نداء إستغاثة عاجل: الأسر النازحة في مأرب تواجه كارثة إنسانية بسبب البرد القارس إدانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي هيئة الترفيه السعودية تكشف مواعيد حفلات رأس السنة 2025 في المملكه.. تعرف على قائمة أسعار التذاكر دولة خليجية تقرر سحب الجنسية من قرابة ثلاثة ألف شخص وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل
ستة وأربعون عاماً مرت أمس على اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر من جبال ردفان الأبية والتي امتدت لأربع سنوات لتنتهي بجلاء الاحتلال البريطاني ونهاية ثلاثة وعشرين سلطنة ومجيء الجبهة القومية بميولها اليسارية لتصوغ على مدى ثلاثة وعشرين عاماً تجربة مريرة في معظم جوانبها لكنها لم تخلُ من الإيجابيات بحال من الأحوال... فقد نجحت الجبهة القومية في فرض سيطرتها على جميع السلطنات ووحدتها تحت راية دولة واحدة، وتمكنت بقوة الحديد والنار وديكتاتورية البروليتاريا من فرض هيبة الدولة والقانون،وحافظت على روح الوحدة اليمنية وجعلتها هدفها الكبير وعززت ثقافة ومفهوم الوحدة اليمنية رغم التجزئة السياسية، لكنها أيضاً – أي الجبهة القومية ومن بعدها الحزب الاشتراكي اليمني – نجحت في تحقيق عدالة المساواة في الفقر وأممت كل الملكيات الخاصة ودمرت الحوافز الفردية وأقامت نظاماً اقتصادياً اشتراكياً صارماً لازال اليمن الموحد يدفع ثمنه حتى الآن، كما أقامت نظاماً سياسياً مراهقاً خاض مواجهات مع معظم جيرانه وبالذات الشطر الشمالي وعمان والسعودية وامتدت المغامرات إلى مساندة إثيوبيا الماركسية ضد الصومال العربي المسلم، وبالكاد بدأ يصل هذا النظام إلى بدايات مرحلة الرشد قبل الوحدة بعام أو عامين... ووجد كثير من المواطنين أنفسهم مضطرين للرحيل طلباً للعيش الكريم والحياة الكريمة إما إلى الشمال أو إلى دول الخليج، ومعظم هؤلاء إن لم يكن جميعهم استقروا واندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة، وتجددت آمال الميسورين منهم بإمكانية الاستثمار في المحافظات الجنوبية عقب حرب صيف 1994م فهم يعلمون أن عدن هي بوابة الخير لليمن الموحد ومنطلق الاستثمارات المنتجة والمفيدة إلى كامل أرجاء الوطن الموحد الكبير.
لقد قلنا مراراً وتكراراً أن ثورة 14أكتوبر كانت النتاج الطبيعي والتلقائي لثورة 26سبتمبر، ولسنا بحاجة اليوم للاستمرار في تأكيد واحدية الثورة اليمنية من خلال ندوات يشارك فيها الجيل الذي يدرك هذا الأمر ويفهمه جيداً بقدر ما نحتاج لتثبيت هذه المفهومات وتعزيزها وتكريسها لدى أبنائنا في المدارس والجامعات، ذلك أن سوء الأوضاع المعيشية واستشراء البطالة وانتشار مظاهر الفوضى تؤدي إلى خلق مفهومات سلبية ليس فقط حول النظام بل إنها تمتد شيئاً فشيئا لتنال من الأمور التي لا شأن لها بكل تلك السلبيات كالوحدة الوطنية والنظام الجمهوري والديمقراطية والاقتصاد الحر وغير ذلك، مما يؤدي إلى وجود سوق لأفكار دعاة التجزئة والانفصال والإمامة والعصبيات الطائفية والعنصرية والقبلية والمناطقية والإرهاب والاستبداد والاشتراكية وإذا بهذا السوق يجد له زبائن يروجون من خلاله لكل تلك الدعوات المدمرة!
لقد هزتني إحدى يوميات أستاذنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح قبل أسابيع قليلة عن تساؤلاته حول ماهية الصورة التي ستحتفل بها بلادنا بعد ثلاثة أعوام باليوبيل الذهبي لثورة سبتمبر وبعدها بعام واحد اليوبيل الذهبي لثورة أكتوبر... ووالله إنها تساؤلات تهز ضمائرنا وتدعونا جميعاً لتحمل مسؤولياتنا في أن تأتي تلكما المناسبتين الغاليتين وقد من الله على بلادنا بنعمة الاستقرار مرة أخرى وقد ولت دعوات التجزئة والعنصرية إلى غير رجعة، فما نعيشه من منغصات الآن يدعونا للتأمل في أسبابها ودوافعها ومن ثم معالجتها بصدق وإخلاص وتفاني، ومع إدراكنا بوجود دعم خارجي بمستويات متفاوتة لهذه المؤامرات إلا أننا ندرك جميعاً أن الخارج – مهما أنفق – لا يستقوي إلا عندما يهتز الداخل.