نداء إستغاثة عاجل: الأسر النازحة في مأرب تواجه كارثة إنسانية بسبب البرد القارس إدانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي هيئة الترفيه السعودية تكشف مواعيد حفلات رأس السنة 2025 في المملكه.. تعرف على قائمة أسعار التذاكر دولة خليجية تقرر سحب الجنسية من قرابة ثلاثة ألف شخص وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل
استمعت قبل شهور إلى أحد المتحدثين اليمنيين في قناة BBC البريطانية, حرص في ذلك اللقاء على تقديم الحراك الجنوبي بأنه أفضل ما شهدته اليمن من أحداث في تاريخها, من حيث سلميته ومطالبه المشروعة وقيمه العالية النبيلة, وأزعم أنه قال ما قاله مخلصاً ومقتنعاً به, ولكن ما لبثت الأيام القليلة التي تبعت ذلك اللقاء أن أثبتت للبقية الباقية التي تتعاطف مع ذلك الحراك أنهم - وبدون أن يشعروا - باتوا يؤيدون عصابات متعددة المذاهب والمشارب والأهواء, مما جعل هؤلاء المتعاطفين في الخليج والدول العربية والمهجر يترددون ويتراجعون عن مواقفهم السابقة, فالمظاهرات السلمية تحولت إلى مظاهر عنف هتكت الحرمات وخربت الممتلكات وأفسدت مشروعات البنية التحتية وأربكت المستثمر وجعلته يتجه صوب تعز والحديدة اللتين تتميزان باستقرار وسلم اجتماعيين دائمين, وجعلت المستثمر الوطني والأجنبي الذي كان ييمم صوب حضرموت يغير رأيه ويتجه صوب عدن والحديدة وتعز, بعد أن تغلغلت تلك العصابات وأولئك الهمج حتى في أوساط المجتمع الحضرمي المسالم الحريص دائماً على أمن مجتمعه واستقراره, ومن المعروف أن التصوف الحضرمي جنبها حمامات الدم أيام حكومة البطش الاشتراكية, ولكن بدأت خلايا القاعدة تتواجد في ربوع هذه المحافظة الواسعة بتواجد الحراك, فبدأت تمسخ القيم المسالمة التي نشأ المجتمع الحضرمي عليها وترعرع وهو يؤمن بها, وظهرت القيم التي تحض على العنف والقتل والسلب والكراهية المناطقية, وهي قيم سلبية تظهر كنتيجة طبيعية لظهور تلك الحركات كالقاعدة. الشيء الذي يطمئن الجميع أن أبناء حضرموت انتبهوا لهذا المنزلق واختفت مظاهر الفوضى والسلب والنهب التي كانت قد بدأت فيها, وبقيت مظاهر الهمجية - وكما هي العادة - في مناطق الضالع ولحج, وأصبحت التصرفات التي تصدر عن رعاع الحراك لا تمثل مناطق أخرى.
لقد أصبح الكثير وهم يتعاطفون مع الحراك وأمسوا وهم يعلموا أنه قد تحول إلى مجرد عصابات لقطع الطرق ونهب المسافرين وترويع الآمنين, وهذه السمعة الكريهة ابتدأت عندما سمح الحراكيون للقوى المعادية للأمن والاستقرار بالانخراط في صفوفهم, تلك القوى المتطرفة التي تصطاد في الماء العكر, مثل عناصر القاعدة وأولئك الأفراد الموتورين من الوحدة التي هدمت صروح أحلامهم وعصفت بمصالحهم الشخصية الضيقة, وهكذا افتقد الحراك الجنوني لأهم الصفات التي كان يفاخر بها قادته, فقيادة الحراك تقول شيء ولكن تلك الجماهير الذين تظهر في شوارع المدن تخذلها وتمارس تصرفات خرقاء تجعل الحراكيون يظهروا للعالم بمظهر قطاع الطرق والآذنان والأعضاء التناسلية والحرث والنسل ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء والمناطقية التي تهدد أمن واستقرار اليمن, وبالتالي المحيط العربي والإقليمي.
إن الحراك الجنوبي في بداياته كان حراكا يُخشى منه على مستقبل اليمن والإقليم, كان يمثل تهديداً مباشرة للوحدة وأسسها ولليمن عامة والمجتمع الدولي, ولكنه لم يعد كذلك بعد الآن, كونه تحول إلى تجمع يضم المجرمين والمختلين والهمج والمعارضة والقاعدة, وأصبح الخوف من الحراك يتمثل في الخوف من قطع أذن مواطن برئ أو عضوه التناسلي, بعد أن كان الخوف من هذا الحراك في السابق يتمثل في قطع أوصال الوطن وتمزيق عرى وحدته واستقراره.
لقد أصبح الحراك الهمجي يتركز في مناطق محددة ومعروفة في الضالع ولحج, وأصبحت هذه المناطق مأوى ومرتع ومستقر لقطاع الطرق والمنحرفين والمجرمين مثلها مثل بعض المناطق (وأقول بعض المناطق) في صعده والجوف فيما مضى, ولكن الفارق أن أبناء تلك المناطق في الجوف لم تمتد أيديهم قط لتهتك حرمة مواطن أو تقطع أذنه أو عضوه التناسلي كما حدث في لحج والضالع, لأنهم يعلمون تماماً أنهم ليسوا بوحوش حيوانية أو قطعان برية.
abdtwaf@hotmail.com