الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
أكرم الله وأنعم بغيث مدرار أغتشت سيوله النافعة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بمديرية عسيلان محافظة شبوة، هذه السيول في جوانبها الإيجابية أعادت الحياة إلى كثير من الأشجار والمزروعات المتهالكة جراء سنين الجدب الماضية، وأنبتت نباتاً حسناً من كل البذور التي وضعها الزّرّاع خلال أيام الحرث التي تلت تدفق السيول، كما أنها أعادة الأمل في كثير من النفوس اليائسة والمحبطة من سوء الوضع المعيشي الذي تعدى النوع البشري إلى الحيوانات والبهائم التي عانت من أضرار الجدب واكتوت بنارها خلال الفترة الماضية.
أما في جوانبها السلبية فقد كان تدفق السيول معول هدم لبض المنشئات السكنية والتجارية والطرق المسفلتة، كما أنها قد جرفت مساحات من الأراضي الزراعية وحولتها إلى ممرات مائية إجبارية على غير المعتاد وفق أعراف الري المتبعة، ومرجع ذلك كله إلى سوء التخطيط وإجراءات التنفيذ في جانب تصميم الطرق بالإضافة إلى عدم اهتمام الأهالي بوضع المنازل أثناء الاختيار لأماكن البناء مع تجاهل بعض أعراف الري الحميدة التي تعارف الناس على تنفيذها خلال عقود من الزمن، الأمر الذي ضاعف من أضرار السيول التي تدفقت دفعة واحدة ولم تجد لها المخارج المناسبة وأماكن التصريف الجيدة حتى حولت تلك المنازل والطرق إلى أكوام من التراب التي أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً حتى في إزالتها من أماكنها لمن سيحاول إعادة البناء في يوم من الأيام.
طرق بلا منافذ
وبالنظر إلى طبيعة الأراضي التي تمر عبرها الطرق العامة يتبين أن جميعها ذات طبيعة زراعية بحتة لا يمكن لها الاستغناء عن مياه السيول والتي لا بد أن تسير من مكان إلى آخر وفق طبيعة الانحدار لتلك الأراضي وتنقل المياه بين حقولها بصورة سلسة قبل وجود الطرق المسفلتة والتي في الغالب تتحول إلى سدود عاتية لا تستطيع السيول تجاوزها، ومع ذلك لا يوجد في التصميم ما يلبي حاجة مرور السيول بصورة سهلة، ولنتخيل أن عبارة قطرها واحد متر فقط كان يجب عليها أن تمرر مياه السيول المتدفقة بغزارة تزيد كمياتها عن عشرات الأمتار المكعبة في الثانية الواحدة وهذه الكميات لا تتسع لها بعض قنوات الري الاعتيادية دفعة واحدة، الأمر الذي ترتب عليه حجز تلك الكميات وتغيير مسارها حتى تسببت في غمر العديد من المنازل والتخطي القسري لمسافات واسعة من تلك الطرق وبالتالي جرفها كاملة تحت وطأت انحدار المياه والجرف الشديد.
أضرار تنتظر التعويض
كان الوقت متأخرا جداً (الثانية بعد منتصف الليل) حين داهمت السيول منازل الأهالي وهم في وضع غير مناسب لتفادي كثرة الخسائر ولهذا تغلبت عليهم السيول وكان أفضلهم استعداداً من استطاع إخراج النساء والأطفال وتأمين وجودهم قبل أي شيء آخر، أما بقية المستلزمات المنزلية فكانت من نصيب السيول وقد كانت الخسائر غمر سيارتين وإتلاف محتويات (تسعة منازل) من الأثاث المنزلي والثلاجات والغسالات والتلفزيونات والكهربائيات الأخرى وإتلاف شناط تحوي الوثائق التي يعتمد عليها الأهالي في توثيق حدود الأرض، بالإضافة إلى الشهائد والوثائق الأخرى، مع تلف قطعتي سلاح شخصي (آلي) وكذلك حلي النساء من الذهب والمواد الأخرى, أما الأغنام فقد غمرت المياه جميع الزرايب وأغرقت حوالي (32 رأس من الغنم).
وفي الجانب التجاري فقد غمرت السيول معملين للطوب وأتلفت جميع معداتها وما كان فيها من المواد المصنعة، كما جرفت السيول مخزن أدوية بما يحويه بصورة كاملة, بالإضافة إلى جرف دكان جوالات مع جميع مستلزماتها وجرف معصرة للدهن البلدي مع جميع معداتها الميكانيكية وجرف محل سكن عمال بما يحتويه من مستلزماتهم الشخصية بما فيها النقود كما أن كميات كبيرة من مواد البناء والكهربائيات والمضخات الزراعية وتوابعها قد أتلفت بسبب غمرها بمياه السيول داخل المخازن الأرضية التي تعرضت للغمر.
أما الأسوام (الحدود الفاصلة بين حقول الأرض) فإن مسافات تقدر بعشرات الكيلومترات تعرضت للجرف وإن إعادتها تتطلب مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من الأتربة.
وكان وضع الأهالي صعبا إلا أن جيرانهم قاموا بواجب الإيواء والنصرة بحسب ما سمحت به ظروفهم، وعبروا, أي الأهالي, من جانبهم عن خيبة أملهم في وصول التعويضات اللازمة لأنهم قد تعودوا على كثرة الوعود ولسان حالهم يقول (نحن بدون حكومة لأنها لا تقدر تلفت النظر للمتضررين من أبنائها والمسئولين ليس عندهم ضمير يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الرعية).
وينظر الأهالي إلى دور السلطة المحلية في المديرية والمحافظة بشيء من الشك والارتياب تجاه معاناتهم؛ نظراً لعدم السرعة في الاستجابة خصوصاً وقد نزلوا إلى الأماكن المتضررة وشاهدوا حجم الكارثة بأم أعينهم وتشكيل اللجان ولكنهم لم يروا بعد ذلك أي نتيجة تذكر ويعتبرون هذا النزول مجرد زوبعة نتيجتها الفشل وعدم وصول ما ينفع المواطن جراء هذه الكارثة.
دور حاضر وإمكانيات غائبة
السلطة المحلية كان لها حضور جيد أثناء وبعد الكارثة، حيث شوهد حضور مدير عام المديرية في موقع الحدث بعد ساعات, ولكن الدور المطلوب أكبر من الحضور والمشاهدة وتقديم المواساة, وإن كان هذا هو جهد المقل, وبالنسبة للمديرية فهي مجردة من صلاحيات الإمكانيات النافعة ويتعذر أن تقدم شيئا يذكر من الناحية المادية في ظل الاستحواذ التام على الموارد ذات المرونة المالية القابلة للتصرف خارج نطاق الموازنات السنوية.
المحافظ هو الآخر كانت له زيارة ميدانية إلى موقع الحدث واطلع على عدد من المواقع التي تضررت وشاهد, على الطبيعة, مدى الأضرار التي لحقت بالمواطنين, ولكن ثمة خيبة أمل تساور الكثير منهم؛ نظراً لعدم الثقة من الوعود التي لا تتحقق في الغالب وما يتحقق منها ينصب مجمله في يد الفاسدين الذين يروق لهم تضخيم الأضرار, ولكنهم سرعان ما يتنكرون للمتضررين ويعاملونهم بأسوأ المعاملات ويحرمونهم مما يستحقونه من التعويض.