اتفاق سعودي يمني على تأسيس شراكات في 4 مجالات واطلاق 6 مبادرات.. تفاصيل عاجل: واشنطن تدفع بمعدات عسكرية ولوجستية وجنود الى قواعدها العسكرية في مناطق سيطرة قسد اليمن تشارك فى المسابقات والاحتفالات السنوية للغة العربية فى اليابان الحوثيون يضعون موانئ اليمن تحت القصف الإسرائيلي الأمريكي.. خسائر بقيمة 313 مليون دولار تربية مأرب تتسلم فصولا إضافية لمدرسة الثورة في مخيم الجفينة للنازحين من الأمم المتحدة وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل
كل هذا يحدث بعد عدة أشهر من رفع الحوثيين الراية البيضاء واستسلامهم للنظام والموافقة على إنهاء الحرب بالشروط التي حددها النظام في صنعاء! هل هذا معقول؟ لا طبعاً... ولذلك فإنه لغز أكبر من الألغاز السابقة، والأيام كما تبدو حبلى بالألغاز.
سلوك الإخوة في النظام اليمني مع الحوثيين مسلسل ألغاز، والأعجب أن هذه الألغاز تكبر مع الزمن، فكلما عجزنا عن فهم لغز وتناسيناه برز لغز جديد أكثر استعصاء على الفهم. أي إن الإثارة ودواعي الدهشة والتعجب يتوالى ظهورها بشكل متدرج في الحجم وشدة الأثر.
لقد توالت حروب النظام مع المتمردين الحوثيين.. حرباً بعد حرب.. وكلما هدأت حرب ثارت حرب أخرى، وفي كل حرب جديدة يبرز الحوثيون أكثر عدة وعتاداً وتنظيماً من ذي قبل، وكأنهم لا يواجهون حروباً بل دورات تدريبية تعدهم للمستقبل وللهدف الكبير القادم.
في الحرب الأخيرة رفع الحوثيون الراية البيضاء أمام النظام، ونزلوا على شروطه، فقلنا (خلاص) هذه هي آخر الحروب، والحوثيون لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم، ففوجئنا بأن الحوثيين أصبحوا أقوى من ذي قبل، لا يمتثلون للشروط، ويواصلون اعتداءاتهم على بعض القبائل وعلى بعض مواقع الجيش اليمني المجاورة لهم، ثم تتوالى الأحداث المذهلة، فيعتدون على بعض مراكز الحكومة، ويأسرون أكثر من مائتي جندي، وبعد ذلك يحدث ما هو أكثر إثارة ومدعاة للدهشة، إذ وجدنا أن بعض فرق الجيش اليمني تنسحب من مواقعها وتخليها للحوثيين، ثم جاء اللغز الأخير المدهش الذي نقلته "الوطن" يوم السبت قبل الماضي، إذ ذكرت أن السلطات اليمنية قد اتهمت المتمردين الحوثيين بممارسة مهام الدولة من خلال القيام بجباية الزكاة من مواطني محافظة صعدة لصالحهم، وأخذ أموال المشاريع الوقفية في المناطق التي يسيطرون عليها، ثم تقول "الوطن" إن النظام اليمني في صنعاء يقول إن الحوثيين يحاولون بكل هذا تنصيب أنفسهم بديلاً للسلطة المحلية في عدد من مديريات محافظة صعدة، وتحاول "الوطن" بعد ذلك تصوير الواقع، فتنقل عن المصادر المحلية في صعدة قولها إن الحوثيين أحكموا قبضتهم على محافظة صعدة، وعينوا أشخاصاً في مختلف مديرياتها لجباية زكاة الأموال، وكذا استلام إيرادات عقارات الوقف في المديريات في ظل غياب كامل للسلطة المحلية اليمنية.
تصوروا كل هذا يحدث بعد عدة أشهر من رفع الحوثيين الراية البيضاء واستسلامهم للنظام والموافقة على إنهاء الحرب بالشروط التي حددها النظام في صنعاء! هل هذا معقول؟ لا طبعاً... ولذلك فإنه لغز أكبر من الألغاز السابقة، والأيام كما تبدو حبلى بالألغاز، ولا ندري أي لغز جديد سيبرزه سلوك الحوثيين العجيب.
يصعب التسليم بأن هذا التحدي السافر من الحوثيين وهذا التمرد الحاد كان نتيجة لضعف الحكومة اليمنية أمام الحوثيين لأن الحرب السادسة كانت قد انتهت بتفوق الجيش اليمني واستسلام الحوثيين ونزولهم على شروط النظام، ولذا فلا يتبقى للمتأمل إلا احتمالان.. الأول أن هناك توافقاً على قيام دولة للحوثيين، وأن كل تلك الحروب السابقة ما هي إلا تكتيك وأسلوب لابد منه لقيام الدولة الجديدة، وأكبر الدلالات على هذا أن أغلب ما لدى الحوثيين من الأسلحة – كما يقال – هو غنائم أخذوها من الجيش اليمني بطرق مختلفة، والاحتمال الآخر وربما هو الأقرب للصواب أن النظام اليمني يغمض عينيه ويتغاضى عن التمرد، بل ويسحب جنوده من بعض المراكز المجاورة للحوثيين، وربما يتركهم يستولون على بعض الأسلحة ويجبون الزكاة لتبدو حركتهم بالغة الخطورة على ما يجاورها، وعلى وشك أن تقيم دولتها، ربما لظنه أننا في المملكة لا ندعمه بما يكفي في مواجهة حركة الانفصال الجنوبية، وكأنه يقول إذا انفصل الجنوب في دولة مستقلة فقد ينفصل الحوثيون في دولة مستقلة أيضاً, والرسالة واضحة، فهل هذا هو تفسير الغموض، أم أن هناك تفسيرا آخر؟
هل اقتربت دولة الحوثيين أم أن هذه الحركة ـ رغبت أو لم ترغب – أداة يستخدمها النظام لتحقيق مصالحه..؟