب قال : صدقت .

هذا وروى البخاري  في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي : ان ابني هذا سيد ) واما من قال بعدم دخولهم فحجته ان ولد البنات انما ينتسبون إلى إبائهم حقيقة غير أن دخول أولاد فاطمة رضي الله عنهم في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فلشرف هذا الأصل العظيم والوالد 

الكريم الذي لا يدانيه احد من العالمين سرى ونفد إلى البنات لقوته وجلالته وعظم قدره ، وقال السيوطي في الخصائص الكبرى ( واختص صلى الله عليه وسلم بان الأود بناته ينسبون إليه ، وأولاد بنات غيره لا ينسبون إليهم ، في الكفاءة ولا في غيرها ، وقد اخرج الحاكم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة ان وليهما وعصبتهما واخرج أبو يعلي والطبراني انه صلى الله عليه وسلم قال كل بني أم ينتمون إلى عصبة إلا أولاد فاطمة فانا وليهم وعصبتهم ) .

وهكذا اثبت بالنص والإجماع  ان أهل البيت إنما هم الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، اما النص فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بقي بعد نزول الآية 33 من الأحزاب ستة أشهر يمر وقت صلاة الفجر على بيت فاطمة رضي الله عنها ، فينادي : الصلاة يا أهل البيت (  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) وهو تفسير منه لأهل البيت بفاطمة ومن في بيتها وهو نص ، وأنص منه حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم أرسل خلف علي وفاطمة وولديهما رضي الله عنهم ، فجاءوا فأدخلهم تحت الكساء ثم جعل يقول اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، وفي رواية وحامتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم مسلمة ، فقلت يا رسول الله : ( ألست من أهلك قال أنت أي خير )

وهو نص في أهل البيت  رواه الإمام احمد وظاهر ان نساءه لسن منهم ، لقوله لأم سلمة أنت إلى خير ) ولم يقل بلى أنت منهم ، وأما الإجماع فلان الأمة اتفقت على ان لفظ أهل البيت ) إذا أطلق انما ينصرف إلى من ذكرناه ( علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهما ) دون النساء ولو لم يكن فيه الا شهرته فيهم كفى .

 ومنها ( ثالثا )  كثرت الأقاويل من أهل الزيغ والجهل في أهل البيت ، رغم آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تبين فضلهم وتحض على مودتهم وموالاتهم وتنفر من بغضهم وكرههم ، واستمر ذلك منذ العصر الإسلامي الأول ، ثم ازداد طغيانا بمرور الأيام ، والانحراف عن الإيمان فاستفحل الداء وقل الدواء حتى أصبح الحديث عن ذلك في السر والعلن مثار الخذلان من طرق كل مفتون  في دينه وإيمانه ، فصار الإيقاع في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم شهوة لكل مخذول ، سهلا من غير حياء ولا إيمان حتى أصبحت المواجهة بين سفهاء الأحلام من العامة وبين ذريته صلى الله عليه وسلم فأول ما ينكرون عليهم انتسابهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يخلف ذكرا حتى تكونوا انتم من أبنائه ، وهي كلمة حق أريد بها باطل ، أو يحقدون عليهم ان انعم الله عليهم ، فشرفهم بالانتساب إلى اشرف ولد آدم .

وسيد الأنبياء والمرسلين ، فجعلهم من ذرية نبيه الكريم وأكرمهم بالانتساب إلى رسوله العظيم فكانوا بضعة منه ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وليذكر هؤلاء وأولئك ان بعض أهل البيت آفة في الدين ، فليتب إلى الله من يجد في نفسه شيئا عليهم ، وليحذر على دينه الذي هو عصمة أمره ، حتى فيمن تظهر عليه الخطيئة منهم ، وإنه فلما يطول أمره منحرفا عن الصواب لان ذلك إنما هو حظ البشرية من كل مؤمن ، فإذا كانت النطفة الطاهرة محفوظة غير مشوبة عما سواها فلا بد من ان ترجع إلى أصلها الطيب الطاهر

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا ببغضنا أهل البيت احد إلا ادخله الله النار هذا والله من وراء القصد.